كما قص علينا الشيطان ... الحلقة التاسعة والعشرون ... الجزء الثاني

151 16 72
                                    

أكملت سيجارتي قبل أن أخرج واحدة أخرى من العلبة ... أشعلتها ... و أخذت نفسا عميقا ... وقال لي صديقي المفضل حينها :
سيقتلك التدخين ذات يوم  ..
تذكرت فورا مقوله الدكتور رفعت إسماعيل  ... عندما يسمع ذات النصيحة:
ده تحذير ولا دعاية للسجاير ( باللهجة المصرية ) ...
لم تتغير ملامح وجه صديقي المفضل ... ربما لم يفهم الدعابة  .... لا أعلم لما لا يمتلك الشياطين حسا فكاهيا مثلنا ... فقلت له :
لنكمل ... أين وصلنا؟
رد :
عن فتاة أسمها زينة

#كما_قص_علينا_الشيطان
#الحلقة_التاسعة_والعشرون
#الجزء_الثاني
#زينة

أردت زينة معطفا ثقيلا  ... أنه ديسمبر  ... شهر الثلوج وأعياد رأس السنة  ... بابا نويل ... الأشجار المزينة  ... والعطلات ... على الرغم من درجات الحرارة المنخفضة  ... تعشق زينة الخروج من المنزل بشكل يوميا ... وكيف لا يستهويها الخروج من المنزل ... وهي تعيش في ال Big Apple ... المدينة التي لا تنام ... نيويورك  ...

تعشق زينة المدينة ... ومنذ إنتقالها مع أسرتها للعيش فيها  ... لم تترك يوما يمر بدون أن تختار مكان للذهاب إليه  ... سنترال بارك  ... تايم سكوير  ... بروسبكت بارك ... شارع برودواي  ... وإذا لم يكن هنالك متسع من الوقت ... كانت تخرج إلى حديقة صغيرة بالقرب من منزلهم  ... اليوم قررت أن تصنع رجل ثلج  .... يبدوا كرجل ثلج كسيح مصاب بالذهان والأسهال  ... بينما كانت زينة تراه أنجازا كتمثال الحرية  ..

الانتقال من دولة عالم ثالث ... والعيش في مدينة ك نيويورك  ... يغير في المرء الكثير  .. تغيرت زينة ايضا  ... في طريقة عيشها  ... تفكيرها  ... بعض المعتقدات ... لقد بدأت تدرك أن العالم اكبر بكثير مما كانت تعتقده  ... وأن كثيرا مما كانت تؤمن به ... ما هو إلا محض هراء ...

تذكر زينة كيف كانت  ... وكيف أصبحت  ... فتضحك كثيرا على نفسها ... كيف كانت ترتعد خوفا من قصص العجائز ... والجان  ... والشياطين  ... وكل تلك الأكاذيب  ... كانت تخاف من الظلام  ... لكنها الآن واعية جدا  ... تعرف ما هو الفرق  ... بين الخرافات و الواقع  ... بين الخيال والحقيقة  ... تتذكر كيف كانت ترتعد من حكايا جدتها  ... و تضحك بكل سخرية  ... من يصدق هكذا أساطير وهو يعيش في التفاحة الكبيرة  ...

تدرك زينة الآن  ... أكثر من أي وقتا مضى  ... أن الشيطان من صنع مخاوفنا  ... ومن نعتقد به نخافه  ... وتدرك ايضا  ... أن الشيطان يبدوا كطفل صغير مقارنة بها  ... فكيده ضعيف ... وكيدها أعظم منه بكثير  ... نخاف من الأساطير ليس لأنها مخيفة  ... بقدر إستمتاعنا بتخويف أنفسنا  ... لذا هناك الكثير من أفلام الرعب  ... قديما كانت الأساطير والخرافات ... هي نسخة أفلام الرعب لذلك الزمن  ...

كانت تخاف ... من كل ذلك  ... الآن حتى أكثر أفلام الرعب رعبا  ... يجعلها تضحك و كأنها تشاهد فيلما كوميديا  ... جربت القراءة .. حتى قصص الرعب تثير فيها عاصفة ضحك لا تتوقف ... قرأت مؤخرا قصص رعب قصيرة لكاتب هاو بائس ... كانت تضحكها محاولاته المثيرة للشفقة ل إخافة القراء  ... بينما كانت هي تضحك بلا إنقطاع  ...

أنها أعياد الميلاد  ... وعطلات رأس السنة  ... في المدينة الكبيرة التي تنبض بالحياة ... وهي تريد حقا  ... أن تشعر بالخوف  ... تحب ذلك الشعور  ... ليس الخوف  ... بل أن لا تجد ما يخيفها  ... هل هناك أساطير عن رأس السنة  ... قررت أن تسأل العم جوجل  ... كانت الاجابة في أول نتيجة بحث  ...
جريلا  ...

#يتبع

أنا :
جريلا؟
صديقي المفضل:
نعم ... جريلا
أنا :
هل هي أسطورة لا أساس لها من الصحة؟ أم كما أخبرتني سابقا؟
صديقي المفضل :
لا تستعجل الأحداث  ...
أنا :
سؤال آخر  ... من بين مليارات البشر  ... لما أخترتني أنا؟
صديقي المفضل :
لا يا صديقي  ... أنا لم أقم ب اختيارك  ... أنت من أخترتني  ...

كما قص علينا الشيطان (الجزء الأول) مكتملة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن