التاسع والستون :

12 3 0
                                    

في ذات المكان حيث تشارلز، في المنزل الذي يطل علي البحر:

كان يقفان معا أمام فرن المنزل الصغير يعدان قهوة من نوع غالي
في بيتهما الصغير وليس للمرة الاولي ،

قد كانت رائحتها فواحة ومغرية انتشرت في ارجاء المنزل البسيط
مغطية علي رائحة الدم والخوف التي ملئت المكان منذ ساعة أو ساعتين ،

في وسط الهدوء والرائحة ،
تحدث اصغرهما الذي بدا في الحادية عشر او اقل قليلا جالسا علي الارض محدقا قليلا بالرجل المضمد المستلقي علي سريره  حينا ومحدقا بضمادات يد اخيه حينا ثم رافعا رأسه متسائلا :
"هل هذا الرجل الذي ضربك البارحة؟"

لتلتقي عيناه الواسعين الخضرواين بعينا الأكبر منها
في تحدي بينما يرتفع صوته غاضبا في مرح :
- "لما تستمر بقول "ضربني " فقط؟ انا ضربته ايضا ،
ام انك فقط تتذكر ما يعجبك ؟"

ليمط الفتي شفتيه في استنكار ردا بينما يحاول جاهدا الا يستمع  لصوت الملعقة المزعج وهي تحك بأرضية القدح اثناء التقليب :
"لقد كان اقوي كثيرا رغم رفع جسده ،
أنت صغير الحجم مقارنة به ، أنه سيء لفعله ذلك ،
هناك طرق أخري للنقاش غير القتال ."

لتعبس عيناها الخضرواين الحادتين مجددا بينما تنظر له عينا أكبرهما في لوم بينما أصبحت الأصابع الرشيقة تعبث في شعر أصغرهم في خفة مطمئنة :
"الرجال يتعاركون دائما حين تصبح الأمور جادة وخطرة ،
لقد اختلفنا كثيرا علي هذا الأمر وأنتهي الأمر بنا بالعراك ،

أنا رجل أيضا كما تعلم ،
لو فقط صرخ بي ورحل حين صفعته لأخذت
الأمر كأنه يرفق بقي أو شيء . "
بينما يغمز في نهاية الكلمات ليبتسم الأصغر في حزن قليلا ثم يضحك
حتي لا يثير بأكبرهما غم لا داع له الان ،

ثم يتمتم الفتي
"لقد كان يشبه أبي كثيرا . ولكن لم يكن أبي ليضربك."
لتري اكبرهما قد توقف عن التقليب للحظة غير راضي حقا عن قوة
ملاحظة اخيه تلك ،

ثم اقترب من الاصغر هامسا :
"دعنا نخفض صوتنا حتي لا نوقظ السيد."

بينما يلتفت الاصغر مجددا للرجل المستلقي :
"هل هذا السيد حي علي أي حال ؟ "

-"نوعا ما ، الان يمكنني ان اقول يقينا فقط أنه نائم ."

"هل سيعيش معنا طويلا ؟"

-"لندعو الا يحدث ذلك ."
ثم يصمتان مجددا بينما أنغلقت عينا المستلقي علي السرير
مجددا في إرهاق .

___________________

"سيد تشارلز."
كانت شهقة عنيفة الان
افلتت من فم مالك الذي ارتفع من سريره فجائيا جالسا مستنشقا الهواء كأنه انقطع عنه منذ سنين ، هي ما ايقظت الشابين المستلقيين علي الاريكتين في المنزل الريفي البسيط ،

A man of gray and gold : رجل من الرصاصي والذهبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن