وقف حسام يتأمل وجهه في المرآة كعادته كل صباح ... كان من النوع الذي يهتم بمظهره كثيرا ... ابتسم لنفسه إبتسامة الرضا عن ذاته ... لقد كان معتدا بنفسه كثيرا ... نظر إلى الساعة ... لقد حان الوقت ... وتحرك فورا خارج المنزل ... لما لم تلتفت خلفك يا حسام لما لم تنظر في المرآة مرة آخرى يا حسام ... وفيما كان حسام يقود سيارته مبتعدا ... كان إنعكاسه مازال على المرآة ... يبتسم و ينظر إلى الساعة في يده منتظرا متى يعود حسام ...
#الحلقة_الثالثة_والعشرون
#الجزء_الثاني
#حسامحسام ... الشاب المليء بالحياة ... والذي اغتالت بسمته الغربة ... وقسوة الكفيل ... والبعد عن الاحبة ...
توجه حسام عائد لمنزله .. وعلى الرغم من يومه الطويل المرهق ... كان مازال نشيطا ويستعد لقضاء سهرة ممتعة .. فهو يحب السهر عموما ...
وفيما كان يفتح الباب بمفتاحه ... كان إنعكاسه في المرآة ينظر إلى الساعة مجددا ... يمكنك رؤية ملامح وجه إنعكاسه ... الغضب واضح عليها ... لقد تأخر حسام ربما ...
دخل حسام وهو يغني رمى مفاتيحه على الطاولة وتأمل نفسه في المرآة التي تعلوها ... تلاعب بشعر لحيته الكث ... كان معجبا بنفسه حقا .. وفيما أدار حسام ظهره للمرآة و توجه لغرفة نومه ... بقيت صورته ثابته في المرآة ولم تتحرك ... تراقب حسام بنظرات حادة وهو يسير إلى غرفته ... ثم تحرك الإنعكاس ... لقد اختفى من تلكم المرآة ... و ها هو ينتظر حسام في المرآة الأخرى ... مرآة غرفة النوم ...
دخل حسام غرفة نومه ... كان إنعكاسه قد سبقه إليها ... احس حسام بشعور غريب ... هناك أمر ليس على ما يرام ... ذلك الإحساس الذي يجعل شعيرات جسمك تقف ... والشعور الداخلي ... بأن الأمور ليست كما تبدو عليه ... وبحركة غريزية التفت حسام إلى المرآة ...
وكما توقع ... صورته المنعكسة تنظر إليه ... حرك حسام حاجبيه ... فتح فمه ... امسك بشعر رأسه ... يجب عليه قصه لقد أصبح طويلا ..
توجه حسام إلى الدولاب ليغير ملابسه ... بقي إنعكاسه ككل مرة في مكانه يراقب حسام ... يبدو بأنه من النوع الذي لا يحترم خصوصيات الآخرين ...
بعد أن غير حسام ملابسه .. إستلقى على سريره ... مديرا ظهره للمرآة خلفه ... و اخذ هاتفه الذكي ... حان وقت السهرة ...
يمكنك رؤية حسام ... أو حسامين ... الصورة و الإنعكاس ... كلاهما مستلقي على السرير ومديرا ظهره ل الآخر ... لكن أحدهما شعر بالملل كما يبدو ... ونهض من على السرير ... ليقف يراقب حسام المستلقي بصمت ... حسام ... لا تلتفت إلى المرآة يا حسام ... لقد بقي إنعكاسه واقفا يراقبه ... بينما كان حسام منشغل بالبحث عمن يحدثها الليلة ...
كم مر من الوقت ... ساعة أو ساعتين ... ثلاث ربما ... لما يكل كلاهما ... حسام مستلقي يحمل هاتفه ... و إنعكاسه يراقبه بصمت ...
كان حسام يحدث إحداهن ... والتي طلبت منه أن يرسل لها صورته ... التقط حسام صورة بكاميرا الهاتف الامامية ... وعندما أرسلها لها ... لاحظ كليهما الأمر ... من الذي يقف خلف حسام .. ينظر إليه بنظرات مرعبة ... لقد كان هو الآخر ك حسام ... لكنه مجرد صورة منعكسة على المرآة ...
واخيرا أدرك حسام بأن هناك شيئا ما ... الم أحاول أن أخبرك ... أن احذرك يا حسام ... لا تطل النظر طويلا إلى صورتك في المرآة ... ولا تنظر إليها عندما يجب أن لا تنظر ...
#يتبع
أنت تقرأ
كما قص علينا الشيطان (الجزء الأول) مكتملة
رعبقصص رعب قصيرة في رواية واحدة كبيرة ... حيث نستمع للقصص كما يرويها لنا الشيطان على لسان أصحابها ... و أحيانا بلسانه هو. كما قص علينا الشيطان، رواية رعب من قصص قصيرة في إطار رواية واحدة كبيرة. تنقسم الرواية إلى جزئين الليلة الأولى والثانية حيث يتم ب...