المئة وست وعشرون :

10 3 5
                                    


"هل تعلم ما هو الجزء الأصعب في كونك تعانى داخل عقلك؟
أنه حين تُسأل عن تفسير تصرف ما، شعور معين :
إنك رغم كونك لديك إجابة : لا تستطيع قولها ،
وإن قلتها : لن تُفهم منك كما تأمل ،

كل إجاباتك ، مهما بدت ومهم صدرت منك مرتبة ،
ابدا لن تكون منطقية لشخص لا يرى الأمور كما تراها ،

لن تكون منطقية للسامع مهما كان من اللطف ليخفى ذلك ،
لأن المنطق في حالتك : لم يعد منطقا صحيحا ،
لم يعد ما يفهمه الغير ،

وأنه لأمر مؤذي أن يملك المرء تفسيرات منطقية لكل الأفعال التي
تجعله يبدو مجنونا ، ولكنها منطقية له فقط ،

حتي أنه إن قالها، إن حاول جمعها في جمل منطوقة :
لن يُرى سوى أكثر جنونا . "

هكذا أبدو حين أقول ما أرى وأشعر به ،
رغم صدقى وإيماني بكل ما أقول : ابدو دائما .. أكثر جنونا ،

لكنى كلما أخبرتك ذلك يا طفلي العزيز:
إنك تستمتع لي كأني أقول كلمات من ذهب ،
كأني أقول الحق والحق فقط ،

كأنك تصدق كل ما أقول رغم أني أعلم جيدا
أنك لا تفهمه ،

اليس كذلك يا ثورن ؟
الست تصدق والدتك ؟"

متنفسا الهواء فجأة كمن كان يجلس فيل علي صدره لدقائق طويلة
ويصحب ذلك صوت سقوط قوي ، يفتح ثورن جفتا عيناه علي مصراعيهما حتي لا تراهما بينما يتصبب عرقه علي جبينه رغم برودة الجو
ويرتجف جسده رغم ما غُطي به من غطاء ثقيل ،

وموازيا له وعلي الأرض بعدما كان علي كرسيه نائما :
كان روبرت الذي كان تصرف صديقه كافيا ليجعله يفقد توازنه علي
الكرسي الذي حاول احتضان جسده المائل دون سقوط بشجاعة
للساعتين الفائتين ،

معتدلا الآن بينما ينهض بسرعة لينظر لصديقه عاجزا عن نطق
سؤال واحد جيد ليطمئن عليه : يجد روبرت ذاته سريعا يفتش
جسد الشاب بحثا عن أي دماء أو أي جرح مفتوح ،

بينما ومازال يحاول جمع انفاسه بصعوبة ،
يعتدل ثورن الان في رفق مربتا علي كتف صاحبه حتي يتوقف
عن هلعه بينما يجلس الان ثم يريح رأسه بينما يديه متنهدا ،

"هل هناك شيء يؤلمك؟ "
سائلا بينما يجلس علي طرف السرير محدقا بثورن
يقول روبرت الذي ظلت يداه تعتصران بعضهما البعض في
قلق ناظرا للشاب مستمرا في تفحصه بحثا عن اي أذي

بينما ومغلقا عينيه ومازال يحمل رأسه بين يديه
حتي بدا عاجزا عن رفعها ففعل ذلك يهز ثورن فقط رأسه ثم يصمت،

A man of gray and gold : رجل من الرصاصي والذهبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن