كما قص علينا الشيطان ... الحلقة الثانية

1.1K 59 107
                                    

#قط_أسود_لعين
#الحلقة_الثانية

أنا ... ب ... سأكتفي بالرمز لاسمي بالحرف باء ... شاب مجتهد ... من النوع الذي يقف على قدميه، ولا يقبل مساعدة من أحد ... على الرغم من أن أسرتي ميسورة الحال ... إلا أني أكملت دراستي ..  وتخرجت بتفوق ... قبل أن أجد عملا مناسبا وراتبا مريحا في شركة اتصالات مرموقة ... وسريعا ... استأجرت منزلا وأثثته ... لم يبقَ سوى سيدة المنزل.

لست من أولئك الأشخاص الذين يؤمنون بالحب ... الزواج ضرورة ملحة ... ليس لدي وقت للطبخ وغسيل الملابس ... كما أن وجود وجه جميل عند عودتك بعد يوم عمل مرهق أمر مريح كما أعتقد ... طلبت من والدتي أن تبحث لي عن عروس مناسبة ... لم تكن شروطي معقدة ... وسريعا وجدت نفسي في القفص الذهبي.

مرت الأيام ... وانقضى شهر العسل ... وعادت لذات الروتين ... عمل ... أعود للمنزل متأخرا ... أجد زوجتي تستقبلني بتلك الابتسامة الساحرة ... وككل من تزوج حديثا كانت حياتنا خالية من المشاكل تماما ... حتى ظهر ذلك القط الأسود اللعين.

كنت أجده في فناء المنزل صباحا عند خروجي ... أشغل السيارة وأنتظر قليلا ليسخن المحرك ... يقف هناك قرب الجدار يتأملني بصمت ... وبصمت أيضا ينظر إلي عند عودتي في المساء ... في ذات المكان وكأنه ثابت هناك لا يتحرك ... لست ممن يعتقدون بسوء الطالع ... أو بأن القطط السوداء مسكونة، أو أنها جان أو مخلوقات شيطانية متمثلة في قط أسود ... لا أعتقد ولا أفكر كثيرا بالروحانيات، ولا أعتقد أيضا أن تلك الكائنات سخيفة لدرجة أن تتشكل على هيئة قطط سوداء ... ألا تعتقدون ذلك؟

هل تظنون أن وجود ذلك القط الأسود في ذات المكان صباح مساء سيشكل مشكلة لي ... لا بالطبع، لكن الأمور تطورت تدريجيا.

بدأت زوجتي تشكو لي من قط أسود يظل ينظر إليها من النوافذ ... وكأنه يراقبها ... بل ينتقل من نافذة إلى أخرى إذا هي انتقلت من مكان إلى آخر في المنزل ... وبدأت تحدثتي عن القطط السوداء والجان والشياطين والسحر و... و... و... إلخ، وكيف أن فلانة سحرت فلان، وتزوج بها وترك زوجته الأولى ... تعلمون ما أعنيه ... عندما تبدأ المرأة الحديث عن أمر ما فهي لا تسكت، ولا ينتهي الحديث غالبا ... لم يكن لدي وقت أو نية لمجادلتها ... بقيت صامتا أرد على حديثها بلباقة كي لا تظن بأني لا أعير حديثها أي اهتمام ... تعرفون النساء وتفكيرهن ... أليس كذلك؟

ومرت الأيام ... وبدأت زوجتي تشكو من دخول القط الأسود إلى المنزل ... وأنه جان أو شيطان، و... و... و... إلخ، وأن فلانة أخت فلانة ابنة عمة فلانة أخبرتها بأنه مسحور من إحداهن لكي يؤذيها، و... و... و... إلخ ... وضعَت كل الاحتمالات إلا احتمالا واحدا ... وهو أن هناك قط أسود جائع يبحث عن ما يأكله ... يا للنساء!!

قمت بوضع شبك على النوافذ ... وأخبرتها بأن لا تفتح باب المنزل ... وبدأت بوضع بعض الحليب في الفناء ... مع بعض بقايا الطعام ... فما السوء في إطعام قط أسود جائع!

كما قص علينا الشيطان (الجزء الأول) مكتملة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن