المئة وتسعة وثلاثون :

17 2 0
                                    

جالسا بينما حمل رأسه علي يد من يديه : كان مالك الشاب ،
قد ظل ينظر للأرض اسفله كأنها بها كلمات يقرأها بينما حمل بواحدة منهم كوب قهوة ممتلء قد بدا انه برد منذ دهور وهو لم يلحظ ذلك بعد،

ناظرا له للحظة بينما ظل شاردا كما هو :
كان الملك السابق تشارلز ، قد وقف هناك لثواني قد امتدت لدقيقة،
سقطت يداه جانبه بينما بدا جسده كالصخر الذي التصق بالارض اسفله،

للحظة بين مالك وتشارلز :
لقد بدا هنالك العدم والصمت ،

لا شيء سوى ذلك الشاب الحزين قد جلس في قوقعته،
وذلك الرجل الشارد قد وقف تحت غمامة سوداء ،

لقد ظل الامر هكذا للحظات ، حتي في النهاية تحرك
تشارلز ، تحرك بينما كل شيء حوله بدا ساكنا تماما ،

كأنه لم يعد موجودا سواه والفتى في كل المكان ، وكل ما حوله مجددا
وكما شعر منذ رآه : عدم ،

لقد اقترب في صمت حتى لأن لن تلحظه إن كنت منتبها،
ولكن وفي ثانية وقبل حتى ان يكون قريبا كفاية : رآه مالك ، او سمعه،

خطوات الملك الهادئة الواثقة: لقد علقت في اذنيه منذ سنين
حتي انه ليلحظ وجوده قبل ان يراه حتى ،

وذلك ما جعل الشاب حتى لا ينظر لعينين الملك ،
فقط نظر لساقيه ثم نهض ثم انحني له ،

بينما تشارلز فقط نظر له ثم قال :
"عليك الا تنحنى ، الانحاء للملك فقط ."

ولا ينظر مالك له فقط يعتدل قليلا ثم
يحني رأسه ثم يظل واقفا في صمت امامه ناظرا
للارض ، بينما تشارلز نظر له في هدوء ثم تنهد :
"لما لا نجلس؟ "

ويجلس الان وبعد لحظات يجلس مالك علي الكرسي المجاور
له بينما يظلان صامتان هكذا لدقيقة او اكثر ،

كلاهما ينظر امامه للحائط الزجاجي للمشفى الذي اظهر
سماء هذا اليوم رائعة صافية ، بينما مالك قد وضع كوب القهوة
بجانبه معتصرا يدا بيد وتشارلز حين لاحظ ان لا احد سواهم في الغرفة
خلع طاقيه ثم مرر يده بشعره مرارا ،

ثم ممرا يده بشعره للمرة الاخيرة تنهد تشارلز بينما ظل ينظر
للسماء امامه كأنه علق بداخلها ؛
"هل تريد سماع قصة يا مالك ؟ "

بينما مالك الذي حين لاحظ ان الملك لا ينظر له،
رفع عينيه ثم نظر له للحظة ، ثم اوميء بينما تشارلز
تحدث :
"في الشتاء الأخير قبل كل هذه الأحداث :

لقد ذهبنا في رحلة قصيرة ليومين جميعا ،
ايزابيل ، وبيث واستفالد ، انا،

A man of gray and gold : رجل من الرصاصي والذهبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن