كما قص علينا الشيطان (الجزء الأول) مكتملة

كما قص علينا الشيطان ... الحلقة الرابعة و العشرون ... الجزء الثالث

- الصدف  ... وسخرية القدر ... وعندما نتوهم أشياء لا وجود لها ... كالخير القادم ... والأمل  ... و حتى الشر  ..
- يا صديقي  ... لا أكره إلا الوهم ... وما لا نتوقعه  ...
- دعني أشعل سيجارة أخرى قبل أن تكمل  ... النيكوتين يزيد ما ترويه روعة  ...

#الحلقة_الرابعة_والعشرون
#الجزء_الثالث
#هاجر

أسعفت هاجر ليلتها إلى المشفى وظلت فيه أسبوعا كاملا  ... بالطبع قصت ل أهلها ما شاهدته  ... وعن الأفعى الضخمة السوداء التي كانت تلاحقها  ..  لكن أمها كانت تملك رواية مختلفة ... لقد عادت إلى المنزل من حفل الزفاف بعد أبنتها بساعة  ... لتجد هاجر مغلقة على نفسها في دورة المياة وهي تبكي بهستيرية  ..  حاولت أن تطرق الباب  ... نادت عليها  ... لكن لا ردة فعل غير البكاء الهستيري  ... لذا إضطرت أن تتصل ل أقرب معاريفهم لمساعدتها ل إخراج هاجر  ... والتي نقلت إلى المشفى فورا  ...

خرجت هاجر وعادت إلى المنزل ... ظلت أسبوعا على السرير قبل أن تستعيد عافيتها ... ومضت شهرين تحديدا بعد تلك الحادثة بدون اي أحداث جديدة  ... وحاولت هاجر تناسي الأمر برمته  ...

وبدأت الأحداث تتوالى  ... عاد بكاء الطفل  ... واليد ذات الست الأصابع  ... أفعى سوداء ضخمة  ... وغيرها  ...

أحيانا  ... كانت تسمع صراخ امرأة يهز المنزل ... و أحيانا نهيق حمار في منتصف الليل أو صوت خوار ثورا يذبح ...

أحيانا أخرى كانت تستيقظ فزعا عندنا تحس بيد تمسك يقدمها الخارجة من تحت بطانيتها  ... أو تحس بلهاث رجل يحتضر وكأنه يهمس في أذنها  ...

تدهورت صحتها  ... فقدت الكثير من الوزن ... أحمرت عيناها  ..  ظهرت تلك الهالات السوداء حولها  ... لقد كانت في وضع نفسي وصحي سيئان  ... وإلى أسوأ

لم تعد تخرج  ... فكل تلك الأمور تطاردها في كل مكان ... احظرت والدتها جميع انواع العرافين والنصابين  ... بلا فائدة  ...

وقفت هاجر امام المرآة  ... تنظر إلى وجهها وجسمها  ... لقد أصبحت تشبه مدمني المخدرات  ... عيونها شاحبة  ... وجهها مليء بالتجارب المرعبة ... وفيما كانت تنوي التحرك توقفت  ... تجمدت مكانها وكان جسدها أصابته صعقة كهربائية  ... لقد كانت تشاهده في المرآة يقف خلفها  ...

رأس ماعز  ... أقدام بحوافر ... وجسدا يغطيه الشعر  ... وذيل بحراشف كالأفعى ... تعرفونه كلكم  ... ذلك الشكل المرعب الذي ترونه غالبا عند عبده الشيطان  ... أو المسيح الدجال  ...

لم تتمالك هاجر نفسها لهول ما رأته ... قبل أن تفقد الوعي ...

استيقظت على سريرها  ... وامها بجوارها  ... سألتها امها ما الذي جرى  ... لكنها اكتفت بالصمت  ...

على الرغم من توالي الأحداث المرعبة لها ... لكن شيء واحدا بقي ثابتا  ... تراه خلفها كلما رأت إلى المرآة  ... الشيطان  ... المسيح الدجال  ... كما يصوروه الكثيرون  ... تلتفت خلفها فلا تجده  ... تنظر إلى المرآة  ... تراه يقف خلفها  ...