A man of gray and gold : رجل من الرصاصي والذهب

الثامن والاربعين-:

"عليك دائما أن تعلم متي تكون شجاعا ، ومتي تتراجع،
بعض الحروب تركها رغم الرغبة فيها هو عين الشجاعة."

السيد هنري لأبن اخيه السيد تشارلز .
_____________________________

كانت المسافة بين بوابة الأيست والعاصمة هي أربعون دقيقة ،
أربعون دقيقة سارتها السيارة في طريق صحرواي قليلا خالي سوي من بضع المصانع وبعض المراكز ،

في خلاله ، وداخل السيارة ،
كان السيد سامويل كريس يقود السيارة في تأهب وعزيمة لا تكل ،
مراقبا الأوضاع حوله ومتفقدا هاتفه بين الحين والآخر ،

واما باقي السيارة فقد كانت كما كانت :

من النظرة الأولي تحسبها فارغة ،
ولكن ، إذا قررت فضولا أن تتفقد المساحة خلف الكراسي الخلفية ،
ستجد أن هناك رجلين طويلين قد جلسا ،

قد استراح أولهما واصغرهما جسدا بكامل ظهره علي ظهر الكرسي
بساقيين منثنيتين قليلا ، بينما أراح رأسه علي الكرسي من خلفه مغمضا عينيه في تفكير محاولا الاسترخاء استعداد لما سيلي هذا ،

وبجانبه وملاصقا له كان ثانيهما وأعرضهما جسدا ،
قد انثنيت ساقيه أيضا ولكن في صورة أكبر من أولها لطولهما
بينما استراح شاله علي عينيه قليلا حاجبة عنهما النور،

قد استند ببعض ظهره علي الكرسي فقط إذ استرخي جسده
كونه سقط نائما مرهقا فأنزلق قليلا فتراه قد ضم ساقيه أكثر لجسده لضيق المساحة،  بينما سقطت رأسه علي ذراع صاحبه
واستقر شعره الذهبي الثقيل علي عينيه فلا تري من رأسه
سوي فمه المتنفس في هدوء ،

وقد مرت ساعة وعشرون دقيقة تقريبا علي هذا المنوال،
حتي أصبحا الان علي بعد بسيط من المملكة ،

فسرت همسة لم تصل لأذن سايمون ولكن دوت
في أذن الملك من فم مالك :
"جلالتك ، أننا في الأيست. "

لم تختلف الأيست كثيرا عن الويست ،
كلاهما محاطان ببحر الچوار ،

كلاهما تحاط فيهم العاصمة دائريا بالمدن ،
كل مدينة من حيث المنازل تقسم لعدد من الأحياء،
مسماة في الويست بأسماء الزهور، ومرقمة في الآيست بأرقام عربية،

وكلا المملكتين يقع فيهما القصر الملكي
بمنتصف المملكة تماما محاطا بمساحة واسعة ،

حين أصبحوا بالفعل داخل المدينة ، أول مدن الويست،
وابعدهم عن العاصمة : أعلن لهما سامويل ذلك ،

ثم علق :
"اخبرني والدي أني سأوصلكما للحي السابع بالمدينة ."

ليلتفت له الملك ثم يسأل :
"كم يبعد عن هنا ؟ "