كما قص علينا الشيطان ... الحلقة السابعة والعشرون ... الجزء الأول

173 19 32
                                    

ككل ليلة ... أغلقت جهازي المحمول بعد نهاية يوم عمل طويل ... لا استطيع تحريك ظهري وكأنه لوح من خشب ... وفيما كنت أهم النهوض من مقعدي أفاجأ بتلك اليد السوداء الباردة على كتفي ... أنه صديقي المفضل كالعادة ... وككل ليلة في هذا الوقت ... لقد حان موعد قصة أخرى لتروى ...

#الحلقة_السابعة_والعشرون
#الجزء_الأول
#غيداء

سنتحرك الآن؟ هل أنتي جاهزة ؟

كانت أخت غيداء من تحدثت ... فأجابتها غيداء:
دقائق و أكون جاهزة

كان الأمر مريبا ... والحركة في منزلهم غير طبيعية ... الكل صامت و الوجوه شاحبة وكأن أمرا جلالا على وشك الحدوث ...

الجميع يتحرك هنا وهناك بصمت ... الأطفال تم إخراجهم من المنزل ... لم أرتدت نسوة المنزل و توشحن بالسواد ... لا أحد يعلم ...

:متى ستأتي؟
سألت غيداء أختها الكبرى ...
: ربع ساعة ... جهزي البخور كما طلب منا ...
هذا كان رد اختها وبكلمات جادة جدا ...
: هل كل هذا ضروري؟
كان جاوب أختها عليها بنظرة حازمة من عينيها جعلت غيداء تجري مسرعة من أمامها لتجهز البخور ...

وفعلا ما هي إلا ربع ساعة واذا بوالدة غيداء وبعض نساء البيت يستقبلن إحداهن عند باب المنزل ...

امرأة قصيرة ... تغطي كل شيء حتى عينيها بنظارة شمسية ... ستظن أنها متدينة جيدا ... أو تخاف على نفسها من الشمس ... لكنها كانت تخاف من العين ... ولا شيء آخر ...

دخلت ونسوة البيت حولها ... كانت غيداء تراقب من بعيد ... يمكنك تصور الأمر ... كانت الإنارة خافتة ... البخور يغطي المكان ... النساء يرتدين السواد ... والكل صامت .. حتى بدأت تلك المرأة بالكلام :
فعلا فعلا .. ان البيت محسود ... واهل البيت أصابتهم العين ...
أخرجت مسبحة كبيرة من حقيبتها .. وبدأت تولول وتهذي بما هو مفترض أن يكون أدعية و أذكار ... وكمن أصابه صعقة كهربائية بدأت تلك المرأة ... بالقيام بحركات غريبة وبدأت تتحرك في أرجاء المنزل ... صمت الجميع وراقبها بصمت ... بينما اكتفت غيداء بكتم ضحكة ساخرة ... وقالت لنفسها بلا شك ... اي هراء هذا ...

كانت فكرة إحدى صديقات والدتها .. تعرف أولئك الجارات الغبيات ... واللواتي يمكنهن إقناع ربات البيوت بأي حماقات ... وذلك ما حدث ... ما يجري لكم غير طبيعي ... هذه كانت كلمات الجارة .. والغير طبيعي في نظر الجارة ... كانت خلافات أسرية عادية ... لكن الجارة أقنعت الأم بالفكرة ... وبضرورة إحظار إحداهن لفك الحسد و إبعاد العين وشيء من هذا الهراء ..

هراء ... هراء ...

رددت غيداء هذه الكلمة كثيرا وقتها ... و رددتها أكثر عندما طلبت منهم تلك المشعوذة ... ان يجتمع اهل البيت في غرفة واحدة لتقرأ عليهم ...

هراء ... هراء ..

بدأت المرأة بالقراءة ... ونساء البيت متجمعات حولها ... غيداء جالسة معهم رغم معارضتها ل الأمر ... لكن لم يكن بيدها حيلة ...

هراء ... هراء ...

رددت الكلمة كثيرا في عقلها ... قبل أن تصرخ بصوت عالي :
هررررررررااااااااااء

وهنا توقفت تلك المرأة عن القراءة ... وهي ترتعش خوفا ... صرخت النساء وفر بعضهن من الغرفة .. صرخت غيداء مرة أخرى:
هررررررررااااااااااء
لكن الصوت لم يكن صوت غيداء ... كان صوتا آخر يتحدث بفمها ... صوت خشن وكأنها صوت رجل يتعذب ... أو بالأصح ... شيئا ما وليس رجلا ... والمخيف أكثر كانت ملامح وجه غيداء ... لقد كانت ملامح وجها شيطاني

#يتبع

كما قص علينا الشيطان (الجزء الأول) مكتملة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن