كما قص علينا الشيطان ... الحلقة الثالثة والعشرون ... الجزء الرابع

163 20 24
                                    

- ألم تلاحظ تغييرا على صديقك حسام في الآونة الأخيرة؟
- بلى لقد أصبح منعزلا قليل الحديث ...
- بكل تأكيد فما مر به ليس سهلا  ...

لقد كان صديقي المفضل صادقا  ... لقد تغير حسام كثيرا  ... وماذا عني ... وماذا عن صديقي المفضل الذي لا يظهر إنعكاسه في المرآة الآن؟!

#الحلقة_الثالثة_والعشرون
#الجزء_الرابع
#حسام

اليد الشيطانية إستحوذت بقوتها على يد حسام ... الذي حاول جاهداً أن يفك أسر يده ... في كل محاولاته المستميتة للتحرير كانت يد الشيطان تمسك به أكثر  ... يبدو ان حسام وبشكل تدريجي بدأ يدرك بأن لا فائدة من المقاومة  ... حاول أن يكسر المرآة بيده الأخرى ... لتمسك بها اليد الشيطانية الثانية

نظر حسام برعب لكلاتا يديه  ... لقد ظهرت فيهما عرووق سوداء كغابة مظلمة ...  راقب تلك العروق التي بدأت بالإنتشار على ذراعيه ... مثل شجره عليق مسابقة ... إلى ان وصلت لقلبه  ..  فجأة رفع حسام رأسه لينظر بالمرآه ... إبتسامه إنتصار شيطانيه في وجه لا ملامح له ... ونظرات يكاد قلبه أن يتوقف رعبا منها ... تحرك رأس حسام بشكل دائري على جسده ...  لقد إستحوذ عليه الشيطان ...

وفيما كان حسام يتحول تدريجيا إلى نسخة من شيطان المرآة  ... كان الشيطان يتحول تدريجيا إلى نسخة من حسام  ... الذي أدرك أن الأمور إنعكست بشكل ما ... لقد أصبح حسام داخل المرآه  ... فيما كان الشيطان خارجها  ... لقد كان حسام وسيلة لخروج الشيطان من عالم المرآة و دخوله لعالمنا  ...

الموقف مر على حسام كساعات  ... لكنها لم تكن إلا ثوان في الواقع ... وما إن افلتت يد الشيطان يدي حسام  ... كان الأخير  ... محتجزا خلف المرآة ... بينما الشيطان خارجها ...

كان حسام يضرب المرآة  ... بكلا يديه محاولا الخروج منها ... بينما إنعكاسه ... طيفه  ... شيطان المرآة  ... يقف أمامها  ... من الجانب الآخر  ... هو يتأمل وجهه في المرآة  ... أنه وجه وسيم بحق  ... لقد احسن الشيطان الإختيار هذه المرة ...

ظل حسام يضرب المرآة بكلتا يديه حتى سالت الدماء منهما ... إن القوانين تختلف هنا في عالم المرآة  ... حيث سيبقى حسام محتجزا فيها إلى الأبد  ... بينما شيطان ما يعيش حياته هو ... كان حسام يصرخ ب أعلى صوته  ... لكن لم يكن أحدا يسمع صوته ...

وقف حسام يتأمل وجهه في المرآة كعادته كل صباح  ... كان من النوع الذي يهتم بمظهره كثيرا  ...  ابتسم لنفسه إبتسامة الرضا عن ذاته  ... لقد كان معتدا بنفسه كثيرا  ... نظر إلى الساعة ... لقد حان الوقت  ... وتحرك فورا خارج المنزل ...

لما لم تلتفت خلفك يا حسام لما لم تنظر في المرآة مرة آخرى يا حسام  ... لأنه لم يعد حسام

وفيما كان حسام يقود سيارته مبتعدا  ... كان إنعكاسه مازال على المرآة  ... يبكي ويصرخ ويضرب المرآة بكلتا يديه  ... و ينظر إلى الساعة في يده منتظرا متى يعود حسام ...

لقد كان خطأك يا حسام  ... لا تنظر للمرآة حين لا يجب أن تنظر  ... ولا تشح نظرك عنها عندما يجب أن تنظر  ..

#تمت

كما قص علينا الشيطان (الجزء الأول) مكتملة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن