كما قص علينا الشيطان ... الحلقة الثلاثون ... الجزء الخامس

137 15 37
                                    

دعونا نركز قليلا ... لندعي أن صديقي المفضل لا يشخر الآن ... ويمكن للسيدة التي هناك أن تذهب إلى دورة المياة كما تشاء بدون مقاطعة ... ولتصمت يا أبو حسين قليلا أو يمكنك المغادرة ... ممتاز ... فلنبدأ أذا ...

#كما_قص_علينا_الشيطان
#الحلقة_الثلاثون
#الجزء_الخامس
#الأنسة_أ

صباح اليوم التالي ... تستيقظ الأنسة أ متأخرة ... بعد ليلة قضتها في الكتابة وقراءة التعاويذ ... تجري فورا لغسل وجهها وتصفيف شعرها المنكوش قبل أن تنطلق لشركة الأدوية التي تعمل بها ... نست كل شيء عن ليلة البارحة ... حديثها مع الأستاذ Ali Al Halali ... كتاب سحر هاروت وماروت ... التعاويذ ... وبالطبع مازال قلبها يعصرها ألما على خطيبها المتوفي ...

في شركة الأدوية ... كانت الأنسة أ منهمكة في عملها ... وفي المكتب المقابل لها ... كانت زميلتها البغيضة ... والتي تتحدث بصوت مرتفع ... كي يسمع الجميع ... عن رحلة شهر العسل ... هممت الأنسة أ ... هل حقا عليها تحمل هذا الهراء ...

مرت ساعات ... الوضع كما هو عليه ... الأنسة أ تعمل بجد ... و زميلتها البغيضة تتحدث بصوت مرتفع ... عن السيارة التي وعدها زوجها بشرائها لها ... وأنه سيأتي اليوم ليسلمها مفتاح السيارة الجديدة على الساعة ال ١٢ ظهرا...

وفعلا على الساعة ١٢ ظهرا يدخل زوج زميلتها البغيضة ... حاملا شيئا بيده ... اقترب من مكتب زوجته ... التي كانت تنظر بنظرات شامتة ل الأنسة أ ... قبل أن يضع زوجها شيئا على مكتبها ... لم يكن مفتاح سيارة ... بل ورقة صغيرة ... سألته زوجته البغيضة :
ما هذا ؟ أين مفتاح السيارة؟
الزوج:
أنتي طالق أيتها الحمقاء ...
لم تكن الأنسة أ من النوع الذي يشمت ب الآخرين ... لكن نظرات زميلتها البغيضة المتبلدة ... جعلها تضحك بصوت عال لا شعوريا ... لقد إستحقت ما جرى لها ...

وفيما كانت زميلتها تبكي بهستيرية ... توقفت الأنسة أ عن الضحك وكأنها رأت شبحا أمامها ... لقد تذكرت أحداث الليلة الماضية ... لقد قرأت كتاب هاروت وماروت ... وألقت بعض التعاويذ ... أحدها كانت على زميلتها الحمقاء ... وفعلا تحقق الأمر ...

بدأت الأنسة أ ترتجف ... هل الكتاب حقيقي ... وهل ما حدث لزميلتها بسبب التعويذة التي ألقتها ... أم مجرد صدفة محضة ... هي لم تقصد إيذاء زميلتها ... حتى و إن كانت تستحق لقد أخذت الأمر من باب المزاح لا غير ... هي ليست من ذلك النوع الذي يتمنى الشر ل الآخرين ... تذكرت بقية التعويذات والطقوس التي قامت بها ... بدأت تتعرق و أصفر وجهها ... لو كان الكتاب حقيقيا ... فمصائبها بدأت للتو ... بدون تفكير حملت حقيبتها وتوجهت إلى منزلهم ...

قبل أن تصل إلى منزل عائلتها ... شاهدت سيارة إسعاف تغادر المكان ... وعند باب منزل جارتهم البدينة ... كانت هناك جلبة وبكاء ... وعندما سألت ما الأمر كانت الاجابة كما توقعت ... لقد ماتت جارتهم البدينة ... لقد تحققت ثاني تعويذة ألقتها ... وباقي إثنتين بالكاد حملتها ساقيها ... فمشت بخطوات بطيئة إلى منزلها ...

أخرجت مفاتيح المنزل بيد مرتعشة من حقيبتها ... إن الكتاب حقيقي ... لا شك في ذلك ... توجهت إلى غرفتها فورا ... وأغلقت الباب عليها ... قامت بالبحث عن الكتاب لا بد و إن هنالك طريقة لعكس الأمر ... وإعادة الأمور إلى طبيعتها ...

أين الكتاب؟ ... أين وضعته ... لم يعد في مكانه ... فتشت هنا وهناك ... الكتاب لم يعد موجودا ... نبشت غرفتها بحثا عنه ولكنه لم تجده .. وجدت شيئا آخر ... جرة فخارية ... حاولت حملها فلم تستطع ... قامت بفتحها ... لقد كان ما في داخلها يلمع ... لقد كانت مليئة بعملات ذهبية ... لقد تحققت التعويذة الثالثة ...

و أتاها الجواب فورا ... أمها تطرق باب غرفتها وتنده عليها ... غطت الأنسة أ على الجرة المليئة بالذهب ... قبل أن تتوجه لفتح باب غرفتها ... كانت أمها واقفة هناك قبل أن تصرخ عليها :
ما بك ؟ لا وقت للخجل الآن ... خطيبك سيصل قريبا ... يجب أن نكمل طعام الغداء ... كيف نسيتي أن والدك قام بدعوته اليوم ...
ما كان من الأنسة أ إلا أن أغلقت باب غرفتها في وجه امها ... و أسندت ظهرها على الباب .. بالكاد تقدر على الوقوف ... كانت ما تزال تحتفظ بصورة لخطيبها معلقة في غرفتها ... كانت الصورة كما هي .. إلا ذلك الخط الأسود ... لقد أختفى ... ولقد عاد فعلا خطيبها الميت إلى الحياة ... لم تقدر ان تتحمل الأمر فسقطت مغشيا عليها ...

#يتبع

كما قص علينا الشيطان (الجزء الأول) مكتملة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن