كما قص علينا الشيطان ... الحلقة الرابعة و العشرون ... الجزء الثاني

167 21 56
                                    

- النساء  ... النساء  ... تعجبني أولئك النسوة اللواتي تتلاشى شجاعتهن عندما يشاهدن صرصورا  ... وخصوصا من النوع الذي يطير ...
- أو أفعى بداعي التقزز بينما ينظفن أحشاء خروف العيد بكل سرور وبعضهن يأكلن الكبد وهي نية ...
- أو ذلك النوع من النساء اللواتي يظن أن العلاقة مع الرجل هي كمناطحة الثيران  ... وينسين أن قوة المرأة تكمل الرجل والعكس  ...
- لنأجل نقد النساء الآن فلدينا قصة لنكملها  ... دعني أشعل سيجارة أخرى قبل أن تكمل

#الحلقة_الرابعة_والعشرون
#الجزء_الثاني

صحت هاجر صباحا  ... بعيون حمراء وجفون منتفخة ... فهي لم تنام طوال الليل ..  وكيف تنام مع صوت بكاء طفل بجوارك  ... لا لا هي ليست أما  ... ولا يوجد أطفال في المنزل أصلا  ... وفوق كل ذلك  ... اي نوع من الأطفال  ... يمتلك ست أصابيع  ... وبخراشيف بدل الجلد  ... ومخالب كالورل  ... لقد كانت آثار مخالبه السته الصغيرة واضحة على بطانيتها  ... وعلى جلدها أيضا  ...

و كالعادة  ... وكما هو متوقع من ست الحبايب  ... البخور  ... إغلاق النوافذ  ... أدعية  السحر والعين  ... إلخ  ...

تكرر الأمر  ... ليلة بعد ليلة  ... بكاء طفل لا وجود له ... ويد صغيرة شيطانية تحاول الوصول إليها  ... كان الأمر مرعبا  ... ولا حل له  ... لم يكن أمام هاجر سوى التعايش معه ... جربت ان تنام في مع والدتها  ... لكن بكاء الطفل أستمر  ... وبالطبع لم تكن تسمعه إلا هي  ... جربت المبيت في بيوت الأقارب  ... ذات الأمر  ... جربت أن لا تنام ... ذات الأمر ايضا  ...

وفي الأخير  ... تقبلت الأمر  ... على الرغم من خوفها الشديد  ... لكنها أدركت أن لا حل أمامها  ... وفي إحدى الليالي  ... لم يأتي ذلك الصوت  ... ولا الليلة التي تلت ... ولا التي بعدها ... ربما إنتهى الأمر  ... لكنه بالفعل بدأ للتو  ...

ومرت شهور  ... نست هاجر أو بالأصح تناست ما جرى  ... وفي ذلك اليوم كان هناك حفل زفاف ل إحدى قريباتها  ... كانت ليلة صاخبة  ... قررت هاجر ان تعود إلى المنزل فيما فضلت والدتها البقاء هناك ... وعندما عادت توجهت إلى غرفتها على الفور وحين أضأت الغرفة لفت نظرها ذلك الجسم الأسود الكبير الملفوف على نفسه فوق سريرها  ... لا ليس طفلا ... أو بشرا  لقد كانت أفعى أناكوندا سوداء كبيرة ... ذات عيونا حمراء كالدم  ...

صرخت هاجر  ... ب أعلى صوتها  ... قبل أن تتذكر بأن لا أحد في المنزل ... ولن يسمعها أحد  ... صراخها حفز أفعى الأناكوندا التي بدأت تزحف نزولا من السرير ب إتجاهها  ...

لحسن حظ هاجر أنها كانت قرب باب الغرفة ... جرت خارجة و أغلقت الباب بسرعة ... وبالمفتاح ايضا  ... سمعت صوت الأفعى وهي ترتطم على الباب  ... مرارا و تكرار وكأنها تحاول فتحة ... إلى أن توقفت الأفعى عن المحاولة وساد المكان هدوء تام  ... هدوء قاتل

جلست على الأرض تستجمع أنفاسها وتبكي  ... أولا ذلك الطفل الشيطاني  ... والان ما الذي أتى ب أفعى أناكوندا من ضفاف نهر الأمازون إلى غرفة نومها في الطرف الآخر من الكرة الارضية  ...

عليها أن تغادر المنزل فورا  ... نهضت وهمت بالخروج  ... لكن لحظة ... ما هذا الجسم الأسود الكبير الملفوف على نفسه الجالس امام باب المنزل من الداخل  .... أنها أفعى أناكوندا سوداء كبيرة ذات عيونا حمراء كالدم  ... تنظر إليها بسخرية ... وكأن هاجر تسمع ضحكة تلك الأناكوندا السوداء  ... قبل أن تزحف متجهة إليها  ...

لم تدري هاجر إلى أين تهرب  ... توجهت إلى دورة المياة و أغلقت الباب عليها  ... كانت الأفعى تضرب الباب من الخارج ... يمكنك تخيل الموقف هاجر التي تبكي بهستيرية في الداخل  .... وصوت ارتطام الأناكوندا على الباب ... وصوت أنيابها وهي تنغرس في الباب الخشبي  ...

هاجر ...
هاجر  ...
افتحي الباب  ...

ما هذا هل بدأت الأناكوندا تتحدث إليها  ... زادها الصوت رعبا وبكاء  ..

هاجر ...
هاجر ... افتحي الباب ...

الطرقات على الباب تتوالى  ... هاجر تصرخ وتبكي أكثر ... النداءات ترتفع ... هاجر  ... هاجر إفتحي الباب  ... الطرقات يرتفع صوتها قبل أن يخلع الباب من مكانه  ... صرخت هاجر وكأن روحها ستنزع  ... لكن لم يكن هنالك أفعى أناكوندا ... بل امها ومجموعة من الأقارب ينظرون إليها بخوف ... قبل أن تفقد هاجر الوعي  ...

كما قص علينا الشيطان (الجزء الأول) مكتملة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن