الفصل 49

5.7K 145 2
                                    


انا اسفه اوي اوي اوي علي التأخير 💚

( اسيل )

استيقظت سهيله من نومها ثم أعتدلت جالسه لكن هاجمها دوار عنيف مما جعلها تري الغرفه تهتز من حولها فوقعت رأسها علي الوساده مره اخري بضعف شديد حتي انها لم تجد صوتها لتنادي علي زياد الذي اصبح بعد هذه الليله الذي احتصنها فيها و ذهبوا الاثنين في ثبات نوم عميق لم يقترب منها مره اخري منذ شهر كامل فقط يتناولون مع بعضهم الطعام في صمتٍ تام و ما إن ينتهوا من تناول الطعام كلاً منهم يصعد الي غرفته و يجلس وحده و يظل مستيقظ بمفرده حتي يغلبه النعاس و ينام
و لم يقترب منها زياد طوال الثلاثين يوم الماضيين و لو لمره واحده حتي بسبب بما فعلته عندما استيقظت ثاني يوم و وجدته بجانبها ظلت تصرخ و تبعده عنها برعب شديد بينما حاول هو ان يجعلها تهدأ حتي لا يستمع مازن او كنزي لصريخها العالي لكنها صمتت تماماً عندما رأته ينهض بعنف و يكمم فمها هادراً بها بحده و عينيه متسعتين بغضب : اسكتي
صمتت بالفعل لكن ظلت تحدق فيه برعب شديد و صدرها يتهدج بسرعه شديده مما ألمه هو بشده و ما إن رأي نظراتها المرعوبه هذه تركها بسرعه ثم نهض بعصبيه و اتجه خارجاً من الغرفه صافعاً الباب خلفه بقوه
عادت سهيله من شرودها عندما شعرت بدمعه ساخنه تهبط علي وجنتيها الناعمه لكنها مسحتها بوهن شديد و نهضت رغم شعورها بأن الغرفه تهتز بها لكنها تحاملت علي نفسها و اتجهت لباب الغرفه و أستندت علي مقبضه لتحاول وزن نفسها
ثم بوهن و ضعف شديد فتحته ثم تقدمت للخارج و هي تشعر بأنها ستقع لكنها هرولت بسرعه الي المسند الذي يوجد بجانب الدرج و ما إن تشبثت لم تستطيع ساقيها علي حملها اكثر من ذلك فوقعت مغشياً عليها من أعلي الدرج و ظلت تددحرج حتي وقعت أسفل الدرج كجثه هامده

،،،،،،،،،،،_____________،،،،،،،،،،،،،،

اتجهت اسيل نحو الباب مبتسمه فهي تعتقد انها سما لكن ما إن فتحت الباب أتسعت عينيها بصدمه و رعب و قد شحب وجهها في أقل من ثانيه و قالت و هي تحرك شفتيها بدون صوت : مازن
ثم و بدون اي مقدمات وقعت مغشياً عليها
اتسعت عين مازن بصدمه لكنه اجبر قدميه علي التحرك فهرول اليها و حملها و أغلق الباب بقدمه ثم اخذ يبحث عن اي غرفه يضعها فيها حتي وجد غرفه في اخر الرواق فركض اليها و ما إن دلف وضعها علي الفراش برفق ثم جلس علي ركبتيه بجانبها و ربت علي وجهها قائلاً بقلق : آسيـل ... آسيـل
لكنها لم تستجيب اليه فبحث مازن بعينيه علي اي عطر حتي وجده ثم اخذه و عاد اليها مره اخري و نثر منه علي يده ثم وضعها امام انفها ليستفزها بهذا الرائحه لتستفيق و بالفعل بدأت تفيق و هي عاقده حاجبيها بأنزعاج بينما ربت مازن علي وجنتيها قائلاً بصوت عالي : اسيل ....اسيل فوقي
بالفعل أفاقت اسيل تماماً لكن لم تجرؤ علي فتح عينيها معتقده انها تحلم فهي تخشي ان تفتح عينيها و تتاكد بأنها ليس في حلم بل هي في حقيقه لكنها انتفضت و فتحت عينيها ما إن صفعها مازن علي وجهها بخفه قائلاً : يا آسيل سمعاني ...فوقي
تنهد مازن براحه ما إن فتحت عينيها اما هي فقد اتسعت عينيها برعب و زحفت للجانب الاخر من الفراش و أخذت تصرخ عالياً صريخاً حاد يرعب من يسمعه بينما هب مازن واقفاً و أتسعت عينيه بصدمه لكنه هرول نحوها و أستدار حول الفراش مقترباً منها و قال بذهول : اهدي اهدي .....متخافيش والله انا مش هعملك حاجه
لكن اسيل ظلت تصرخ عالياً و لم تكتفي بالصريخ فقط بل صعدت علي الفراش و منه ركضت الي باب الغرفه ثم اندفعت راكضه الي غرفه اخري و مازن خلفها حتي رأها تغلق الباب خلفها لكنه كان اسرع منها و وضع قدمه قبل ان تغلق الباب و صاح بغضب : اهدي يا اسيل و اسمعيني
لكن صرخت اسيل برعب و قالت ببكاء : لا ابعد عني .....انت عايز تموتني ابعدوا عني كلكوا
لكن دفع مازن الباب بكتفه بقوه مما أوقع اسيل علي الارض بقوه
اما هي فصرخت عالياً و أخذت تبكي بشده لكن لم يمهلها مازن فرصه علي النهوض و جثي علي ركبتيه بجانبها و امسك كلتا رسغيها بقوه و صرخ قائلاً : اسكتي و أسمعيني
أبتلعت اسيل باقي صراخها و صمتت تماماً لكنها ظلت تنتفض بقوه و عينيها تتسعان برعب و هي تراقبه
اما مازن فهو نهض و هو مازال ممسكاً بيدها ثم قال بهدوء و هو يرفعها من رسغيها : قومي معايا
نهضت اسيل ببطئ شديد و كل خلايا جسدها تنتفض رعباً منه بينما سحبها مازن خلفه حتي اتجه الي الغرفه الاولي و أجلسها علي الفراش و قال بجديه شديده : اهدي يا آسيل و متخافيش انا مش هعملك حاجه
بكت اسيل و أنكمشت علي نفسها بشده قائله : لا انت جاي عشان تموتني .....انا عارفه .... ابعد عني ارجوك مش عايزه اموت
أتسعت عينيه بصدمه و ذهول و قال : ايه
أومأت اسيل برأسها بنعم و قالت و هي ترتجف و قد شعر هو بأرتجاف يدها بين يده : ايوه انتوا مش هتسبيوني اعيش لازم تموتوني عشان غلطت
لكنها اكملت ببكاء أحد يفطر القلب : بس و الله العظيم انا مظلومه و مغلطش ....ارجوك متموتنيش يا مازن
صاح مازن بصدمه و قال : انا مش جاي هنا عشان اموتك ولا الهبل اللي بتقوليه ده
انتفضت اسيل أكثر و قالت و هي مازلت تبكي و ترتجف: يبئي هما جاين وراك عشان يموتوني
مازن بذهول : يابنتي مين بس اللي قالك كده
ثم ترك يدها و ربت علي كتفيها بأخوه و قال : اهدي يا اسيل و أستعيذي بالله من الشيطان الرچيم و أسمعيني
أبتلعت اسيل غصه في حلقها بينما أخرج مازن عدة محارم من جيبه و أعطاها لها قائلاً بأبتسامه هادئه : اتفضلي
أخذتهم منه اسيل بتردد ثم مسحت دموعها حتي انتهت بينما قال مازن بهدوء : ها هديتي و لا اعملك حاجه تشربيها
نفت اسيل برأسها بدون ان تصدر صوتاً اما هو فأبتسم و نظر حوله و قال بأستغراب : شقة مين دي
لم ترد عليه فلاحظ هو توترها و عدم ردها عليه فقال بمرح مصطنع : خلاص مش مشكلة شكلك سرقاها
أبتسمت اسيل رغماً عنها بينما قال مازن بفرحه : الحمد الله ضحكت
ضحكت اسيل بخفوت و قد اطرقت رأسها للأسفل امامه اما هو فأتسعت عينيه بصدمه و قال بقلق و هو يشير الي اعلي رأسها : ايه ده يا اسيل
اسيل بخضه و عيونها مبللتين بالدموع : في ايه
مازن و هو يشير الي مقدمه رأسها : في جرح كبير في رأسك
وضعت اسيل يدها عليه تلقائياً ثم أسبلت جفنيها بحزن و قد اطرقت رأسها للأسفل و بدون ان تشعر أنهمرت قطرات دموعها علي بنطالها الاسود فأزداد سواداً علي هذه البقعه تحديداً التي وقعت عليها الدموع
بينما قال مازن بترقب : ايه الجرح ده يا اسيل
أنفجرت اسيل باكيه ثم دفنت وجهها في كفيها و أخذت تبكي و شهقاتها تعلو بشده و مازن يراقبها و هو لا يفهم شئ لكنه قرر سؤاله مره اخري لكن بنبره حنونه : ايه بس اللي حصلك
صرخت اسيل في وجهه قائله و هي تبكي بشده : اللي حصلي ان اخوك فضل حابسني في بيته اللي في القاهره خمس ايام او اكتر و كان بيعاقبني علي غلطه انا مليش ذنب فيها فضل حابسني زي ما بيحبس مجرم عنده في السجن
ثم رفعت يدها أمام عينين مازن المصدومه و أشارت الي رسغها المجروح بشده و قالت و هي مازلت تبكي : و شايف ده كمان .....كان رابطني في السرير بالبتاع الحديد اللي بيحطه في أيد المساجين لحد ما كان هيقطعلي ايدي و الدليل علي كده ان الجروح لسه مراحتش
أخفض مازن رأسه و شتم كريم بخفوت ثم قال : الله يحرقك يا شيخ
ثم نهض و جلس بجانبها علي الفراش و ربت علي كتفها و قال بهدوء جاد : طب يلا يا اسيل عشان هتمشي معايا من هنا
نهضت اسيل هي الاخري بسرعه و أبتعدت عنه قائله بصرامه شديده : لا يا مازن انا مش هرجع البيت ده تاني
مازن : يا بنتي صدقيني والله العظيم الكل مش مصدق كريم و آسر طرده بره الڤيلا خالص
تأهوت اسيل بأشتياق و قالت بنبره حنونه للغايه : آسر ....وحشني اوي
مازن بسرعه : ارجعيلهم يا اسيل الكل مدمر في البيت آسر هيتجنن عليكي و تيته إيمان بتتعب كل يوم حتي ماما و بابا هيتجننوا عليكي
صمت قليلاً ثم تنهد و قال : و هما كوم و كنزي كوم تاني بقالها اسبوعين و اكتر حابسه نفسها في اوضتها مبتأكلش و لا بتشرب الكل حالته صاعبه بجد ......أرجعيلهم يا اسيل
لم تستطيع ساقيها علي حملها أكثر فهوت علي الفراش و هي تبكي بشده جلس مازن امامها مره اخري و قال : صدقيني والله لو رجعتي محدش هيقدر يلومك علي اللي حصل الكل مصدق انك مظلومه
ظلت تبكي لفتره لكن رفعت رأسها اليه بقوه و قد قررت ما تفعله ثم مسحت دموعها بعصبيه و قالت : اسفه يا مازن مش هقدر ارجع .... حتي لو هما مصدقني ....لكن مش هقدر .....انا ادامي فرصه كويسه اني أبني حياتي بنفسي و أعتمد علي نفسي كفايه بئي اعتمد عليكم ....كل حاجه في حياتي بتحصل كنت بعتمد فيها علي آسر او ک....
لكنها صمتت لثواني و قالت بأرتباك : او اخوك
تنهد مازن بحزن ثم قال : يا اسيل طب طمنيهم عليكي و ارجعي تاني
اسيل بتصميم : لا يا مازن انا مش هرجع معاك غير لما احقق اللي عايزاه و ياريت متقولهمش علي مكاني
مازن بأسف : دي بئي مش هقدر عليها يا اسيل انا اسف
ثم نهض لكنها هبت واقفه بسرعه و قالت و قد أمسكت يده برجاء : لا تقدر يا مازن ارجوك عشان خاطري اوعي تقولهم
ثم بكت بشده و قالت : ارجوك يا مازن بلاش تقولهم
تنهد مازن بحيره و قال بتردد : يا اسيل مش هقدر اشوفهم كده قلقانين عليكي و افضل ساكت
اسيل ببكاء شديد : عشان خاطري انا اسكت لو يهمك مصلحتني يا مازن اسكت
أطرق مازن رأسه بتفكير عميق ثم قال و قد رفع رأسه اليها و قال بعد تنهيده عميقه : حاضر يا اسيل
أبتسمت اسيل بسعاده و قالت بأمتنان شديد : شكراً يا مازن
نظر اليها بعتاب شديد فأسبلت هي جفنيها و تنهدت بسعاده بينما قال مازن : انا همشي بئي و لو عوزتي اي حاجه اتصلي بيا كده كده هتلاقيني عندك كل يوم و انا كده كده معايا رقمك ....هاتي تليفونك
أعتطه اسيل الهاتف و هي تفكر بصدمه كيف عثر علي رقمها و عنوانها حتي هتفت بقوه : صحيح انت عرفت رقمي و البيت ازاي و منين
سجل مازن رقمه علي هاتفها و قال بخبث : البركه في البنك
ثم لوح لها بيده وقال : سلااام
ثم تركها واقفه هي متسعة العينين بذهول و صدمه و اتجه للخارج لكن قبل ان يفتح الباب ركضت اسيل خلفه و قالت بقلق : مازن اوعي تقولهم
قال مازن بهدوء جاد : انا وعدتك يا اسيل خلاص
ثم تركها و أتجه نحوه الباب و فتحه قائلاً بأبتسامته الصافيه : مع السلام
لوحت اسيل له بيدها بشرود حتي أغلق الباب و غادر

اسيلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن