كما قص علينا الشيطان ... الحلقة الثلاثون ... الجزء التاسع

161 15 33
                                    

عدت الى غرفتي لاخذ هاتفي ومفاتيح السيارة ... كان هناك صديقي المفضل مع ثلةٍ من الحمقى الاغبياء الذين لا يعرفون شيئاً ... لم أنم جيداً بسببهم وبسبب صديقي المفضل الذي ظل يحدثهم طوال الليل .. أي حمقى أغبياء يأتون ليزعجون رجلاً نائم .. لا يهم .. سيدفعون ثمن كل ذلك بالتأكيد ...
أخذت المفاتيح ونظرت لصديقي المفضل وقلت له :
عندما أعود لا أُريد رؤية أحدٍ منهم كما أخبرتك ..
فأجابني وهو يضحك ضحكةً ساخرة :
لا تقلق .. كالعاده لن تجد اي آثرٍ لأحدٍ منهم ...
وخرجت من المنزل ..

#كما_قص_علينا_الشيطان
#الحلقة_الثلاثون
#الجزء_التاسع
#السيدة_أ

وصلت إلى مقر عملي وتوجهت إلى ذلك الإجتماع الممل الذي عليَّ أن أحضره كالعادة .. أخترت مكاناً بعيداً كي لا يلاحظ الحاضرين النعاس الظاهر علي .. ولا يحرجني أحدهم عندما أغفو قليلاً .. فلم أنم جيداً البارحة بسبب صديقي المفضل والأغبياء الذين أحضرهم .. صحيحٌ أنني نمتُ لبعضِ الوقت ولكنني كنت صاحياً طوال الليل ولقد سمعتُ الحديثَ كاملاً .. ربما بعض المقاطع فاتتني عندما كنت أطلق سمڤونيتي المفضلة ( شخيري ) لكني سمعت كل شيء .. مسكينة هي السيدة أ ..

تأكدت بأن لا أحد يراني .. أسندت ظهري على الكرسي مدعياً أنني أقرأ الورق الذي أمامي وأغمضتُ عيناي لأخذ قيلولةً .. لقد كان النعاس شديداً وكنتُ أحس بثقلٍ على جفناي يجعلهما ينغلقان رغماً عني، وبدأت أتذكر حديث صديقي المفضل عن السيدة أ إلى أخر ماسمعته عندما أخبرها بأنها أمام خيارين .. قتل زوجها لتنهي معاناته .. أو التضحية بنفسها ويعيش هو .. وبدأت أتخيل ماذا سيحدث ...

بالتأكيد ستقرأ السيدة أ رسالة صديقي المفضل مراراً وتكراراً وهي تبكي لأنها تدرك بأن عليها إختيار أحد أمرين كلاهما مُر .. إما زوجها أو هي .. كان الأمر صعباً عليها جداً .. فأي خيارٍ ستختار ؟؟
فكرت وفكرت كثيراً كثيراً .. وكانت تقرأ الرسالة مرةً تلو أخرى ..

كانت عليها أن تختار ..
هي أم هو
هي أم هو
وعادت قراءة تطبيقات التضحية مراراً .. وبعد مدة من التفكيل المستمر والقراءة أستقرت على أمرٍ واحد .. لقد كان أمراً خاطئاً من البداية بإعادته للحياة .. التلاعب بالقدر أمورٌ لا يجب الإقترابُ منها وإستخدام السحر الأسود ليس بالأمر الصائب .. لقد كان خطأً منذ البداية .. لقد عذبتهُ وعذبت نفسها .. لقد كان الخيار الأكثر منطقيه هو إنسانٌ ميتٌ أصلاً ويجب أن يعود إلى الموت .. ليس لأنها لا تحبهُ ولكن كان هذا الخيار الأكثر صواباً ..

قرأت الطقوس .. عرفت طقوس قتله وطقوس التضحية بنفسها جيداً الآن .. كانت الطقوس بسيطة بالنسبة لهُ فعليها طعنهُ بالقلبِ طعنةً نافذةً وسينتهي الأمر .. أما إن كانت تضحي بنفسها فعليها أن تنحر عنقها وهي فوقه لتتساقط دمائها مباشرتاً عليه .. وبتلك الطريقة يعيش هو بوضعٍ طبيعي .. فلا يمكن التلاعب بالموت ولا يمكن تغيير القدر .. فإذا أعدت أحدهم للحياة يجب أن يعود مجدداً أو يعود أحداً سواه .. لقد كانت تحبه كثيراً .. نعم .. ولكنها لن تضحي بروحها من أجله .. الحب تضحيةٌ ولكن ليس بهذه الحالات لأن الأمر كان خاطىءً منذ البداية وعليها أن تصححه وقد نوت على ذلك .. كانت تعرف بأنه بالتأكيد مستلقٍ في الغرفة اللتي أغلق على نفسه فيها .. فتوجعت إلى المطبخ وأخذت سكينةً كبيره .. فعليها إنهاء الأمر وتصويب ماقامت به .. عليها أن تعيده إلى حيث مكانه الحقيقي .. في العالم الأخر ..

كما قص علينا الشيطان (الجزء الأول) مكتملة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن