كما قص علينا الشيطان ... الحلقة الحادية عشرة

396 46 43
                                    

#الحلقة_الحادية_عشرة
#Sunglasses

أولئك الذين يخشون النور يعيشون في الظلام ...
العهد القديم

الفصل الأول  ... المحكمة

كانت واحدة من أغرب القضايا التي شاهدتها في حياتي  ... دائما ما نسمع أن زوج قتل زوجته  ... أو العكس  ... وغالبا ما يكون للأمر علاقة بخيانة أو شك  ... أو زوجة ثانية  ... لكن هذه هي المرة الأولى التي تقتل فيها الزوجة الزوج  ... لانها تعتقد أنه مصاص دماء !

كانت جلسة النطق بالحكم  ... وكما توقع الكثير  ... فإن حبل المشنقة كان ينتظر الزوجة التي تقبع خلف القضبان  ... كيف بدأ الأمر  ... دعني أقص لكم الحكاية من بدايتها

الفصل الثاني  ... قبل عام من المحاكمة  ... sunglasses ... يرويه لنا أ ط

اسمي أ ط ... مغترب ... ك أغلبية هذا الشعب المكلوم  ... تعرفون كيف هي حياة الغربة  ... عمل طوال الأسبوع  ... غسيل الملابس يوم الخميس  ... الجمعة أقضيه نائما  ... ويعود ذات النظام الأسبوع التالي ف الذي يليه  ...

كانت بداية أسبوع جديد  ... يوم السبت  ... اليوم اللعين  ... بداية الأسبوع و الدوام  ... لا عجب في أنه اليوم المقدس لليهود  ... إستيقظت بالكاد  ... حاولت فتح الستائر لكن ضوء الشمس أحرق عيناي  ... أغلقت الستائر  ... توجهت إلى الحمام  ... نظرت إلى المرأة  ... كانتا حمراوتان كالدم  ... أنهما ملتهبتان بلا شك  ... تأثير السهر والنظر إلى شاشة المحمول لساعات  ... اتصلت ل مديري وأخبرته بأني لن اذهب إلى العمل اليوم ... وأكملت نومي

اليوم التالي كان كسابقه  ... بالكاد صحوت  ... ضوء الشمس يزعجني كثيرا  ... لا أستطيع أن اخذ اليوم إجازة ك الأمس  ... ارتديت نظارة شمسية كنت أمتلكها  ... لم تكن أشعة الشمس تزعج عيناي فحسب بل كل ما وصلت إليه من جسمي  ... وجهي وعنقي  ... ويداي  ..  ركضت نحو سيارتي وكأني أهرب من المطر  ..  وأنطلقت إلى عملي  ... ولحسن حظي كان زجاج سيارتي معتما

في عملي أيضا لم أستطع خلع النظارة الشمسية على الرغم من أن لا ضوء شمس يتسلل إلى مكتبي  ... لكن ضوء الإنارة كان يزعجني  ... ضحك علي كثير من زملائي  ... لما ترتدي نظارة شمسية في المكتب يا أ ؟ أخبرتهم  ... فنصحوني  ... يجب عليك زيارة طبيب في أسرع وقت  ...

بعد زيارة أكثر من طبيب عيون وجلد  ... وكثير مت الفحوصات  ... وعدد أكثر من الممرضات اللواتي سحبن الدم مني ... لم يستطع الأطباء التوصل الى سبب المشكلة  ... التفسير الوحيد هو فرط حساسية من أشعة الشمس نتيجة نقص في الفيتامينات والإرهاق والسهر ... اعطوني كثيرا من الحبوب الملونة  ... قطر للعيون  ... كريمات للجلد  ...

غيرت دوامي من الفترة الصباحية إلى المسائية  ... حاولت الابتعاد قدر ما أستطيع عن ضوء الشمس حتى تتحسن حالتي  ... لكن الأمر زاد سوء  ... وعلى العموم من الأحمق الذي يحب أشعة الشمس الساطعة  ... أليس الليل جميلا  ... خصوصا اذا لم يكن القمر بدرا

مع تلك الأعراض  ... أصبت بفقد شهية أيضا  ... بالكاد أتناول الطعام  ... لقيمات قليلة لتبقيني على قيد الحياة  ... نقص وزني كثيرا  ... و أبيض لون جلدي  ... في إحدى الليالي شعرت بجوع شديد  ... لم يكن لدي شيء يؤكل ... خرجت إلى الشارع  ... كان الوقت متأخرا  ... لا بقالة قريبة مفتوحة  ... مشيت قليلا حتى وجدت واحدة مفتوحة  ... دخلتها  ... لم يلفت نظري كل تلك المعلبات والقناني  ... أو الفواكة الطازجة  ... لفت إنتباهي الشريان السباتي للبائع وهو يقف خلف الطاولة  ... كنت أسمع صوت جريان الدم وهو يجري فيه !

الفصل الثالث ... قبل ستة أشهر من المحاكمة  ... العودة ترويها لنا ز ج ...

ك زوجة مغترب  ... كانت الحياة تتوقف عند غيابه وتعود عند عودته وكأن الزمن يتوقف  ... كنت أنتظر عودته بفارغ الصبر  ... زيارة أو زيارتين في العام ... كانت محور حياتي  ... وبقية العام إنتظار مقيت للزيارة التالية  ...

لكن عودته هذه المرة كانت مختلفة  ... لقد عاد هزيلا شاحبا  ... يرتدي نظارة شمسية طوال الوقت  ... لا يخرج نهارا  ... بل يظل نائما  ... ويظل صاحيا طوال الليل  ... لا يأكل كثيرا  ... بل لا يأكل مطلقا  ... ما الذي أصاب زوجي  ... أخبرته بأن يذهب إلى الطبيب فأجابني  ... لا يعلم هؤلاء الحمقى أي شيء ...

في إحدى الليالي فيما كنت احاول أن أنام  ... كان هو يتجول في المنزل بغرابه  ... سمعت باب المنزل يفتح ثم يغلق  ... ترى أين ذهب  ... هل هو متزوج ب أخرى  ... انتظرت عودته ... وعندما عاد كان يمسك في يده قطه ... قطة ميته  ... يبدو بأنه نحرها فقد كان الدم يسيل من جرح غائر في عنقها  ... لكن الأكثر غرابة  ... كان الدماء تسيل من جانبي فمه  ... وتملاء عنقه وأعلى قميصه  ... وعندما سألته ما الذي حدث ... حاول أن يهدأ من روعي  ... وأخبرني أن لا شيء يستحق الذكر  ...

تكرر الأمر  ... في كل ليلة يغادر ... ويعود والدماء  ... تسيل منه ... ليست دمائه بالتأكيد  ... الأمر واضح ولا يحتاج إلى مزيد من التفسير  ... كانت عيناه تلمع ليلا ك ذئب جائع  ...

هل تعلمون أي خوف كنت أعيشه  ..  ومن ينام بقربي  ... زوجي  ... أصبح وحشا نهما للدماء  ... كنت أغلق الباب على أطفالي ليلا عندما يصحوا  ... و أنام وبجواري سكينا كبيرا  ... يا إلهي متى سينتهي هذا الكابوس ويرحل

غادر في إحدى الليالي كعادته  ... وعاد متأخرا  ... يبدو بأنه لم يجد ضحية الليلة ... عاد وكأن شيطانا تلبس به ... عيناه كانتا حمراوتان كالدم  ... حاول الاقتراب مني ... باشرته بعده
طعنات أردته قتيلا على الفور  ...

الفصل الرابع  ... المحاكمة  ...

كما أخبرتكم كانت أغرب القضايا التي شاهدتها في حياتي ... تشريح الجثة أظهر بأن القتيل كان مصاب بفرط تحسس قوي من أشعة الشمس  ... وهي حالة مرضية نادرة  ... التشخيص النفسي للزوجة أثبت بأنها تعاني من الوسواس القهري  ... لا الزوج كان مصاص دماء كما تخيلت الزوجة  ... بل كان مريضا كحسب  ... هذا ما يبدو وما أقتنع به القاضي  ... الذي أمر بوضع الزوجة في مصحة نفسية لتلقي العلاج المناسب ولم يصدر أي حكم عليها  ...

كنت هنالك في آخر جلسة  ... أجلس في آخر القاعة ... لم يتعرف أحد علي  ... شعر راسي أكثر طولا ... وكذلك لحيتي  ... كما أني كنت أرتدي نظارة شمسية  ... فكما تعلمون  ... فأشعة الشمس تحرق عيناي  ... همم ... وبالطبع فإن بضعة طعنات ليست كفيلة بقتل ... مصاص دماء 😎

كما قص علينا الشيطان (الجزء الأول) مكتملة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن