كما قص علينا الشيطان ... الحلقة الخامسة عشرة

334 34 42
                                    

#الحلقة_الخامسة_عشر
#قطة_أخرى_لعينة

لست أدري لما يكره بعض الناس القطط ... إنها سنوريات جميلة وذكية  ... رشيقة ... وفتاكة أيضا  ... ولست أدري أيضا لما يربط بعض الناس أيضا القطط ذات اللون الأسود ب الماورائيات والجن والشياطين  ...

سأروي لكم اليوم قصة قصيرة ... كنت شاهدة عليها  ... لا تتمحور القصة عني بل عن ص م ...

ص م إمرأة ثلاثينية  ... زوجة وربة منزل  ... تتمحور حياتها حول زوجها وأطفالها الأربعة  ... تحمل شهادة جامعية  ... تخرجت أيضا بمعدل مرتفع  ... لكنها فضلت العائلة على العمل  ... ولم يكن ينقصها شيء  ... فزوجها ميسور الحال  ... فلما العناء إذا  ... أن كل خرافات أحلام مستغانمي لا تعنيها بشيء  ... وليست ممن يرى الحياة تتمحور حول صراع الرجل والمرأة وضرورة أن تثبت المرأة مكانتها  ... فهي واثقة   ... من أن بضع كلمات ساحرة لزوجها تجعله خاتما في إصبعها  ... الرجال ك الأثوار  ... أقوياء لكن أغبياء في ذات الوقت  ... ولما تتصارع وجها لوجه مع ثور براية حمراء  ... بينما يمكنك جره ورائك بربطة من العلف ...

لن أصف جمالها فهذا شيء لا يعنيكم  ... أو أي أمور لا تخص قصتنا القصيرة  ...

من أنا ؟ ... إحدى صديقات ص م المقربات  ... وكما أسلفت  ... شاهدة على هذه الحادثة

كانت حياة ص م هادئة رتيبة لكنها كانت سعيدة  ... زوج محب و أولاد ك الملائكة  ... تسكن في منزل يلمكه زوجة في حي راق  ... منزل من طابقين  ... وفناء جميل  ... كان ذلك هو عالمها الصغير

بدأت الأحداث عندما أتى أولادها بقطة سوداء إلى المنزل  ... أغلب ربات البيوت لا يحبذن وجود قطط في المنزل  ... للنظافة سبب  ... ولكرههن للحيوانات سبب آخر  ... اما في حالة ص م كانت هنالك أسباب أخرى أيضا  ... هي لن تقبل وجود أنثى أخرى في المنزل  ... حتى لو كانت قطة ... لم يعجبها إهتمام أولادها بها  ... وعطف زوجها عليها  ... وكما قالت لي ذات مرة  ... قطة سوداء  ... إنها فال سيء  ... وقد تكون مسكونة  ...

كانت تخرجها دائما من المنزل  ... ليعديها أولادها خلسة  ... باب المنزل المفتوح على الدوام أصبح مغلقا بسببها ... كانت تكره رؤيتها  وهي تدور حول أقدام زوجها عندنا يعود أو يخرج من المنزل  ... وكأنها تودعه وتستقبله

صارحت زوجها بمخاوفها تجاهها وعدم إرتياحها لوجود قطة سوداء في المنزل  ... ضحك زوجها وقال لها  ... أتصدقين كل تلك الخرافات ... إنها مجرد حيوان أليف كما أن الأولاد يحبونها

اتخذت قرارا ستتخلص منها هي  ... لن يعلم أحد بما قامت به  ... دائما ما تذهب القطط المنزلية ولا تعود

حملتها في كيس قماشي  ... وفي سيارتها انطلقت مبتعدة عن المنزل  ... وفي حي آخر  ... أخرجت القطة من الكيس لتراها تجري خائفة قبل أن تختفي عن انظارها  ... مشكلة أخرى تم حلها  ...

وعندما عادت إلى المنزل  ... وجدتها أمامها تموء في الفناء  ... يبدو أن المشكلة أعقد مما كانت ص م تظن  ...

الأمر غير طبيعي  ... أليس كذلك  ... كيف عادت  ... هل تخبر زوجها ... سيسخر منها كالعادة  ...

إنها مسكونة  ... أو قد تكون شيطانا  ... لم تستطع ص م النوم ليلتها

في اليوم التالي اتصلت ب أخيها  ... الذي كان سيسافر إلى مدينة أخرى  ... أخبرته بأن يقدم إليها صنيعا  ... حمولة صغيرة  ... قطة سوداء في كيس قماشي  ... يحملها معه ويتخلص منها عندما يصل إلى وجهته

وتم الأمر  ... ونامت ص م كما لم تنم من قبل

في صباح اليوم التالي وبينما كانت تعد كوب القهوة لزوجها الذي ينتظر في فناء المنزل  ... سمعت المواء

مواء قطة سوداء  ... تدور وتدعك نفسها بين أقدام زوجها الذي ينتظر كوب القهوة

أفلتت  ص م كوب القهوة الذي سقط على الأرض قبل أن يتناثر لقطع صغيرة  ... ظلت لثوان بلا حراك قبل أن تخبر زوجها بكل شيء  ...

هههههههههههههه  ... لابد أن اخاك قرر التخلص منها في الشارع المجاور  ... فمن سيستحمل مواء قطة محتجزة وهو يقود ل خمس ساعات  .... لا شياطين ولا عفاريت في الأمر  ... ظننتك اعقل من ذلك  ...

الرجال  ... يظنون أنهم يفهمون كل شيء  ... أقوياء لكن أغبياء  ... لا وقت لديها للصراع مع ثور هائج  ... فظلت الصمت ... هنالك دائما حل

تركت زوجها يرحل  ... ودعت أطفالها قبل ذهابهم إلى المدرسة ... تركت باب المنزل مفتوحا  ... وعندما دخلت القطة  ... أغلقت الباب ... كانت بقية الأبواب مغلقة  ... في الصالة الواسعة الرخامية  ... لم يكن هنالك سوى ص م  ... و قطة سوداء حائرة  ... وساطور كبير في يد ص م

عاد زوجها في المساء  ... كانت ص م في انتظاره في الفناء  وبدأت تتكلم وتهذي  ... وتقول الكثير  ... نحيب و بكاء مع توسلات كثيرة  ...

وقفت على باب المنزل أتأمل ص م  ... وهي تحاول أن تتسلق قدم زوجي الجديد  ...

ما الذي جرى لقطتنا  ؟ أتمنى أن لا تكوني أنتي السبب ... سألني زوجي

إبتسمت ملىء فمي ... إبتسامة المنتصر  ... وقلت له ... لا بالطبع  ... أعتقد أنها مريضة فحسب  ...

كانت ص م تصرخ ب أعلى صوتها  ... لم تكن تستوعب الأمر بعد  ... لم يكن يفهم زوجي ما تقوله ص م ... بينما كنت أسمعها بوضوح  ... إنها أنا ص ... زوجتك ... لقد أخذت الشيطانة جسدي وأعطتني جسدها  ... أصغ إلي أرجوك 

بالطبع لم يستمع زوجي إلى إلا مواء قطة سوداء متعكرة المزاج  ...

تقدمت نحو زوجي و تأبطت ذراعه  ... لا تجعل حالة القطة تزعجك يا عزيزي  ... و وزرعت قبلة حنونة على خده 

اه من الرجال ... أقوياء لكنهم أغبياء  ... أما النساء ف ماكرات  ...

مسحت رأس ص م فكشرت أنيابها  ... مجرد قطة سوداء  ... لا عفاريت أو جان في الأمر  ... ص م ولا أحد غيرها  ...

من أنا ... مجرد صديقة ل ص م قد تزوركم يوما  ... على هيئة قطة ... أو شيء آخر

كما قص علينا الشيطان (الجزء الأول) مكتملة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن