الثمانين :

8 3 0
                                    


__________________________
بعد نصف ساعة من الان :

"كورتاچان."
أمام الباب الخشبي لبيت ليس بالكبير ولا بالصغير مكون
من طابقين متصلين بسلم داخلي ومحاط بحديقة دائرية صغيرة لطيفة ،
وقف الان ثلاث رجال مرهقين قلقين أمام بابه في إنتظار بعدما
تحدث ثانيهم في الطول،

وخلال ثواني بسيطة وبعد قول كورتچان ذلك ، فُتح الباب بواسطة
رجل من ملابسه سريعا ادرك جميعم ، وتأكد واحد منهم : أن من فتح لهم
من مافيا القيصر

، وقد وعلي كل حال لم يتفاجيء أيهم،

وبعد ثواني بسيطة أخري، وبعد أن تفقد رجل المافيا
الذي تقدم ملابس الرجلين اللذان فقط اكتفيا بإرتداء معاطف الدمي التي قتلوها فوق اقمصتهم الملطخة، أوميء صاحبنا سامحا لهم بالعبور ، بينما بالفعل كان قد سمح لكورتاچان الذي دخل بالفعل منتظرا ،

الان وداخل ممر بسيط يقود للداخل ، سار رجل المافيا أولا في هدوء
ثم تبعه كورتاچان ومن بعده الرجلين ، احدهما قد بدا شاردا بينما تفقد المكان حوله ، والآخر قد سار بخطي واثقة هادئة ،

الان وعلي يمينهم وامام مطبخ متوسط الحجم منظم
يتوسطه طاولة دائرية صغيرة وتطل نافذة علي الحديقة :
وقف ثلاثتهم ينظرون بإتجاه المطبخ ،

بإتجاه هذه السيدة النحيلة المتوسطة الطول ذات الشعر
الذهبي القصير المسرح لأحد الجانبين والبشرة الحليبية التي
شحبت تحت ضوء الشمس الساقط من النافذة بينما غرقت داخل
كنزة رجالية حمراء ضخمة عليا وبنطال أبيض أيضا بدا واسعا كفاية،

لقد كانت تغسل أطباقا في حوض المطبخ بينما اغلقت عينيها
في سلام وهي تفعل ذلك وقد بدت أنها تدندن أو تتحدث ببعض الكلمات لذاتها، بينما تحركت رأسها في هدوء مع أشعة الشمس الساقطة وكأنها لا تود مفارقتها أبدا ،

لقد التفت الان في هدوء نحوهم بينما فتحت عيناها في رفق
ليبرز لونها الأخضر شديد الخفة حتي لتشعر كأنه يختفي ، بينما لمعت رموشها الذهبية الطويلة حين فعلت ذلك لتبدو عيناها كأنهما حجرين كريمين رائعين ،

لقد ظلت تنظر نحوهم في صمت لثواني
بينما لم تبدو أن عينيها تركز علي أحد منهم خصوصا،
لقد فقط وقفت هكذا لثواني وكأنها تحاول تقدير شيء ما ،

ثم وبعد لحظات عبس وجهها ودمعت عيناها بينما
مدت ذراعها نحو الفراغ امامها متحدثة بصوت رقيق ضعيف :
"هل أنت بخير يا عزيزي؟ هل صمتك يعني أنك مهدد؟ "

بينما نظر ثلاثتهم لها في ذات الصمت ،
حتي تقدم اوسطهما عمرا، وأقلهما طولا وقد ارتجفت يده قليلا ودمعت عيناه،
بينما تناول الان ذراعها الممتدة التي ما أن شعرت بيده حتي
سريعا أعتصرتها ثم سحبته نحوها ،

A man of gray and gold : رجل من الرصاصي والذهبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن