الثالث والاربعين-:

85 13 3
                                    

لقد كان يقف وحيدا هناك بجانب احد اشجار الشيري
ذات الاوراق الوردية الهادئة ‏والتي حقا لم يدرك يوما لما تم زرعها في مكان كهذا ،

كانت الاجابة دائما كلما سأل مورجان ثابتة :
‏‎ "المكان مليء بالموتي يا فتي ، انها تبعث بعض الحياة هنا
‏‎ لربما ستشعرهم وتشعرنا ببعض الدفء .

‏‎ستفهم ذلك يوما ما ، "

‏‎والان وقد جاء هذا اليوم سريعا كما لم يظن حقا :
‏‎لازال لا يدرك الأمر ،

‏‎انها فقط تشعره بمزيد من الحزن والغضب لا الدفء ولا غيره ،
‏‎الان ، لا يدور في عقله سوي فكرة سامة واحدة تجعله يود فقط أن يبكي :
أن طفله لن يري هذه الالوان الرائعة مجددا ،

‏‎ لن يكون هنا ليسأله ذات السؤال حول وجود هذه الأشجار
ولن يستطيع هو تقديم له ذات الاجابة رغم عدم تصديقه لها .

‏‎لقد جاء هنا كثيرا لحضور مراسم دفن البعض ،
كبارا عادة صغارا نادرا،

وجاء كثيرا للجلوس فقط والحديث مع احد ساكنيه الصامتين :
يخبره عن ما وصل إليه، يخبره كيف أنه تحرر من قبضته ،
وأنه يسامحه رغم كل شيء،

‏‎لكن اليوم كان مميزا بصورة موحشة ، كان مختلفا عن كل زيارة أخري،
فالساكن الجديد اليوم لم يكن أحد الكبار، أحد الاقارب، أو احد الأصدقاء،

‏‎لقد كان طفله، طفله الان
من يوضع وحيدا هناك ،

‏‎اليوم كان شعورا مختلفا ، لقد شعر انه يدفن ذاته حيا ،
يقطع انفاسه بيديه : والأمر جعله يختنق ببطء
يختنق مع كل لحظة يري فيها المكان أكثر ،
‏‎
كانت السماء تمطر فوق رأسه ولم يمانع او لم يكلف ذاته ليفعل ،
‏‎لقد اختلطلت الامطار مع دمعه فجعلته مرتاحا للبكاء ،

‏‎لقد شكر داخليا ذلك اليوم علي وجود المطر ليخفي دمعه ،
وعلي وجود ال مورجان ليأخذوا مكانه امام قبر طفله ،
ليساعدوه أن يختفي بعيدا خوفا من هذا الامر ،

‏‎لم يكن سيستطيع رؤية الامر علي أي حال :
ليس وهو يراه هكذا ، يتحرك أمامه ،
‏‎لقد كان ينظر حدقا دون ان يرمش :
‏‎كان هانتر الصغير يركض حول قبره بزيه الاحمر المفضل ودميته هيرو،
‏‎يتسلل بين اقدام الرجال والنساء ذوي الحلل السواء الكئيبة مضيفا لونا وحركة للمكان المظلم ،

‏‎لقد كان يلهو ويضحك عاليا كعادته
بينما أقترب من ساقي أطول الحاضرين  :

يشد بنطاله قليلا ليجذب أنتباهه ،
ويقفز عليه ضاحكا، يمد يده طالبا لمس شعره ،
ويهمس كلمات ضاحكة ،

A man of gray and gold : رجل من الرصاصي والذهبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن