الساعة الثالثة بعد منتصف الليل ... كالعادة أحاول النوم ... اتقلب على سريري محاولا النوم ... تبا للنوم ... عندما نريده لا يأتي ... ويأتي عندما لا نريده ... خصوصا في المحاضرات أو الاجتماعات الهامة ... لن أنام بكل تأكيد ... قررت أن أشعل سيجارة ... لن تساعد على النوم لكن لا يهم ... اخذت قداحتي و أشعلتها ... وعلى ضوء القداحة الخافت ... رأيته امامي ... صديقي المفضل يقف هناك بصمت ... قبل أن يقول :
لم ياتك النوم كالعادة يا صديقي؟
أنا:
بالطبع ...
صديقي المفضل :
اذا أنه وقت قصة أخرى لتروى ...#كما_قص_علينا_الشيطان
#الحلقة_الثانية_والثلاثون
#شيماءصديقي المفضل:
يا صديقي ... فيما أنت تتمنى أن تنام الآن ... يخاف غيرك من النوم ... لدرجة الموت
أنا :
لماذا؟
صديقي المفضل:
هل أحسست يا صديقي بأن ثقلاً كامناً على جسدك يمنعك من الحراك تماماً ... يتزامن مع تشويه للواقع المحيط بك كحلم فاقد للذعته السريالية ... فارضاً نفسه بين الحقيقة وما وراء الحقيقة فلا تعرف هل أنت تهلوس أم أنك تعيش أحداث لوحة جحيمية أبدعها فنان كابوسي خفي ...
أنا:
هل تقصد شلل النوم ؟
صديقي المفضل:
عرف البعض هذا الزائر غير المرحب به بعشرات الأسماء ... الجاثوم ... لأنه يجثم على الصدر ويشل الحركة ... العجوز الشمطاء ... لأنه صور في حكايا الميثولوجيا الغربية على أنها عجوز شمطاء تجثم على الصدر لتمتص أساس الحياة والروح من الضحية ... صوره البعض على أنه شبح لطفل صغير كما في الميثولوجيا الهندية يريد تمزيق حلق ضحيته ... وشبح في الأساطير اليابانية يهاجم النيام ... أو شياطين الميثولوجيا اليهودية والذين يهاجمون الرجال في نومهم متنكرين بهيئة حورية حتى تسحرهم وتمتص طاقتهم الحيوية وشقيقها الذكري الذي يهاجم الفتيات العذراوات وهن نيام لينجب منهن ...
أنا:
للشيطان ألف اسم وألف وجه ...
صديقي المفضل :
دعني اكمل ... ابن سينا قال عنه في كتابه ... القانون ... بالخانق ... وقد يسمى بالعربية الجاثوم ... والنيدلان ... هو مرض يحسّ فيه الإنسان عند دخوله في النوم خيالاً ثقيلاً يقع عليه ... ويعصره ويضيق نفسه ... فينقطع صوته وحركته ... ويكاد يختنق لانسداد المسام ... وإذا تقضى عنه انتبه دفعة واحدة ...
أنا :
نستطيع أن نتخيل بسهولة السبب القابع وراء هذه القصص الأسطورية ... من ظاهرة ترتعد لها الفرائص كهذه ... تجربة الجاثوم مخيفة جدا كما سمعت ... الظاهرة منتشرة مثلا عند مراهقي شرق آسيا ... الذين يختنقون أثناء هجوم الجاثوم ... فتم إسقاط هذا الواقع المخيف على الجن والشياطين كالعادة ... أليس كذلك ...
صديقي المفضل:
ربما كان الأمر كذلك ... لكن للطب رأي أخر لهذا الكابوس المقيم ... أي الجاثوم ... فمن الناحية الطبية يدعى شلل النوم ... وهو اضطراب يحدث عندما يستيقظ الإنسان من النوم في أثناء مرحلة "حركة العين السريعة ...أو التي تحدث بها الأحلام بينما يظل الدماغ لفترة بسيطة يعتقد أن الضحية لا يزال نائما ... أثناء مرحلة حركة النوم السريعة يحدث تثبيط لحركة العضلات بالجسم حتى لا يتحرك الإنسان مستجيبا لظروف الحلم فقد يتحرك الإنسان بشكل حاد مستجيبا لما يعتقده حقيقة بالحلم كالقفز من جبل مثلا أو الاصطدام بسيارة ... ما يحدث بشلل النوم أو الجاثوم هو أن الإنسان يستيقظ أثناء هذه المرحلة فتحدث له هلاوس مرعبة يخالها واقعا بينما هي في الحقيقة حلم مشوه ... والشلل المصاحب لها هو في الحقيقة التثبيط الفسيولوجي الطبيعي للعضلات المصاحب لهذه المرحلة من النوم ... هذا ما يقوله الطب عن الجاثوم ...
أنا :
هل تعتقد بذلك؟ ... أي أن الراي الطبي هو الأصوب فيما يتعلق بالجاثوم ...
صديقي المفضل:
ههههههههههههه ... تسألني هذا السؤال وانت تعرف من أكون ... لا بالطبع ... هنالك جانب مظلم لكل شيء ... الجاثوم كما تعرفونه أنتم ... أو لويثان كما أعرفه أنا ...
...
لست أدري لما اخذت هاتفي حينها ... كنت ادخن بينما أتصفح بعض الأمور قبل أن تصلني الرسالة التالية ...
...
Sh :
أستاذ علي ... هل لي بسؤال؟ ... اني أتابع كتاباتك منذ فترة ... خصوصا روايتك كما قص علينا الشيطان ... لقد قرأتها كاملة ... و أريد أن أستفسر منك ... هل فعلا لديك صديق مفضل ؟ ... هل أنت حقيقي ...
...
التفت إلى صديقي المفضل وقلت له:
هل للأمر علاقة بما حدثتني به قبل قليل ... عن الجاثوم تحديدا ... أنت لا تذكر أمرا من باب المصادفة ابدا؟
صديقي المفضل:
كل شيء وارد يا صديقي ... هل سترد على رسالة السيدة Sh أم لا ...
أنا:
بكل تأكيد ... مادامت إحدى الاعبيك ... فلما لا ...
....
اخذت هاتفي و ...
Ali Al Halali:
typing ...#يتبع
أنت تقرأ
كما قص علينا الشيطان (الجزء الأول) مكتملة
Korkuقصص رعب قصيرة في رواية واحدة كبيرة ... حيث نستمع للقصص كما يرويها لنا الشيطان على لسان أصحابها ... و أحيانا بلسانه هو. كما قص علينا الشيطان، رواية رعب من قصص قصيرة في إطار رواية واحدة كبيرة. تنقسم الرواية إلى جزئين الليلة الأولى والثانية حيث يتم ب...