"لا يمكن الفرار من قرارتنا أحيانا ... ولكل شيء ثمنه"
كما قال لي صديقي المفضل ذات مرة ...
#الحلقة_السادسة_والعشرون
#الجزء_الرابع
#لاهاي
لقد حزمت لاهاي أمرها ... عليها الفرار فورا ... تحب صديقتها هاجر كثيرا ... لكنها لم تعد لديها القدرة على تحمل المزيد ... إن ما يجري حقيقي وليس مجرد هلوسات ... توجهت إلى دورة المياة الملحقة بالغرفة لتغسل و جهها ... تأملت صديقتها النائمة ... أنا آسفة ... هذا ما قالته لاهاي بكل تأكيد لنفسها ...
حاولت فتح باب دورة المياة .. لكنه كان مغلقا من الداخل ... قبل أن تنهي تسألها لما الباب مغلق فأذا به يفتح ... وتخرج هاجر منه ... ألم تكن مستلقية تغط في نومها قبل قليل .. التفتت لاهاي إلى السرير لقد كان خاويا بالفعل ...
هاجر :
لما إستيقظت في هذا الوقت المبكر يا لاهاي؟
كانت كلمات هاجر باردة كالثلج ... خاوية من أي مشاعر .. وكأن شخصا آخر من قالها على الرغم من أنها كانت بصوت هاجر ... تلعثمت لاهاي قليلا .. لم تعرف كيف ترد ... هل تخبر صديقتها بأنها تنوي الهروب وتركها وحيدة ...
لاهاي:
لست أدري لما صحوت الآن ... ربما شعرت بالعطش ليس إلا ...
لسبب ما ... لم تخبر لاهاي هاجر بالحقيقة ... ليس لكي لا تجرح مشاعر صديقتها .. لقد أحست لاهاي بشيء غريب تجاه هاجر .. وكأنها لم تعد هي ... وكأن شيئا آخر يتحدث بالنيابة عنها ... شيئا مرعب يسكنها ...
تجاوزت لاهاي هاجر ودخلت دورة المياة ... وبدأت تغسل وجهها ... بينما وقفت هاجر خلفها بصمت ... قبل أن تقول :
تنوين المغادرة أليس كذلك؟
كانت لاهاي تغسل وجهها ... قبل أن تتابع هاجر:
هل تخليتي عني بهذه السهولة ؟
استقامت لاهاي لترتب شعرها في مرآة المغسلة ... لكن ما رأته خلفها لم تكن هاجر ... كان ذلك الشيطان ... ذو رأس الماعز ... تجمدت الدماء في عروق لاهاي ... وهي ترى ذلك الإنعكاس على المرآه وهو بقول بصوت هاجر:
لم يكن عليك المجيء ... لقد فات الأوان ... أنها لي ... أصبحت زوجتي ...
لم تدرك لاهاي ما الذي بتوجب فعله الآن ... الهروب ... لقد كانت تنوي ذلك ... لكنه الآن هو خيارها الوحيد ...
وعندما التفتت لاهاي ... لم تجد أمامها الشيطان .. بل هاجر كما تعرفها ... وبكل ما أوتيت لاهاي من قوة دفعت هاجر التي ارتطمت على الأرض .. وجرت لاهاي نحو باب الغرفة ... و عندما فتحت الباب ... صرخت وكأنها رأت الشيطان ... فعلا كان الشيطان يقف هناك ...
كما رأته في المرآة قبل قليل ... رأس ماعز ... بهيئة بشرية ... يرتدي ملابس سوداء ... امكنها رؤية قدميه ... كقدمي الحمار .. واليدين ... كيدي شيطان لأنها لا يمكن وصفهما بوصف آخر ...
سقطت لاهاي على الأرض ... وبدأت تزحف لداخل الغرفة ... هناك كانت هاجر تنتظرها ... هاجر التي إستقامت .. وبدأت تتحدث ل لاهاي:
الأصدقاء الحقيقيون لا يتخلون عن بعضهم البعض .. كنت احسبك صديقة حقيقية يا لاهاي ... كنت أظن وخاب ظني .. لقد أخبرني بأنك نسخة منهم بالفعل ... لقد تخلى عن الجميع ... وأنتي منهم ...
وعندما التفتت لاهاي لهاجر ... فتحت فمها وهي تحاول أن تصرخ لكنها لم تستطيع ... لقد كانت هاجر كما تعرفها بالضبط ... إلا الرأس ... لقد كان كرأس الماعز ... وفي يديها تحمل طفل الشيطان ... الطفل الذي يبكي ليلا ... طفلا بشكل بشري ... ماعدا الرأس ... والقدمين ... والأصابع السوداء الصغيرة الست ... ذات المخالب الحادة ... وذو بشرة سوداء كليل حالك ...
...
صراخ لاهاي دفع بالطاقم الطبي المناوب في تلك اللحظة إلى الاستجابة فورا .. تحركت ممرضتان على الفور ... كان باب الغرفة مفتوحا كما تركته لاهاي ... لاهاي التي هربت إلى ركن الغرفة وهي تصرخ وتضرب رأسها على الجدار ... فيما كانت هاجر تحاول تهدأتها ومنعها من إيذاء نفسها ... سألت الممرضتان هاجر عما جرى فأخبرتها الأخيرة ... أنها صحت على صوت لاهاي تصرخ وهي تضرب رأسها مرارا وتكرارا في جدار الغرفة ...
....
تصرفت الممرضتان فورا ... أمسكتا ب لاهاي ... قبل أن تغرس إحداهما حقنة منومة في ذراع لاهاي ... التي كانت تصرخ ... وهي تشاهد الممرضتين الممسكتان بها .. وخلفهما هاجر ... ذات رأس الماعز .. والتي تحمل طفلها الشيطاني في ذراعيها ...
...
تحسنت حالة هاجر سريعا ... فيما سأت حالة لاهاي ... التي دخلت غرفة مجاورة ... لغرفة هاجر ... كانت طوال الوقت مقيدة إلى سريرها .. فلقد جنت لاهاي وفقدت عقلها ... وتحاول قتل نفسها على الدوام وبأي وسيلة ... وفيما أتى يوم مغادرة هاجر المصحة ... ذهبت لزيارة صديقتها المفضلة ... لاهاي ... التي كان منظرها يثير الشفقة ... كانت هادئة لأنها تحت تأثير الأدوية ... وقفت هاجر بجانب سرير لاهاي ... وعندما ألتفت لاهاي لترى من بجوارها ... شاهدت ثلاثة كائنات شيطانية ... برؤوس كرأس الماعز ... لكن احدها يبدوا وكأنه أصغر من البقية ... وكأنه طفل في العاشرة ... لقد كان ابن الشيطان ...
#تمت
أنت تقرأ
كما قص علينا الشيطان (الجزء الأول) مكتملة
Horrorقصص رعب قصيرة في رواية واحدة كبيرة ... حيث نستمع للقصص كما يرويها لنا الشيطان على لسان أصحابها ... و أحيانا بلسانه هو. كما قص علينا الشيطان، رواية رعب من قصص قصيرة في إطار رواية واحدة كبيرة. تنقسم الرواية إلى جزئين الليلة الأولى والثانية حيث يتم ب...
