المئة :

6 1 0
                                    


علي كرسي خشبي ذو تصميم بسيط لكن راقي اسود المقعد ذهبي الجوانب
وفي غرفة واسعة تكاد تعادل في وسعها جناحا ما ،

لا تحتوي سوي ما تحتاجه الغرفة الرئيسية
في كل شيء ، ولا يزيد عنها ذلك :
جلس صاحبنا يلاعب بيده علبة صغيرة ذات مظهر قطيفي ،

يحدق حينا بالحوائط الفارغة تماما حوله في الغرفة ، ثم
للركن في الغرفة الذي أحتوي أدوات الملاكمة ، ثم للركن الآخر الذي حمل
الكثير من الكتب الملقية أرضا ،

ثم في النهاية يستقر بصره علي الحائط المقابل للسرير بعيدا،
الذي حمل نافذتين طويلين زجاجين يقودان لشرفة ،

وعلي الحائط بينهما وعلي كرسي مماثل لخاصته كانت تلك اللوحة التي وضعت فوقه في هدوء:
كانت تلك اللوحة التي اهداها القيصر لجوناثان يوما ،

"لم يعجبني يوما كونك لم تضف شيئا جديدا في الغرفة،
لكنه بلغني رسالة واضحة كنت شاكرا وغاضبا منها معا ."
متحدثا بينما سار صوته المبحوح في فضاء الغرفة الفارغة،

ينقل القيصر نظره الان من اللوحة بصعوبة
لينظر للعلبة في يده، ثم فقط يتنهد :
"لقد أخبرتني أنك لا تنوي البقاء ، حتي وإن أردت ."

فاتحا عينيه الآن علي الصوت بجانبه ، يجد صاحب السرير ذاته يتنهد
هو الآخر ، لم يأخذ وقتا لمعلاجة ألمه ، ولم يبدو أنه قد اهتم حقا للتأقلم
لما يحدث ،

لقد فقط أعتدل في رفق ساندا ظهره العاري الذي حمل عددا من الكدمات
والجروح علي ظهر السرير المبطن من خلفه ،

بينما نقل نظره في
هدوء للرجل الذي جلس علي الكرسي بجانب السرير ثم تحدث :
"لقد وضعت لوحتك ولوحتك فقط ، لأن رغبتي
لا قيمة لها مقارنة بما تريد لي ،

لأنك السبب فقط لما أنا هنا ولما أستمر بالبقاء ."

ليبتسم القيصر بينما يمد يده الان من علي الطاولة متناولا
سيجارا من العلبة التي كان بجانبها مطفئة سجائر قد
بالفعل حملت عددا من السجائر المطفئة ،

ليشعل إياه بينما يقول مبتسما :
"لقد علمت كيف ترضيني من اليوم الأول ،
تخضع ذاتك وذكاءك لي دون أن تخضع لي، "

ثم ينظر لجوناثان الذي نظر له :
"لهذا صرت مميزا لي يا جروف ،
لأنك دخلت لعبتي : لكن كلاعب بها ،لا كدمية ،

هذه هي الطريق القصيرة لقلب القيصر ."

لينظر له جوناثان في ذات الصمت للحظة ثم في النهاية
يتحدث ناظرا لمطفئة السجائر:
"أري أني أثرت قلق السيد فرانكي."

A man of gray and gold : رجل من الرصاصي والذهبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن