كالعادة وبعد نهاية يوم طويل بالكاد أنتهى استلقيت على فراشي ليلا ... وما هي إلا دقائق معدودة قبل أن يظهر صديقي المفضل من العدم كعادته ليقطع محاولات نومي البائسة بقوله :
هل تعلم بأن حجر الأوبال هو الحجر النفيس الوطني ل أستراليا ؟
أجبته :
ومن يحب أستراليا ... موطن تماسيح المياة المالحة والافاعي .. والعناكب العملاقة ...
رد علي :
فعلا .. و خصوصا عندما يكون حجر الأوبال هو بذاته الأفعى#الحلقة_الثانية_والعشرون
#الجزء_الثاني
#Opal
ومن هنا أنتهت قصة الحب بين أوبال ومن قررت الارتباط به ( لدغته ) ... بالزواج طبعا ... وتبدأ قصتنا لليوم ...عاشا حياة مثالية كتلك التي تقرأ عنها في قصص الأطفال ... كزوج عصافير ... لا تسمع إلا تغاريدهما كل صباح ... لقد أحسنت أوبال ( اللدغ ) ... و أحسن زوجها الإختيار طبعا ...
متى بدأت الأمور تأخذ منحنى آخر ... بعد عامين من الزواج ... لقد كانا يريدان طفلا وبشدة ... لكن الأمر لم يحدث ... وبعد زيارات ل أطباء كثر ... اتضح الأمر ... أوبال لا تستطيع أن تنجب ... لقد كان الشرخ الأول في ذلك الحجر الثمين ...
وبدأت علاقتهما بالتغير ... و بالإصح بدأ هو يتغير ... على الرغم من كل وعوده ... و أقسامه ... بأن موضوع الإنجاب لا يؤثر عليه مادام مرتبطا بمن يحب ...
بدأ يطيل قضاء وقته خارج المنزل ... لم يعد يردد عبارة صباحك سكر كل صباح ... بل أصبح يرد على تحيتها عندما تقول له ... صباح الخير ... بقوله إن كان للخير وجود ... قبل أن يتوقف عن الرد نهائيا ...
أصبح بارد المشاعر جامد الملامح ... نقص وزنه كثيرا ... تأثير السهر والإرهاق واضح عليه ... من تلك الهالات السوداء تحت العينين ... لقد كان كنجم يلمع دوما ... والان كثقب أسود لا يعكس أي شيء ...
فكرت أوبال كثيرا ... ما الذي يحدث له ... هل معقولا بأن السبب فقط موضوع الإنجاب ... وماذا عن وعوده وإيمانه التي قطعها ... هل يتعاطى المخدرات ... هل هناك أفعى أخرى غيرها ... لقد كانت تتفحص ملابسه وعنقه على الدوام ... لا وجود ل آثار أنياب ... أو حراشف ربما سقطت عليه ... فما الذي يجري له ..
وعلى الرغم من نفوره منها كانت تتقرب منه أكثر ... تقابل بروده بحنانها ... جموده بعطفها ... وقسوته عليها بحبها له ... لكن شيئا لم يتغير ...
قرأت العديد من الكتب ... يقال أن المرأة معقدة صعبة الفهم ... لا لا ... الرجل هو الذي لا يمكن فهمه ... طبقت الكثير من النصائح ... مثل كوني له أمة يكن لك عبدا ... أو لا تصارعي ثورا براية حمراء بينما يمكنك جره بربطة برسيم ... جربت كل أنواع اللدغ ... حقنته بكل أنواع السم ... لكن لا نتيجة ...
وهنا بدأت تلاحظ أمرا غريبا عليه ... لقد بدأ ينام في المجلس منذ مدة ... كان الأمر يزعجها كثيرا ... لكن ليس ذلك هو الامر الغريب ... الأمر الغريب هو ما كان يقوم به هناك ... هل هو السبب في التغييرات التي حصلت له؟
في إحدى الليالي شعرت بعطش شديد ... على الرغم من الأجواء الباردة ... كانت تتصبب عرقا ... هل هي مريضة ... قررت أن تذهب لشرب كوب ماء ...
وفي طريقها إلى المطبخ شاهدت ضوء المجلس منارا ... لما هو ساهر إلى هذه الساعة من الليل ... إنتابها الفضول ... هل يكلم إحداهن على الهاتف ؟ ... اقتربت من باب المجلس ... لقد بدأ جسمها في الإرتعاش ... لقد كانت تصبب عرقا .. كانت تشعر بجسمها وكأنه يغلي من الداخل ... هل هي ردة فعل على خوفها من معرفة الحقيقة؟
وضعت أذنها على الباب لتسترق السمع ... لا لم يكن يحدث أحدا على الهاتف ... لقد كان أمرا أسوأ ... لقد كان يتمتم بكلمات غريبة لأول مرة تسمعها ... جعلت جسدها ينتفض من الرعب ... وبدون تفكير جرت هاربة إلى سريرها ... وتدثرت ببطانيتها السميكة ... لقد كانت ترتعش كورقة شجرة بقيت تواجه رياح الشتاء العتية لوحدها ... وظلت كذلك حتى صباح اليوم التالي ...تكرر الأمر ... كل ليلة بعدها ... كانت تصحو من النوم وهي ترتعش من البرد ... وجسمها يكاد يغلي من الحرارة ... وملابسها مبلولة من التعرق وكأنها خرجت لتوها من نهر النيل ...
لم تعد تتجرأ بأن تقوم من على سريرها ... كانت تضع إبريق ماء بجوارها ... وعندما تمتلك الجرأة والشجاعة أقصى ما تقدم عليه كانت بالوقوف على باب غرفتها ... تفتح الباب قليلا ... أنه سهران كعادته في المجلس ... يتمتم بتلك الكلمات الغريبة بالنسبة لها .... كلمات لا تكاد تسمعها حتى تحس بالف قطعة زجاج تخترق جسدها ... فتغلق الباب وتجري إلى سريرها لتتغطى وتظل ترجف من الخوف والمرض ...
وفي إحدى الليالي ... وككل مرة تكرر الأمر ... إستيقظت من نومها مرعوبة تتعرق وجسدها يرتعش وكأنه أصيب بمس ... قامت بصعوبة بالكاد تجر قدميها ... فتحت باب غرفتها ... أنه في المجلس كعادته ... الكلمات الغريبة والتمتمات ... ما الذي يقرأه ... هل يمارس طقوسا سحرية من نوعا ما ...
هذه المرة كان هناك إختلاف بسيط ... باب المجلس مفتوح ... وشعاع الضوء يمزق عتمة المنزل ... على الرغم من خوفها وهلعها قررت أن تستغل الفرصة ... و ترى ما الذي يقوم به ...
بخطوات ثقيلة تقدمت ... كانت كل خطوة كأنها ميلا كاملا ... الألم يزداد في كامل جسدها وكان الف ابرة تخترق كل مكان فيها ... و كل ما اقتربت ارتفع صوت زوجها بذلك الكلام ... وكل ما تقدمت زادت حالتها سوءا ... لكنها تقدمت رغم كل شيء ... عليها أن تعرف ما الذي يقوم به ...
وعندما وصلت إلى باب المجلس بالكاد إتكأت على الجدار فلقد كانت منهكة القوى ... فتحت الباب بما تبقى لديها من قوة قبل أن تقول:
ما الذي تقوم به ؟ ما الذي تعمله بي كل ليلة ؟ وما هذا الكتاب الذي بين يديك ؟#يتبع
أنت تقرأ
كما قص علينا الشيطان (الجزء الأول) مكتملة
Horrorقصص رعب قصيرة في رواية واحدة كبيرة ... حيث نستمع للقصص كما يرويها لنا الشيطان على لسان أصحابها ... و أحيانا بلسانه هو. كما قص علينا الشيطان، رواية رعب من قصص قصيرة في إطار رواية واحدة كبيرة. تنقسم الرواية إلى جزئين الليلة الأولى والثانية حيث يتم ب...