كما قص علينا الشيطان ... الحلقة التاسعة عشرة ... الجزء الثاني

213 22 9
                                    

كان الأب يحمل أبنته الوليدة بين ذراعيه  ... فرحا وكأنه أمتلك كنوز الأرض ... وبجاوره كانت زوجته مستلقيه على سرير في أحدى غرف المستشفى ... كانت الولادة طبيعية وميسرة  ... زوجته على ما يرام  ... الفتاة الوليدة بصحة وعافية ... كانت تنظر إليه بعيونها الجميلة الصافية ... تأمل سواد عينيها ونقائهما وكأنه يرى الكون من خلالهما  ... كان يعلم بأنها هي  ... الموعودة  ... لاحظ العلامات على عينيها  ... تأمل جبينها بعناية  ... إنها العلامات التي ذكرت  بلا شك ... ولكي يقطع الشك باليقين  ... قام بفتح كفها الصغيرة ... كانت علامة الكف واضحة جدا  ... فحص الكف الآخر  ... ذات الخط ... إنها الموعودة بلا شك ... سألته زوجته بصوت واهن :
هل هي
قطع كلامها بقوله :
نعم إنها الموعودة  ...
أقترب منها وأعطاها الطفلة  ... ضمتها الأم بكل حنان الدنيا إلى صدرها  ... لم تكن الطفلة تبكي كأي طفل وليد ... بل كانت تحملق في وجه أمها  والتي سألت زوجها:
هل الأمر نعمة أم لعنة ؟
وضع يده على رأس الطفلة الوليدة وقال :
كلاهما  ...

وهكذا بدأ الأمر  ...

#الفتاة
#The_Girl
#الحلقة_التاسعة_عشرة
#الجزء_ الثاني

ترويه ر أ ...

لست أدري كيف بدأ الأمر ولست أدري كيف سينتهي أيضا  ... لم أكن أعلم بأني موهوبة  ... أو بأني الموعودة  ... تفاصيل كثيرة لم أكن أفهمها في صغري  ... ولما كان يتحتم علي القيام ببعض الأمور وترك بعضها  ... كان والداي يعاملاني بعطفة وحنية وحنان وحب  ... و في ذات الوقت كان نظرة والدي مرعبة  ... عندما كنت أعصي أوامره  ... وكأنه شخص آخر لا أعرفه ...

ما أتذكره بأننا كنا كثيري التنقل ... من سكن إلى آخر  ... من المدينة إلى الريف ... كان والدي طبيبا  ... وساعده ذلك في الحصول على أكثر من عمل في أكثر من مكان  ... كنا نتنقل وكأن هنالك شيء يطاردنا ... مازلت أتذكر النظرة القلقة في عينيه  عندما يأتي على عجل وفي غير موعوده ليقول  ... علينا الرحيل فورا ...

لم يكن لدينا أهل أو أصدقاء  ... ولم يكن يسمح لي بالخروج أو التعرف على أحد كنت اظل حبيسة المنزل  ... لم أحظى ب أي صديقة  ... ولم أعش طفولتي ك باقي الأطفال ... حتى المدرسة ... كنت اذهب فقط ل أداء الأختبارات و... بحكم كون والدي طبيبا فلقد أعد تقريرا طبيا بأن حالتي الصحية لا تسمح لي بالحضور  ... بالطبع لم أكن مصابة ب أي شيء  ... ومنذ طفولتي  ... ما كنت أخرج الا مرتديه الحجاب و نظارات واقية للشمس  ... حتى يداي لم تكن ظاهرتان وكنت أرتدي القفازات دائما  ... في أحد المرات وبينما كنت مع والدي في السيارة قررت أن أخلع نظارتي  ... لكن نظرة والدي إلي جعلتني أقرر عدم تجربة الأمر مجددا  ... ب إختصار لقد عشت معزولة عن الجميع  ... معزولة عن العالم ... في صغري كان الأمر يضايقني كثيرا  ... الآن بت أعلم لما فرضت علي تلك الأمور وصرت ممتنة لوالداي على حمايتهما لي  ...

متى بدأت أدرك قدراتي وما أمتلكه  ... بدأ الأمر تدريجيا  ... خطوة خطوة  ... لم أكن أعلم بأني موهوبة وبأن تلك الأمور تخصني وحدي  ... شيئا فشيئا إلى أن أدركت بأني هي  ... الموعودة  ...

#يتبع

كما قص علينا الشيطان (الجزء الأول) مكتملة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن