كما قص علينا الشيطان ... الحلقة التاسعة عشرة ... الجزء السابع

191 22 17
                                    

الغاية تبرر الوسيلة ... من كتاب الأمير ل مكيافيلي

#الفتاة
#The_Girl
#الحلقة_التاسعة_عشرة
#الجزء_السابع

يرويه م ج ...

لكي أدخل عقل أحدهم و أجوب فيه عبر الأثير  ... في أي مكان يكون  ... كان يلزمني شيء يخصه  ... ولو بسيط جدا  ... أسمه مثلا  ... معلومة عنه  ... كلمة قالها  ... أو كلمة قيلت له  ... أغمض عيناي وأفكر به  ... فأجد نفسي في بين خواطره وأفكاره في دماغه الهلامي والرمادي  ...

عندما رأيت تعليق ر أ على منشور ع ح وهي تقول هذه قصتي  ... عرفت بأنها الغاية المنشودة  ... صاحبة القصة الموعودة  ...

لم أدرك إنها الموعودة فورا  ... بل عندما حاولت أن اتحكم بها ... كان تعليقها كافيا  ... ليرشدني إليها حيث ما تكون  ... قلت لنفسي لو كانت الموعودة سأعرف فورا عندما أسيطر عليها  ... وسأقتلها بكل سهولة ...

هذه قصتي  ... كانت آخر ما افكر فيه قبل أن أغلق عيناي  ... سواد حالك  ... وكأني أرى الكون بلا نجوم  ... ثم بدأت النجوم تضيء  ... كل ضوء كان يمثل عقل شخص ما أو كائنا ما  ...

هذه قصتي ...
فكرت أكثر بكلماتها  ... فوجدت نفسي و كأني أحلق بسرعة الضوء في ذلك الكون الذي لا وجود له ... بسرعة الضوء عابرا بين ملايين النقاط المضيئة  ... كأنها خارطة لتفكير كل من يمتلك عقلا  ... خارطة كان مفتاحها  ... كلمتان  ... هذه قصتي ...

و وجدتها أخيرا  ... في الأفق  ... ك شمس مضيئة  ... أدركت أنها هي  ... هذه قصتي  ... إنها هي بلا شك  ... إن كانت الموعودة  ... فإن الأمر أنتهى قبل أن يبدأ  ...

وحين اقتربت منها  ... حصل ما لم يكن متوقعا  ... الضوء بدأ يتوهج  ... أكثر ف أكثر  ... وكأنه ألف ألف نجم ينفجر  ... لم أكن أستطيع الإستمرار  ... فتحت عيناي وكأني صحوت من كابوس مزعج  ... كنت أتعرق بشدة  ... لفحات من ذلك الضوء ظهرت على جسدي ك حروق هنا وهناك  ... هناك ما يحميها مني  ... ويمنعني من السيطرة عليها  ... لأول مرة يحصل أمر كهذا معي  ... إنها الموعودة  بكل تأكيد  ...

تأكدت بأنها الموعودة  ... لكن برغم كل قدراتي لم أستطع الوصول إليها  ... ر أ إسم مستعار بكل تأكيد ... لا معلومات شخصية عنها في الشبكة العنكبوتية ... دخلت عقول كل أصدقائها الافتراضيين ... لا أحد يعلم عنها شيئا سوى إسمها المستعار ر أ  ... لما لم أدخل و أجول في عقل الكاتب المبتدئ ع ح صاحب كاتب القصة ... لست أدري  ... وقتها لماذا  ... ربما لكوني متأكد من أنه لا يعلم عنها سوى أول حرفين من إسمها المستعار ر أ ...

فكرت بطريقة بديلة  ... أن أجوب الشبكة ل أعلم من نطق أو كتب إسمها المستعار ر أ بشكل عام في الشبكة المعلوماتية  ... وعندما كان ذهني يجوب الألياف الضوئية  ... وجدت مالم يكن في الحسبان  ... لست وحدي من يبحث عن ر أ الآن  ... هناك الكثير من الجهات والأشخاص  ... والكائنات  ... يبحثون عنها أيضا  ... لذا لا أثق بقرارات النساء عموما  ... الموعودة  ... رغم أنها موعودة ومختارة  ... إختارت أن تثرثر الشخص الخطأ  ... ذلك الذي يتحدث كثيرا ويفعل أقل ... كتب قصتها  ... والأدهى من ذلك أنها علقت برد عليه بقولها هذه قصتي  ... لقد علم الآخرون بالأمر  ... لقد ابتدأ الصيد والعد التنازلي كذلك  ... لن تكون ر أ الا لي ... لن يقتلها سواي

لكن كيف أصل إليها  ... حتى أولئك الذين يبحثون عنها لم تكن لديهم أدنى فكرة  ...

دائما ما يرتكب أحدهم خطأ ما  ... وسترتكب هي أو أحد معارفها خطأ ولو صغيرا  ... لكنه كافيا  ...

رحت أبحث عنها مجددا  ... أغمضت عيناي  ... راح عقلي يجول بين كل تلك الأرقام المكونة من رقمين 1 و 0   ... لا يعلم جمال العالم الرقمي إلا من رآه حقا من داخله  ... شيء يماثل ما قد تراه في سلسلة أفلام Matrix ...

كل ما يتعلق بحساب ر أ  ... كل شيء يخصها  ... الاعجابات و التعليقات والردود والمنشورات و و و و الخ  ... سواء ما كان يخصها أو يخص غيرها  ... كنت أجوب في أفكار كل من تفاعل معها بأي شيء ... كانت النتيجة نفسها  ... لا يعلمون شيئا عنها سوى الاسم ر أ  ... وأنها غريبة الأطوار أيضا  ... هل تكون ر أ مجرد شبح لا وجود له  ... أو ذكاء إصطناعي خارق للعادة  ... لا  ... لقد حاولت أن اخترق عقلها وفشلت  ... أنها حقيقية لا محالة  ... وفي خضم كل تلك الأفكار التي تعصف بي ... وأفكار الآخرين التي أقرأها  ... رأيت إعجابا خجولا  على أحد تعليقات ر أ  ... كان أول و آخر تفاعل من صاحبة الحساب لشيء يخص ر أ  ... وبغريزة المفترس  ... أدركت بأن الطريق إلى ر أ  يبدأ من هنا ...

دخلت إلى عقل صاحبة الإعجاب الوحيد ... وكما توقعت ... غلطة الشاطر ب ألف  ... لقد كانت إحدى قريبات ر أ  ... أختها على وجه التحديد  ... ومن خلال قراءة أفكارها  ... عرفت إسم  ر أ الحقيقي  ... وأين تسكن  ... وكل ما يخصها من وجهة نظر أختها  ...

لقد ابتدأ الصيد  ... و كصياد مفترس أرتديت حلتي السوداء المفضلة  ... إذا كنت لا أستطيع اختراق عقل ر أ والسيطرة
عليه  ...

فالخيار التقليدي هو البديل  ... إختراق القلب أو الدماغ بضربة واحدة مباشرة  ... الجائزة الكبرى من نصيبي  ... وستكون قدراتي لا حدود لها ... وكما قال ميكافيلي  ... الغاية تبرر الوسيلة  ... وهل هناك غاية أهم من دماء ر أ و روحها  ...

#يتبع

كما قص علينا الشيطان (الجزء الأول) مكتملة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن