الخمسين : في الماضي ٢

11 3 0
                                    

"لا أعلم ما يثير حزني حقا ،
كوني تذكرت أحداث ظننتها تلاشت تماما من ذاكرتي ،
، أم كوني أشعر أني أُجبر علي تذكرها ؟ "

بعد دقائق تلت دقائق اخري من الصمت بعد البكاء ،
تحدث مالك الان وقد صار صوته أكثر عمقا
حتي لتشعر يحفر طريقه داخل طبلتي أذنك ،

بينما استمع  الملك الذي نظر له في هدوء محاولا قدر الإمكان الا يترك معالم الحزن من رؤية عينا الشاب الدامعتين تفترس وجهه بينما يكل :

"لدي مشكلتين يا سيد تشارلز ،
اولهما : الصورة التي رآها جلالته للتو،

انها صورة لي بالمشفي حين كنت في السابعة تقريبا ،
لقد التقطها والدي ليرسلها لأمي علها تعطف علينا وتعود  مخبرا إياها أني أصبت في حادث أو شيء ،

لقد حطم والدي عظامي لأنه كان غاضبا ،
ثم قام بكل أريحية بكتابة هذه الرسالة يستعطفها ،

لقد مرت علي حياتي مع والدي ما يقارب العشرين عاما الان ،
وقد كان الوقت رحيما بي :
رغم أني لم انسي الثلاث عشر عاما من العذاب الذين قضيتهم معه ،
الا انهم لم يطاردوني بشراسة ،
مع الوقت : لقد صار فقط يراودني عنهم كابوس بين كل حين وحين ،

لكن ، كلما بعثت هي لي برسالة مثل هذه:
اكاد أجن يا سيد تشارلز، يفقد عقلي حفيظته،
يتداخل حاضري ما ماضيي، واشعر أن الأرض تسحبني لهناك مجددا ،

لا أستطيع النوم ، لا أستطيع أن أغلق عيناي لثواني ،

كلما فعلت : أشعر به ،
أشعر كأني أضرب مجددا ،
أشعر بندوب جسدي هذه تحترق ألما
وكأنها حدثت البارحة لا منذ ٢٠ عاما ،

أشعر كأن زين الطفل يتملك مني ،
يبكي بداخلي طلبا لمساعدتي:
وأنا فقط أتجاهله ، أخاف أن أمد يدي لمساعدته،

اخاف أن أساعده فيجرني لكل هذا مجددا ،
لكل ما حاولت جاهدا أن أنساه . "

معتصرا يده بجبهته الان يتنهد مالك :
"لقد كان يخبرني أني حين أنظر لعينيه أني فتي وقح ،
أني يجب أن أقف أمامه منحني الرأس ،

لقد مرت عشرون عاما الان ، لقد قابلت من الأناس أرقهم وأطيبهم:
لكني فقط لازالت أفعل ذلك ، لازلت أتجنب أعينهم ،

أنه لست أني أخافهم،
أنه فقط  أني دائما علي نحو ما ..
أشعر كأنه ينظر إلي ، يراقبني ، يخربني أن ذلك غير لائق،

كأن عيناي  إعتادتا النظر لأسفل ،
كأنهما فقط لا تستطيعان تقبل أنه لم يعد موجودا ،
أني بالفعل تركت كل هذا خلفي ."

A man of gray and gold : رجل من الرصاصي والذهبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن