الثاني والستون، في الماضي ، الجزء الثالث :

12 3 0
                                    


في سيارته التي بالفعل صارت بالقرب من المكان الذي أراد الوصول إليه ومعتصرا بيده المقود نظرا لإرتجاف يديه :
كان صاحبنا مالك قد وجد ذاته الان داخل يوم لم يعرف كيف بدأ
وكيف سينتهي ،

لقد ظلت الاسئلة تحيط رأس الشاب كالنحل وهو الخلية ،
بينما بين حين وآخر تلدغه الحقيقة لتجعله يدرك أن لا قيمة لكل هذا ،

لم تدمع عيناه حتي الي الان ، كان متماسكا رغم هول الكلمات
التي القيت علي اذنيه متجاهلا اياها ، كان متشبسا بقوة بأمل لا يمكنه
تصديقه ولا انكاره ،

الان ومختنقا لحد جعله يود إمساك الهواء بيده وإدخاله لرئتيه ، :
لقد شعر كالغريق يتمسك يأسا بقشة ،

ولكن اليوم : لقد بدت تلك القشة له جذعا قويا ،
أو انه يراها هكذا ،

وان كل ما قيل ليس الا اكاذيب منمقة ،
او الافضل : حلم سيء.

كان المكان ليس بالبعيد حقا عن المشفي  ، لقد كانت مدينة ويندر من المدن القريبة من العاصمة حيث توجد مدينة ويستريا التي يقطن بها  مالك
والحي الملكي والقصر الملكي ،

ينظر بعدما ركن سيارته الان في صمت للمكان للحظة ،
يتذكر الان حين اختارت هي هذا المكان بعد عراك طويل معه
كونه اراد ان يختار اخرا كان يراه اكثر هدوءا، واقل صخبا ،

يا ليته اصر عليها وقتها اكثر من ذلك ،
ياليته لم يأتي يوما لهذا المكان ،

يا ليته لم يتزوج ولم ينجب .
يا ليته ظل وحيدا هكذا .

كان المكان محاطا بقدر ليس بسيط من الاشجار مثل معظم الاماكن
في الحي الملكي ، وفي مركزه استقرت ساحة كبيرة للعب والانشطة المختلفة ثم المبني الذي جاءه ،

روضة طفله ، مبني مربع الشكل عريض جدا بطابقين ،
لقد كان زاهي الألوان عديدها ملائمة للبيئة التي يصنعها ويقدمها ،
وكان كان حقا جيد البناء حتي دائما وجد مالك ذاته يبتسم قليلا حين يراه،

لكن اليوم، هو فقط لم يعطي إهتمام حول أي شيء ،
لقد كان كل شيء حول هذا المكان مكروها بحد عظيم له .

لذا كان سريعا وخلال حركة واحدة ما غادر ترك سيارته خارج
السياج الشجري الضخم وفي موضع الركن ،

ثم -وناسيا قبعته التي لا تفارقه في سيارته كما معطفه -
اسرع مالك بحلته السوداء وشريطه الملكي الذي لم يخلعه كعادته حين يأتي لكي لا يثير الكثير من الانتباه حول طفله الذي لم يعتد ذلك .

اليوم فقط لأنه اراد الولوج سريعا ، حتي حين يراه حارس المكان
سريعا ودون حتي ان يكلف ذاته بطلب الهوية :
يفتح له البوابة منحنيا في ادب ،

A man of gray and gold : رجل من الرصاصي والذهبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن