كما قص علينا الشيطان ... الحلقة الثالثة والعشرون ... الجزء الثالث

167 17 23
                                    

قمت بإطفاء السيجارة التي في يدي قبل أن أنتزع واحدة أخرى  ... وأشعلها على الفور
- عليك الإقلاع عن التدخين
- عليك الإقلاع عن محاولاتك إقناعي بالإقلاع عن التدخين
- سيقتلك التدخين ذات يوم
- هذه دعاية للتدخين أكثر مما تكون تحذيرا منه
- أين وصلنا ؟
- عندما شاهد حسام طيفه يراقبه من المرآة
- فل نكمل إذا

تأملت المرآة خلف صديقي المفضل ... للمرايا خفاياها .. فها هو صديقي لا ينعكس عليها ... بينما حسام إنعكاسه من يلاحقه  ...

#الحلقة_الثالثة_والعشرون
#الجزء_الثالث
#حسام

تأمل حسام صورة السيلفي التي أرسلها لمن يكلمها عبر هاتفه  ...وأبتسم ...أنه وسيم جدا ... ستعجبها الصورة بكل تأكيد ... قبل أن يلاحظ المرآة في خلفية الصورة ... كان هناك شخص ظاهرا فيها وينظر إليه  ... لقد كان هو ... وقبل أن يستجمع قواه ..  اتت رسالة من التي يحدثها  ... من ذاك الذي يقف خلفك؟

و ك قط سقط في بركة ماء ... قفز حسام من على سريره واتجه كالمجنون و أضاء الغرفة  ...

وبخوف شديد توجه نحو المرآة  ... هو متأكد مما رآه  ... لقد كان واقفا هناك  ... لقد رآه في الصورة  ... اقترب وهو يرتعش رعبا  ... وبدأ ينظر للمرآة من بعيد  .. لا شيء هناك  ... إلا رأسه الظاهر من طرفها وهو يقترب  ... لا شيء فعلا ..  هل توهم الأمر  ... ها هو يقف أمام المرآة ... رفع يده  ... وارتفعت في المرآة ... قام بحركات غريبة  ... بيديه وقدميه و وجهه  ... كان كل شيء طبيعيا  ... أنه يتوهم الأمر بلا شك  ... والان يلعب دور الأبله امام المرآة ... هذا تأثير السهر وجرعة الحب  ... كعقار الهلوسة تماما  ...

اخذ هاتفه الذي رماه قبل برهه  ... انهى المحادثة سريعا  ... لم يعد في مزاج للسهر وكلام العشاق  ... أطفأ الضوء وعاد ليستلقي ويتغطى بلحاف السرير  ... لما أدرت ظهرك للمرآة يا حسام  ... وكيف خلدت للنوم بهذه السرعة  ... وكيف لم تنتبه لذلك الطيف الأسود الذي يراقبك بصمت من المرآة  ..

استيقظ حسام باكرا  ... لقد كان نشيطا  ... نهض من على السرير  ... تذكر أحداث ليلة البارحة  ... ضحك بصوت عال ... لا شيء يخيف حسام  .. حتى بعض الأوهام  ... نظر إلى المرآة التي بجواره  ... لا شيء غريب  ... هو وجه الذي يعرف بعد ما يصحو من النوم بشعره المنكوش وجفونه المتورمة قليلا  ... أبتسم  ... و أقترب من المرآة  ... همم لديه حبة شباب بدأت بالظهور على خده  ... لا يحب حسام تلك الحبوب التي تشوه وجهه الجميل  ... لا يهم ستختفي سريعا  ... و توجه إلى دورة المياة  ...

لما لم تنظر إلى المرآة يا حسام  ... لم يختفي طيفك فيها بل كان واقفا وهو يلعب بحبة الشباب التي ظهرت في وجه حسام اليوم  ...

وبينما كان يغسل وجهه ... مرت يده على حبة الشباب التي شاهدها منذ قليل  ... ما الذي حدث... ولم الدم ينزل منها ... هو متأكد من أنه لم يلمسها  ... ربما ضغط عليها ولم ينتبه عندنا كان يغسل وجهه  ... اللعنة لا يحب أن يتشوه وجهه الجميل  ... نظر إلى المرآة أعلى المغسلة  ... وقطرات الدم التي تخرج من مكان البثرة ... اللعنة هذا الوجه الجميل لا يستحق ذلك  ... انحنى ليكمل غسل وجهه و رأسه  ... لكن طيفه  ... في المرآة لم ينحني بل كان يراقبه بصمت كالعادة  ...

استقام حسام و اخذ منشفة لينشف شعره و وجهه  ... كان واقفا أمام المرآة  ... ولم ينتبه لما يقف أمامه  ... وعندنا إنتهى اخذ فرشاة الشعر وهم بتمشيط شعره  ... ونظر إلى المرآة  ...

لا تنظر إلى المرآة حينما لا يجب أن تنظر يا حسام  ...

كاد قلبه ان يتوقف من الرعب  ... وكادت أنفاسه هي الأخرى أن تتلاشى  ... لم تكن صورته على المرآة كالعادة  ... لقد كان شيئا آخر  ...

من الصعب وصفه لن لم يراه  ... كان طيفا أسود اللون  ... حالك السواد  ... لا ملامح واضحة  ... يمكنك معرفة أنه يشبه البشر في هيئته  ... لكنه ليس ببشري  ... لا ملامح وجه واضحة  ... مجرد طيف أسود  ...

من هو الموقف لم يستطع حسام ان يتحرك  ... وكأن خلايا دماغه الرمادية توقفت برهة عن العمل  ... لم يكن يدرك ما الذي يحصل له ... وما الذي يجب القيام به ... حتى حفزه ذلك الطيف الأسود  ...

بدأ الطيف الأسود بمد كلتا يديه من المرآة  ... وبدأت بالفعل بالخروج منها ... وهي تمتد إلى حسام محاولة الإمساك به  ... وبحركة غريزية  ... اخذ حسام فرشاة الشعر التي في يده ... ورمى بها المرآة  التي تناثرت إلى عشرات القطع الصغيرة في أرجاء دورة المياة  ...

التقط حسام أنفاسه لثوان  ... إن ما شاهده حقيقي  ... وليس وهما ... وفيما هو يفكر بالأمر برمته نظر إلى قطع المرأة المتناثرة هنا وهناك  ... لم يظهر إنعكاسه عليها  ... بل ذلك الطيف الأسود اللعين  ... ولم يكن واحد بل كان متواجدا في كل قطع المرآة المتحطمة  ... ومن كل واحدة منها  ... كانت يدا سودا بدأت بالخروج منها محاولة الإمساك بحسام  ...

لم تنظر إلى المرآة حين لا يجب أن تنظر إليها يا حسام  ...

جرعة الأدرينالين  ... جعلت من حسام كفهد في براري السافانا  ... جرى هاربا من دورة المياة  ... إلى الصالة  ... تبا أنه هناك في مرآة الصالة  ... لقد كان واقفا ينتظره  ... اللعنة إن مفاتيح السيارة فوق الطاولة التي تقف عليها المرآة  ..  لم يفكر طويلا  ... اتجه بسرعة إلى الطاولة وأخذ مفتاح السيارة  ... لكن قبل أن ترتفع يده ... أمسكت بها يد سوداء  ... يد يكسوها الشعر ... لم تكن بيد حيوان أو إنسان  ... لقد كانت يدا شيطانية بكل تأكيد  ...

#يتبع

كما قص علينا الشيطان (الجزء الأول) مكتملة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن