كما قص علينا الشيطان ... الحلقة التاسعة عشرة ... الجزء الثانى عشر

223 23 37
                                    

فتحت باب الغرفة فوجدت صديقي المفضل جالسا على الأريكة متأملا الصندوق الخشبي الصغير الموضوع على الطاولة أمامه فسألته:
هل تنوي الاحتفاظ به أم ماذا؟
أجابني:
لست أدري مازلت مترددا ... هل مازلت تذكر كيف حصلنا عليه؟
قلت له:
مازالت أتذكر كل أحداث تلك الليلة بعض التفاصيل فقط هي ما لا أذكره ...
رد علي :
إذا دعني أذكرك بما حدث

#الفتاة
#The_Girl
#الحلقة_التاسعة_عشرة
#الجزء_الثاني_عشر

يرويه صديقي المفضل ...

كان كلا من ر أ ... الفتاة الموعودة ... و م ج قارئ الأفكار ذو القوى الذهنية الخارقة يقفان بصمت وذهول ودهشة ورعب ... راقنا حالتهما كثيرا ... لم يكنا يتوقعان الأمر بتاتا ...
و أخيرا ...الموعودة ...
خاطبتهما خطاب المنتصر ... فردت ر أ بقولها:
للشيطان ألف أسم وحيلة و طريق ... كيف لم أنتبه للأمر ... أبليس ... لوسيفر ...أمير البهاء ... الملاك الساقط ... من يمتلك ألف وجه سيمتلك ألف أسم ... ومنها ع ح
قاطعها م ج بقوله:
ع عين ... ح حاء ... لم تختر الإسم الذي تستخدمه الآن عبثا ... عين و حاء ... عين الحقيقة ... حين تكون الحقيقة أمامك و لا تراها ...
لقد بدأت الصورة تتضح أمامها ... لكنهما لم يفهما الأمر بعد ... وجهنا نظراتنا إلى الموعودة و قلنا لها:
وأخيرا ... الموعودة ... بعد كل هذا الوقت ... وكل هذه القرون والعصور ... تقفين أمامي ... لقد أنتظرت هذه اللحظة طويلا طويلا ... لن تستطعي إستيعاب كم هي الفترة التي إنتظرتك فيها ...
كان م ج أكثر رباطة وجأش من ر أ ... وكانت تلك الصفة تروقنا فعلا ... فوجهنا حديثنا له :
م ج ... لقد خاب ظننا فيك ... فعلا خاب ... بعد كل ما قدمناه من أجلك ... أنظر كيف أصبحت و أي قوى تمتلك ... لكنك فشلت في أول اختبار حقيقي لك ... لقد خاب ظننا ...
رد م ج مستغربا:
قدمتمانه لي ؟!؟ لما تخاطبنا بصيغة المثنى ... هل أنت ع ح لوسيفر في ذات الوقت ... وما الذي قدم لي ... ؟
كان م ج جاهلا بكثير من الأمور ... كان علينا إزالة الغشاوة عن عينيهما:
م ج ... هل تظن بأنك فعلا تمتلك تلك القوة العقلية ... قراءة الأفكار ... التحكم ب الأشخاص ... وتحريك الأشياء بمجرد التفكير فيها ... لا أيها الساذج ... لا شيء تمتلكه ما لم نعطيه نحن أياك ... وبالمناسبة ... أنا و ع ح شخصين منفصلين تماما ... يمكنكما القول ... صديقين مفضلين
ردت علينا الموعودة ... ر أ ... بدأت ترى الصورة كاملة:
أنت و ع ح شخصين منفصلين ... روحين في جسد ... البشري والشيطان ... من يحدثنا الآن منكما؟
أجبتها:
كلانا فلا فرق بيننا ...
كان العرق يتصبب من جبين م ج ... لقد بدأ هو الآخر يدرك الأمر ... فواصلنا حديثنا معه :
نعم ... كنت تمتلك شيئا ... قدرة ما ... لكن أفكار الآخرين كانت تصل إليك مشوشة ... نحن من طورنا قدرتك ... من قراءة الأفكار بشكل صحيح ... إلى التحكم بالبشر ... والآن ها أنت تتحكم بجزيئات المواد ... كل هذه القدرات نحن من أعطيناه لك ... في كل خطوة كنت تمشيها في طريق الظلام كانت قدرتك تزيد ... أنها الجائزة على إتباعك لي يا م ج ... لقد كنت أفضل أتباعي بالفعل ... قلب من حجر لا يعرف الرحمة ... لكنا ظنا قد خاب فيك ... في اللحظة الحاسمة تختار طريق النور ... هل تظن أن والدتك توفيت في صغرك مصادفة ... هل تعتقد بأن أباك كان ينوي قتلك ... ونسرين ... ألم تسأل نفسك لما قررت الإنفصال عنك فجأة ... كل هذا كي نجعل منك شخصا أقوى ... وكنت تستحق كل شيء ... لكنك فشلت في الامتحان الأخير
صرخ م ج :
اللعنة عليك أيها الشيطان ..
ضحكنا بسخرية ... وقلنا له:
لا شيء حدث مصادفة ... ولا شيء تمتلكه ما لم نعطيه لك ...
التفتنا إلى ر أ ... الموعودة ... حان دورها الآن:
وأنتي ... يا ر أ ... ألم تسألي نفسك ... لما أنتي من بين كل الأشخاص الزوهريين ... كنتي أنتي الموعودة؟
لقد بدأت ر أ تعي فعلا ... لما أطلق عليها الموعودة ... لكن م ج سأل بقوله:
لما ذلك يا لوسيفر؟
إنها الموعودة لي ... أنها من ستكون لي ...
شهقت ر أ ... لقد أدركت الأمر ... لكن م ج لم يعي بعد فقال :
ما الذي تعنيه؟
أجبناه:
إن الأشخاص الزوهريين هم حلقة الوصل بين العالمين ... المادي و الروحي ... صحيح ... بأني ... لوسفير لا ع ح ... أمتلك قدرات لا يمكنكما تخيلها ... لكن قدراتي محصورة في عالمي أنا لا عالمكم أنتم ... لا أستطيع القيام إلا بأمور بسيطة جدا ... للتأثير عليكم أقصاه التلبس في البشر ... لكن بعد أخذ روح ر أ ... الموعودة ... سيكون الباب إلى عالمكم مفتوح لي ... نهاية العالم أقتربت ...
وضعت ر أ يدها على م ج وقالت له:
كيف لم ندرك ذلك ... ع ح ... عين الحقيقة ... العين التي ترى كل شيء ... عين الماسونية ... والعين التي تقبع أعلى الهرم ... عين الشيطان ... عندنا يأتي الشيطان ... إلى عالمنا سيأتي بهيئة رجل ذو عين واحدة ...
قال م ج ل الفتاة الموعودة ر أ:
الدجال ... المسيح الدجال
لقد أدركا الحقيقة كاملة الآن ... فواصلنا حديثنا بقولنا :
الدجال ... المسيح الدجال ... وحش آخر الزمان ... التراث البشري يخبركم بالحقيقة لكنكم لا ترونها ... لقد حان وقت نهاية الزمان ... ولكي يكتمل حضوري ... انا ... أمير البهاء ... يلزمني روح الموعودة ... فهي حلقة الوصل ... ومن سيفتح الباب من عالمي إلى عالمكم ... لذا أطلق عليكي الموعودة يا ر أ ... أنتي الموعودة لي ... بعض الأمور لا يمكن تغييرها ...
تسأل م ج :
وماذا عن ع ح ؟ البشري لا الشيطاني؟
أجبناه:
سأخرج من جسده بكل تأكيد وأصبح جسدا وروحا كاملة بعد قتل الموعودة ... لن أظل بحاجة لجسده ... لكنه سيظل صديقي المفضل بكل تأكيد ..
وعدت مخاطبا ر أ:
ألم أقل لك ... ليس بالضرورة أن يشع نور الخير في آخر المطاف ...
عادت الثقة في م ج فجأة ... وهو يقاطعني بقوله:
إذا كان الأمر كما تقول ... فإنك لا تمتلك أي قوة علينا حاليا ... مهما كانت قوتك يا لوسيفر ... فهي محجوزة في عالمكم الشيطاني لا عالمنا المادي ... أنت مجرد شيطان بائس يسكن جسد بشري أرعن باع روحه لك ..
عاد الأمل في ر أ ... لقد كان م ج محقا ... في بعض ما قاله فقط ... لذا قالت له:
م ج ... أنت أقوى منه الآن ... لا يستطيع سوى الثرثرة والحديث إلينا ... أستخدم قواك وأقضي عليهم ...

كما قص علينا الشيطان (الجزء الأول) مكتملة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن