كما قص علينا الشيطان ... الحلقة الثالثة والعشرون ... الجزء الأول

181 17 46
                                    

الساعة الثانية بعد منتصف الليل   ... لم أستطع النوم ككل ليلة على الرغم من إرهاقي الشديد  ... وضرورة أن أصحو الساعة السابعة صباحا  ... توجهت إلى الصالة اخذت علبة سجائري المنهكة مني  ... و قداحتي التي بدأت تكرهني  ... وأشعلت معشوقتي  ... أموت ل أجلها وهي تحرق نفسها ل اجلي  ... وامام المرآة ... توقف لبرهة  ... أتأمل كل ذلك الدخان الذي يتصاعد من رئتي كجرار زراعي  ... وكالعادة سمعت صوته خلفي ... وكالعادة لم يظهر إنعكاسه على المرآة ...

#الحلقة_الثالثة_والعشرون
#الجزء_الأول
#حسام

- لم تستطع النوم ككل ليلة ؟ عقلك أم قلبك
- كلاهما
- سيقتلك التدخين ذات يوم
- على الأقل  ... سيقتلني شيء أحبه

تأملته ثم عدت أنظر إلى المرآة ... لما لا يظهر إنعكاسها عليها ... لما تتوقف قوانين الفيزياء هنا ... لما ... المرآة التي ننظر إليها بشكل شبه يومي  ... عندما نستخدم الفرشاة والمعجون ... أو عندما تقوم البلهاوات بوضع مساحيق التجميل ليبدين كالمهرجين  ... تلك المرآة المعلقة هنا أو هناك في منازلنا قد تكون مصدر رعبنا و شر مطلق  ...

المرآة ... كانت المرآة المائية  ... أول ما استخدمه البشر  ... وحتى بعض الحيوانات التي تمتلك بعض القدر من الذكاء لتعرف أن ما تراه إنعكاسا لها  ...

في اليونان القديمة كلنا نعرف قصة الشاب نرسيس  ... الذي كان معجبا بنفسه ويظل يتأمل وجهه المنعكس على سطح المياة إلى أن سقط فيها ومات  ... ونبتت زهرة النرجس مكانه  ... ومن هنا أتى مصطلح النرجسية  ...

وظن البعض قديما ان رؤية الوجه المنعكس على المياة يؤتي فرصة ل الأرواح الشريرة لسرقة الروح  ... لذا كانوا يتجنبون النظر إلى المياة ...

وفي اليونان القديمة ايضا  ... وكما تحكي الأسطورة  ... إستطاع برسيوس القضاء على ميدوسا ... عندما نظرت الأخيرة لصورتها المنعكسة من درع برسيوس  ...

ومن لا يعرف ايضا اسطورة ماري الدموية  ... التي تلاحق الناس عبر المرايا  ...

وعلى الرغم من التطور العلمي الحاصل اليوم  ... إلا أن كثيرا من الناس يتحاشا النظر إلى المرآة مطولا ... والبعض يغطيهن ليلا ... والبعض يؤمن بأن المرايا ما هي الا بوابات وسيطة لعوالم أخرى ...

قاطع تلك الأفكار صوت صديقي المفضل بقوله  :
- اتخاف المرايا كنت أظنك أقوى من ذلك
- لا  ...

أجبته وانا أتأمل إنعكاسه الذي لا وجود له على المرآة أصلا  ... وكأن الوغد قرأ أفكاري فعلا  ...

- لدي قصة عن المرآة إذا كنت تحب سماعها؟
أشعلت سيجارة أخرى وأخذت نفسا عميقا قبل أن أرد عليه :
- لما لا ... فالنوم كما يبدوا مازال غاضبا مني كالعادة  ...

#يتبع

كما قص علينا الشيطان (الجزء الأول) مكتملة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن