كما قص علينا الشيطان ... الحلقة السابعة والعشرون ... الجزء الرابع

137 19 36
                                    

عَزَازيل
عَزَازيل

إن ناديته بإسمه يأتيك  ...

عَزَازيل
عَزَازيل

للشيطان ألف اسم والف وجه

#الحلقة_السابعة_والعشرون
#الجزء_الرابع
#غيداء

دخل ذلك الرجل المتشح بالسواد غرفة غيداء رفقة أخويها بينما وقت أختها و والدتها على بال الغرفة من الخارج  ... كان منظر غيداء يبعث على الشفقة  ... كانت مربوطة ب أحكام إلى سريرها  ... كانت الدماء تسيل من معصميها و كاحليها بسبب محاولاتها المتكررة لتخليص نفسها  ... وعندما شاهدت الباب يفتح وذلك الرجل الغريب يدخل عليها بدأت بالبكاء ... فما كان من الرجل المتشح بالسواد إلا أن يهدأ روعها بقوله:
أطمئني لن يصيبك سوى  ...
سحب كرسيا وقعد بقرب سريرها  ..  وبدأ يحدثها بهدوء  ... وهي ترد عليه بخوف وتشكو له مما قام به اهل البيت من تصرفات ضدها  ... هدا روعها فبدأت تتكلم بهدوء معه ... أنها لا تعتقد بالأمر  ... ولا بد وأن أهلها كذلك  ...
..
أخرج ذلك الرجل سيجارة أخرى قبل يشعلها ويضعها على فمها ... ثم استقام عن كرسيه و وجه حديثه ل أهلها  :
كل شيء طبيعي  ... الفتاة لم يمسسها سوء ... اما أن تكون مصابة بالفصام  ... أم أنكم تعانون من هلوسة جماعية  ... من الممكن أن أحدا ما وضع لكم عقار الهلوسة في الماء مثلا ...
قاطعه أخيها الأكبر:
عما تتحدث  ... لقد رأيت ملامح وجهها تتغير  ... لقد تحدث شيء ما بصوتها لكنها لم تكن هي ... قبل مجيئك كان يصرخ بصوت شيطاني ... عزازيل عزازيل  ...
....
هررررررررااااااء ... صرخت غيداء بصوتها هي وهي تحاول أن تفك وثاقها قبل أن تكمل محدثة أهلها والرجل:
اي مجانين أنتم ... متى تغيرت ملامح وجهي أو صوتي ... ستتسببون في قتلي يا مجانين  ..
ثم بدأت غيداء بالبكاء  ... ساد الصمت قليل ... قبل أن يقول الرجل المتشح بالسواد :
لنا ساعة تقريبا  ... ولم أرى شيئا غريبا  ... تعرضون ابنتكم للتعذيب ولا أرى اي سبب ... بعض المصابين بالفصام قد يتحدثون بصوت آخر  ... أتذكر حالة لفتاة تدعى هاجر  ... عانت من حالة فصام شديدة وهي الآن في منزلها بعد أن تلقت العلاج ...
هرررررررااااء  ... صرخت غيداء مرة أخرى وهي تبكي وتقول:
يظن أهلي بأني مصابة بالمس بينما أنت يا أحمق تظن بأني مجنونة  ... هررررررااااء  ...
ثم عادت للبكاء بطريقة هستيرية ... توجه ذلك الرجل المتشح بالسواد نحو باب الغرفة  ... وقال ل أهلها :
عليكم اخذها لزيارة طبيب نفساني  ... اذا كنتم حقا سمعتموها تتحدث بصوت غير صوتها أنها حالة فصام بكل تأكيد  ... إنتهى عملي هنا دعوني أغادر من فضلكم  ...
...
كانت غيداء تبكي بحرقه  ... هي ليست مجنونة بالتأكيد  ... ولم يصبها اي مس هي لا تؤمن بذلك أساسا  ...
...
وقبل أن يخرج ذلك الرجل من الغرفة التفت ل غيداء قبل أن يرفع يده اليسرى في الهواء ويطرقع إصبعيه  ... وحينها كل شيء توقف ...
...

عَزَازيل
عَزَازيل

إن ناديته بإسمه يأتيك  ...

عَزَازيل
عَزَازيل
....
توقف كل شيء  ... حتى عقارب الساعة المعلقة  ... اهل غيداء تجمدوا في أماكنهم  ... كل شيء توقف ما عدا إثنان  ... كان الرجل المتشح بالسواد معطيا ظهره لغيداء قبل أن يبدأ رأسه ب الإستداره ١٨٠ درجة دونما ان يحرك جسده  ... وعلى السرير  ... كانت غيداء ... لكن كما لم نعرفها من قبل  ...
...
عيناها اصبحتا حمراوين كالدم  ... أسنانها كانت عبارة عن أنياب حادة  ... بشرتها أصبحت بيضاء  ... كبياض الموتى  .. وبدأ من بداخلها يتحدث مجددا  ... بذلك الصوت الخشن وكأنه صوت زئير أسد:
عزازيل  ...
في المقابل لم يعد هناك رجلا متشح بالسواد كان هناك عبارة عن دخان اسود بهيئة بشرية:
لما ناديتني ولم تنجز مهمتك بعد أيها الخَيْتَعُور
حاولت غيداء  ... أو من يسكنها الخلاص من وثاقها قبل أن تعاود الحديث بذلك الصوت:
لم اكن اعلم من هي حقا  ... ظننتها الموعودة  ...
اجابه عزازيل :
أيها اللعين  ... ستبقى في جسدها ما حييت هي وستموت معها  ...
....
طق صوت طرقعة أصبع  ... قبل أن يعود كل شيء إلى ما كان عليه ... الرجل المتشح بالسواد يتجه نحو باب المنزل ويهم بالمغادرة ... غيداء تبكي وتصرخ أنا لست مجنونة  ... يحاول أهل غيداء إيجاد تفسير لحالة ابنتهم  ... هل هي مريضة بالفصام فعلا  ...
#يتبع

كُلُّ أُنثَى وإنْ بَدَا لك منها آيَـةُ الحُبِّ حُبُّـها خَيْتَعُور

كما قص علينا الشيطان (الجزء الأول) مكتملة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن