السادس- :

251 28 8
                                    

واقفا خارج غرفة المحاكمات ، مستمعا لاطراف حديث بسيطة بين حين وحين ، يقف صديقنا السيد ساري وقد اعتصر يديه بالاخري محاولا قدر الامكان عدم قرض اظافره كما يفعل لمنع قلقه ،

ماسحا يده المتعرقة كلما زاد الضغط والقلق عليه بجانب بنطاله ، يتنفس السيد ساري خارجا في قوة محدقا الان بسقف الممر الملكي المنقوش شاعرا بقلبه يكاد يتوقف عن النبض بين كل دقيقة وأخري،

لقد كان دائما حريصا ، لقد كان دائما يسير علي الجانب الذي لا اشواك به ،
لكن لما .. لما ارتكب مثل ذلك الخطأ ؟

أنها رغبته في ملذة جديدة، ضجره مما اصبح حياته ،
جعله فقط يتخذ طريقا هو يعلم الان انه فقط اخطأ به ،

الان ، وفي هذه الدقائق التي ينتظر فيها المواجهة التي يعلم علي نحو ما انها لن تكون في صالحه ، يجد ذاته فقط يتذكر كلمات والده ،

يشعر كأن صوته لا يسري في اذنيه فقط ، بل يسري في أنحاء القصر جميع ،

كأنه يأنبه كما اعتاد أن يفعل ، يخوفه كما عوده ،

"لكل شيء عواقب ،
فعلت شيئا صوابا أم خطأ،

لذا إن كنت تنتوي فعل الصواب ، فأحرص فقط أن تقي ذاتك شرور كارهيك ، وإن كنت تنتوي فعل الخطأ ، فأحرص أن تقي ذاتك شرور نفسك،
شرور ما تصنعه بيدك ."

هكذا لقنه والده دائما ،
وهكذا وجد ذاته ينطبع علي طبع الحرص خاصته،

ولكن الان ،
بسبب فعل ظنه يوما لا عاقبة له، لفعل حسب حقا أنه اتقن اخفاؤه ،
يجد ذاته فقط الان لا يسير في جانب الاشواك فقط ،
انما يبتلعها راضيا كما يبتلع الماء ،

'العمل لدي العائلة الملكية كحمل الجمر بقفازات تمنعها من ايذائك،
ما أن تركتب خطأ ،
ما أن تفكر في الخيانة، تفقد هذه القفازات للأبد،

وتحمل الجمر عاريا حتي تصبح جزءا منها ،
حتي تحرقك حيا ،

وقد تحسب أن ذلك اسوء شيء ، لكن صدقني يا ساري،
حين تفقذ هذه القفازات ، حين تسحب منك ملكيتك ،

ستعلم كيف هو حقا أن تكون خائفا ،
ستموت من خوفك قبل أن تموت من نتيجة فعلك ." 

كانت تلك كلمات والده في يوم تنحي عن وظيفته ليتوالها طفله ساري،
كان ذلك اليوم الذي قتل فيه والده كل رغبة سعيدة في العمل ،

لقد رنت كلمات والده في اذنه كما تضرب العصا الطبل الحديدي،
عالية صاخبة مؤلمة ذات صدي مزعج ،

A man of gray and gold : رجل من الرصاصي والذهبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن