كما قص علينا الشيطان ... الحلقة الخامسة

521 48 40
                                    

#Hunger_Hunger
#الحلقة_الخامسة
لكلا منا مميزاته وعيوبه ... خيره وشره ... سلبياته إيجابياته ... وأحيانا لا يجب علينا محاولة تغيير ذلك الجانب المظلم منا بل التعايش معه

أنا ... شخص كبقيتكم ... بشري ... لست بملاك ولا شيطان ...

أدعى ادريس جباري أحب المرح والضحك ... البسمة لا تغادر وجهى وأحب أن أصنع الإبتسامة على وجوه الآخرين ... أعتقد بأنكم تعلمون ذلك سلفا ...

لا ليس المرح والمزاح والضحك ما قد يكون جانبي المظلم ... كما يعتقد البعض ... بل الجوع

الجوع ... سيقول أحدكم ... كلنا نشعر بالجوع ... وهو إحساس طبيعي ... وقد يقول آخر ... ربما أنا شره للطعام وليس ذلك صحيحا أيضا ...

لدي جوع من نوع غريب ... ل أطعمة غريبة وغير معتادة ... تنتابني الرغبة أحيانا ... لكني أتمالك نفسي و اعوض عما أرغب به ب أطعمة مشابهة لما أشتهيه ... واحيانا أصبح مهووسا ... وافقد السيطرة على نفسي

أن ذلك الهوس ... وذلك الجوع ... جعل مني شخصا إنعزاليا في الواقع ... لذا أعوض عن ذلك هنا في العالم الأزرق ... وذلك الجوع ... سبب رئيس في تركي للبلاد وتفضيل الغربة ... ليس الأمر مسألة مادية ... بل ل أكون بعيدا عن من أحب ...

كانت آخر حالة هوس لي قبيل ستة أشهر ... ستة أشهر مرت بسلام ... لكن اليوم ... بدأ ذلك الإحساس ينتأبني ... أريد أن اكل ما تشتهيه نفسي ... كنت أعلم أن الهوس سوف يسيطر علي ... قررت أن أغادر مكان عملي وعدت إلى سكني ... وعند خروجي سألني زميل عمل مقرب بي لما أنا مغادرا باكرا ... فأخبرته بأني لست على ما يرام ... وغادرت سريعا

كان سكني عبارة عن شقة صغيرة ... غرفة نوم وغرفة معيشة ... حمام ومطبخ صغيرين ... الملابس متناثرة في كل مكان ... كحال معظم المغتربين الشباب

أغلقت باب الشقة ... توجهت إلى المطبخ الصغير ... حاولت أن أجد ما يطفئ جوعي و نهمي ... كنت أتصبب عرقا ... ويداي ترتعشان ... بدأ الزبد يظهر على جانبي فمي ... الا تفهمون أنا جائع ... وجائع جدا جدا

وجدت بعض المعلبات ... سردين ... سمك تونة ... فتحت العلب وكنت أكل بكلتا يدي ... علبة تتلوا علبه ... لكن جوعي لم ينطفئ ... لا قلق سأظل في شفتي حتى يغادرني ذلك الهوس فهو يأتي ويذهب

قد يقول أحدكم لما لا أذهب إلى الطبيب ... لا أعتقد بأن أي طبيب لديه معرفة أو علاج لحالتي ... فأنا جائع ...

طق طق طق

هناك من يطرق الباب ... تبا هذا ليس بالوقت المناسب ... فأنا جائع ... ولا أريد أن يراني أحدا بهذه الحالة ...

- من في الباب ؟
- أنه أنا ... أحمد يا ادريس

تبا أنه زميل عملي المفضل ... ما الذي أتى به الآن ... لا مباراة اليوم فما الذي أتى به ...

- أحمد ... أنا مرهق الآن ولا أريد رؤية أحد
- ادريس .. أفتح الباب أنا هنا ل اطمئن عليك فقط ... أنا قلق عليك ...

يا الهي هذا ليس وقتا مناسبا يا احمد ... ما الذي أتى بك أيها الأرعن ... حاولت أن اتماسك ... لما لا ... سأتماسك لدقائق ريثما يرحل ... مسحت الزبد من جانبي فمي وغسلت وجهي ... وفتحت الباب

- ادريس ... ما بك لقد قلقت عليك
- لا تقلق يا احمد ... مجرد إسهال شديد
- لأنك تأكل كل شيء ... وكل ما تراه أمامك
- المهم انا بخير ... لا تقلق ... أنا جائع فحسب
- ادريس ... اذا لا مشكلة ... إذا سائت حالتك اتصل بي وستجدني عندك على الفور ... هل لي ببعض الماء؟
- ستجده في المطبخ ...

وفيما ذهب أحمد ليشرب الماء بدأت يداي ب الأرتعاش ... والعرق يتصبب من جبهتي ... وعاد الزبد ليظهر على فمي ... أنا جائع ... وجائع جدا ... فما الذي أتى بك يا احمد ... احمد الذي ظهر فجأة أمامي

- ادريس ... ما بك ؟ هل تعاني من مرض ما ؟ يجب أن آخذك إلى المستشفى ...
- أحمد انا بخير ... ارحل الآن ... أنا جائع فقط
- لن أتركك وأنت في هذه الحالة يجب أن نذهب إلى المستشفى

اقترب مني الأحمق ... وحاول أن يجرني من يدي ... أمسكت مطفئة السجائر من على الطاولة ... وغريزيا ضربتها على رأسه ... سقط على الأرض ... وهو يصرخ ... قفزت فوقه وعدت اضرب رأسه مجددا ... ثواني قليلة قبل أن يفقد الوعي ... والدماء تسيل من رأسه بغزارة ... أحمد أيها الغبي ... لقد أخبرتك بأنه يجب عليك الرحيل ... احمد أيها اللذيذ ... وبدأت انهش لحمه وهو حي ... أنا جائع ... ولايطفئ جوعي سوى اللحم البشري ... لقد مرت ستة أشهر ... ست اشهر منذ آخر بشري اكلته ... و ست اشهر فترة طويلة ... شكرا لك يا احمد ... فالصديق وقت الضيق

كما قص علينا الشيطان (الجزء الأول) مكتملة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن