كما قص علينا الشيطان ... الحلقة السابعة

488 42 37
                                    

#الحلقة_السابعة
#One_By_One

مرحبا ... أنا ... كما تعرفون ... الوزير ... شعيب عباد ... شعبولا أو كما تنادني خطيبتي ... شوشو ... الله يخزيك يا شوشو! ... لا أحب لقب شوشو ... وكأنه إسم دلع للشيطان ... ألم يقل صديقي المفضل علي الحلالي ذات مرة ... نحن بشر لا يمكن أن نكون ملائكة لكن بسهولة قد نصبح شياطين أو لربما أسوأ !

لا شيء ثابت في الحياة ... كل شيء يتغير ... حتى الإنسان ومبادئه ... أن الأمر الثابت الوحيد أن كل شيء لا يبقى على حاله ... فأنا على سبيل المثال ... كنت إصلاحيا ومؤتمريا وحوثيا ودنبوعيا قبل أن أكفر بكل هؤلاء ...

تخرجت ولم أجد نفسي في بلدي ... قررت أن احقق أحلامي فهاجرت ... الغربة مرة وحلم يصبح إلى كابوس ... اذا ما قررت أن تهاجر إلى بلاد الصحراء والعرب الاغبياء ... فتحولت أحلامي العظيمة إلى كوابيس يومية ... وشيئا فشيئا ... بدأ نياشين الوزير تتساقط ... كما يتساقط الشعر عن رأسي ...

لا شيء ثابت ... وكل شيء يتغير ... أنا ... شعيب ... من شاب طموح ... إلى رجل واقعي ... ومن ثم إلى كتلة من اليأس تحطمت تحت عجلات الحياة القاسية ...

لاحظتم أنتم ذلك التغير كما أظن ... فمن نجم على الفيس بوك إلى سائق سيارة أجرة ... ومن زير نساء لا يؤمن بالزواج إلى رجل يبحث عن الإستقرار ولو مع جنية ...

كيف بدأت الأحداث ... همم ... مؤخرا جدا ... منذ شهرين تقريبا ... عندما كنت أعتقد بأن الأمور أخيرا على ما يرام ... لكن لا شيء ثابت أليس كذلك؟

عدت مرهقا من قيادة يوم طويل ومتعب ... ف العمل كسائق سيارة أجرة مرهق جدا جدا جدا ... ك قيادة الدباب عندنا ... والتعامل مع شتى انواع الناس أكثر إرهاقا بكثير ... إستلقيت على سريري ... لم أتصفح النت كعادتي مؤخرا ... فتحت التلفاز ... واذا بي أشاهد إعلان عن شخص مفقود ... كان وجهه مألوف لدي ... اللعنة ... أليس هذا زبونا أوصلته قبل يومين ... يالها من مصادفة ... قبل يومين كان يقعد في المقعد الخلفي ... واليوم يعلنون بأنه شخص مفقود ... غلبني النوم ... حلمت بذلك الشخص المفقود ... وبرأسه تحديدا ... إلا أرى رأسه مقطوعا و محفوظا في برطمان زجاجي ... صحوت من النوم ... اي نوع من الكوابيس هذا ...

مر أسبوع على الحادثة تقريبا ... قبل أن تتكرر معي ب إختلاف بعض التفاصيل ... امرأة أربعينية ... إستوقفتني أمام مركز تجاري ... أوصلتها ... وبعد يومين أو ثلاثة ... أرى الأخبار ومواقع التواصل الاجتماعي ... لقد أختفت هي الأخرى ... والبحث جار عنها ... هل الأمر صدفة لا أكثر ... أم الأمر أعقد من ذلك ... هل أتوجه إلى السلطات ... وكيف سيتعاملون مع الأمر ... لربما ألقوا اللوم عليا .... وفي بلاد العربان ... قطع العنق بضربة سيف أمر اعتيادي ... لا شأن لي ب الأمر لذا لن إجازف ...

شهرين بالتمام والكمال ... تكررت الصدف ... لم يعد الأمر مجرد صدفة بالتأكيد ... سبعة أشخاص حتى الآن ... كانوا ذات يوما في المقعد الخلفي ... قبل أن أرى وأشاهد بأنهم أصبحوا في عداد المفقودين ... وكأن الأرض أبتلعتهم ..

كنت وافقا أفكر في الأمر قبل أن يقطع أفكاري شخص يطلب توصيلة إلى منطقة ما ... وافقت فورا ... كان الوقت متأخرا ... استقل الرجل السيارة ... جلس في المقعد الخلفي كالعادة ... وأنطلقنا ...

بدأ الرجل يحدثني ... أسمه نواف العتيبي ... صحفي مغمور في صحيفة محلية ... بدأ يحدثني عن حوداث اختفاء الأشخاص مؤخرا ... سبعة أشخاص من منطقة معينة ... وفي غضوين شهرين ... وقف شعر رأسي الذي لا وجود له ... بدأ يسألني ... اذا شاهدت أحدهم وبدأ يعرض صورهم علي ... هل أقول الحقيقة ... لقد كانوا في نفس مقعدك الذي تقعد عليه ... قبل أن يختفوا بعدها ... هل سيصدقني ... وكيف ستتعامل السلطات مع الأمر ... بالتأكيد سيلقون ب الملامة علي ... وستشاهدون جثتي مقطوعة الرأس ... معلقة كما جرت العادة هنا ... رؤوس مقطوعة ... إلا أرى كل أولئك المفقودين في كوابيسي ... أو بالأصح ... رؤوسهم المقطوعة محفوظة في برطمانات زجاجية .... هل أخبره عن كوابيسي أيضا ... ما الذي يتوجب علي فعله هل أخبره ؟

أخبرني بمهن المفقودين ... سمسار ... معلمة ... تاجر بسيط ... عامل أجنبي ... طالب ثانوية ... مؤذن جامع ... سبعة أشخاص لا يربطهم شيء ... اختفوا فجأه ... هل أخبره أن ما يربطهم هو المعقد الذي رأيتهم عليه كلهم ... وأخبرني أيضا أنهم كلهم يسكنون ذات المنطقة السكنية على الرغم من كبرها ... وإن معظمهم لا يستقلون وسائل النقل العامة وسيارات الأجرة ... على الرغم من إمتلاك بعضهم لسيارات خاصة ... سألته ما الذي يعنيه ذلك؟ ضحك وقال لا تخف يا أبو يمن ... أنت بعيد عن الشبهة ... بجسمك النحيل لن تستطيع إيذاء دجاجة ...

أدركت أن الأمور تتجه نحو منحنى خطر ... فعاجلا أم آجلا ستعلم السلطات أن المفقودين إستقلوا ذات السيارة ... علي أن أجد حلا نهائيا ... لكن ما هو ... هل اذهب الى أقرب قسم شرطة ... هل أترك هذه المهنة و أبيع السيارة ... هل أغادر وأعود إلى بلدي أم أهاجر إلى بلد آخر ... من أي مصيبة أتو لي هؤلاء الحمقى ... ليركبوا قبل أن يقرروا الاختفاء فجأة ... هل سيختفي هذا الصحفي أيضا؟ هل سأرى رأسه المقطوع في برطمانا زجاجي في كوابيسي هو الآخر ... اللعنة ... سأخلد إلى النوم فأنا مرهق ...

إستيقظت فجرا ... لا أحلام ... لم أرى رأس الصحفي في أحلامي ... أنه أمر جيد ... لكن ... ما هذا البرطمان الموضوع على الطاولة بجوار السرير؟!

كل شيء يتغير ... لا شيء ثابت ...

لقد كانت رأسا مقطوعة ... محفوظة في برطمان زجاجي ... رأس نواف العتيبي ... آخر من أوصلته ... هل هذا كابوس آخر ... لا ... أنه حقيقة كما تقرأون أنتم هذا المنشور الآن ...

الله يخزيك يا شوشو !

قمت بهدوء ... على الأمر تمالك أعصابه ... اخذت البرطمان وإتجهت إلى المطبخ ... فتحت أحدى الخزائن ... كانت تحتوي على سبعة برطمانات أخرى ... حملت البرطمان بكلتا يدي إلى مستوى وجهي وبدأت اخاطب نواف ... سمسار ... معلمة ... تاجر بسيط ... عامل أجنبي ... طالب ثانوية ... مؤذن جامع ... ها هم أمامك ... إلتفت إلى البرطمانات السبعة ... والتي تحوي رؤوسا مقطوعة ... وخاطبتهم وكأنهم ما زالوا احياء ... يا شباب ... لديكم ضيف جديد ... صحفي ... ربما سيملاء وقت فراغكم بقصصه ... أغلقت الخزانة ... أخرجت هاتفي واتصلت بخطيبتي ... أخبرتها بأني أضفت تحفة جديدة لمجموعتنا ... فرحت كثيرا وطلبت أن أصور لها الرأس الجديد ....

لا يبقي شيئا ما على حاله ...

أنا ... شعيب ... أصبحت قاتلا متسلسلا ... مرتبطا ب امرأة هي الأخرى مهووسة بالدماء والجثث ... لم يكن التغير الذي احلم به ... ولكنه تغيير على أية حال ... الله يلعنك يا شوشو!

كما قص علينا الشيطان (الجزء الأول) مكتملة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن