- الإنسان عدو ما يجهل ... لذا يخاف الموت لأنه يجهل ما هو مقبلا عليه ... يخاف المختلف .. يخاف كل ما لا يفهمه ...
سمعت كلمت صديقي المفضل ... وبدأت أفكر ... لما لا أخاف منه ... أنه لا يفارقني ... يظهر فجأة ... لا إنعكاس له في المرايا ولا يمتلك ظلا ويقرأ أفكاري ... ويبدو أنه قرأ أفكاري الآن حيث واصل قائلا:
- لا تخافني الآن لأنك تعلم كينونتي ... ومن أكون لكن أتذكر أول لقاء لنا ...
بدأت تعود بي الذكريات ... بالفعل كنت أرتعد خوفا كفأر في مصيدة ( راجع الحلقة الأولى ) فما كان مني إلا أن ضحكت بهستيرية ... قبل أن يقاطعني صديقي المفضل:
- حان الوقت لقصة أخرى ... أحظر علبة سجائرك فلسوف يطول حديثنا ...
#الحلقة_الرابعة_والعشرون
#الجزء_الأول
#هاجرهاجر ... تلك المرأة الثلاثينية ... قوية واثقة من نفسها ... لم تكن تخاف شيئا كما كانت تعتقد ... عندما كان منزلها يرتج وقت الحرب بفعل القصف الجوي ... كانت هي تستمع لصوت القيصر ... فهي لا تخاف الموت ... لأنها تعلم بأنه لا يتقدم ولا يتأخر وحين يأتي لا فرار منه ...
لا تخاف الموت ... لا تخاف السرعة الزائدة ولا ركوب الطائرات ... وحتى رغم خوفها من الأفاعي فهي لا تخاف ... ليس لأنها لا تخاف الأفاعي بل لأنها تعرف انها لا تعيش في غابات الأمازون ... لذا لما تخاف ممن لا وجود له ... كانت ذكية و واقعية ... لذا كانت لا تخاف شيئا ... مادامت تفهمه ...
لم تكن هاجر تتوقع بأن ثقتها ستهتز ... وأن رباط جأشها سيختفي وأن شجاعتها ستنهار ... حتى تلكم الليلة ...
كانت تحاول أن تنام ... تستمع إلى صوت القيصر ... لا تحب هاجر شيئا مثل صوت القيصر والأطفال ... تلك الكائنات الشيطانية الصغيرة ... ببرائتهم ولعانتهم ... الأطفال .... وعلى سيرة الأطفال ... أليس هذا صوت طفل يبكي ...
نزعت هاجر السماعات من أذنيها وقفزت مرعوبة ... أنه صوت طفل يبكي في غرفتها ... جرت كسيارة بوغاتي هاربة ... لا أحد يعيش معاها في المنزل إلا هي و والدتها ... من اين يأتي هذا الصوت ...
أيقظت والدتها و أخبرتها بالأمر ... تعرف كيف تفكر ست الحبايب دائما ... القرآن والبخور ... والبسي جيدا فالبرد سبب كل عله وحتى إن كانت صوت طفل يبكي لا وجود له بعد منتصف الليل ... إضافة إلى الحسد والعين ...
بالطبع عندما عادت هاجر و والدتها إلى الغرفة ... لم يكن هناك أي صوت ... ما عدا صوت القيصر من السماعات المرمية على السرير ...
نظرت والدتها إليها وقالت ( بدلا من الإستماع لهذا التافة اسمعي قليلا من كتاب الله ) ... بلعت هاجر الإهانة بدلا عن كاظم الساهر ... قبل أن تواصل والدتها ( أغلقي النافذة ... والبسي ملابس ثقيلة فالجو بارد ... واذا ذهبتي لبيت عمك اقرأي المعوذات طوال الوقت )
البرد والعين أو الحسد ... هي الأسباب الثلاثة الوحيدة لدى كل ست حبايب لكل شيء ... من المرض والمشاكل ... وحتى ارتفاع سعر الصرف و الإحتباس الحراري ...
وبعد درسا طويل من والدة هاجر لها ... ذهبت كلا منهما إلى غرفتها ... لم تمتلك هاجر الشجاعة لتطفىء النور تدثرت وغطت وجهها ... وما هي إلا دقائق ... وإذا بصوت الطفل يعود ... طفل يبكي بحرقه ... من شدة خوف هاجر لم تستطع النهوض والهروب من غرفتها .. غطت نفسها ببطانيتها ... وحاولت أن تسد أذنيها ... أنها تتوهم الصوت بكل تأكيد ... لكن ماذا عن هذه اليد الصغيرة ... يد طفل تحاول أن تنزع البطانية عن هاجر ...
#يتبع
![](https://img.wattpad.com/cover/250664209-288-k124090.jpg)
أنت تقرأ
كما قص علينا الشيطان (الجزء الأول) مكتملة
Horrorقصص رعب قصيرة في رواية واحدة كبيرة ... حيث نستمع للقصص كما يرويها لنا الشيطان على لسان أصحابها ... و أحيانا بلسانه هو. كما قص علينا الشيطان، رواية رعب من قصص قصيرة في إطار رواية واحدة كبيرة. تنقسم الرواية إلى جزئين الليلة الأولى والثانية حيث يتم ب...