العشرين- :

166 20 6
                                    

مراقبا فكتوريا وهي تطلق النيران في غضب نحو الهدف في قاعة التدريب بالقصر والتي تطل علي الخارج عبر جدار زجاجي جانبي ،

يجلس أميرنا ذو الوجه الماكر استفالد في هدوء بجانبه ، متنفسا بعض الهواء البارد  واضعا ساقا علي ساق بينما داعبت يده مسدسا عتيقا ما ،

محدقا بالطلقات وهي تتجه نحو الهدف في سرعة ، تراه فقط يفقد تركيزه ويفكر، ينظر لها حاسدا ، حزينا  ، مفكرا ،

تلك الطلقات، أنها فقط تعرف ما تريد ،
طريق واحد ، هدف واحد ،
اليس ذلك مثيرا للحسد ؟ اليس هذا فقط حظ لعين ؟

علي الأقل ذلك ما ظنه استفالد الان وهو ينظر للطلقات تصل ،

لا تردد ، لا تفكير ،
أنه فقط حلم ما ، أن تعلم ما تريد حقا،
أن تعلم أين تذهب . 

"ولكنها تحترق في طريقها ذلك."
متمتما الان يريح استفالد رأسه علي ظهر الكرسي مغلقا عينيه بينما القي المسدس في عبث علي الأرض بجانبه ،

وكونه قد وضع سدادات الأذن ، جعله ذلك فقط يشعر لثواني ،
بينما مرت نسمات الهواء عليه ، أنه نوعا ما ..يطفو،

لقد طالما جعله ذلك الشعور بعدم الإتصال بالعالم الخارجي : مشوشا،
كلما أغلق عينيه وأذنيه معا، كلما جلس مستريحا ، كلما داعبه الهواء البارد في راحته ، لقد بدا له أن لم يعد في هذا المكان ،

أنه فقط في مكان آخر لا يعلم عنه شيئا ،
أنه ولمرة ، لا يحتاج ان يكونا مدركا لكل شيء حوله ، لكل شخص حوله ،

"هل تعتقد أني مخطأة ؟ "
لكنه لم يستمر لكثير حقا ،

متسائلة الان وهي تعيد ملأ بندقيتها ذات الرصاصات الحادة ،
تلتفت فكتوريا لاستفالد الذي لم يفتح عينيه لثواني ، بينما تنهي ملأه ،

"أجل ."
مجيبا بلا إهتمام ، يمد استفالد يده الان فاركا شعره المموج الثقيل ،
ثم متناولا زجاجة مياهه فاتحا اياها ،

محاولا قدر الامكان تجاهل فكتوريا التي تجمدت بينما حدقت به في غضب ،
ولكنه يفشل ، لقد شعر لوهلة وكأنه سيصير هدف بندقيتها التالي ،

ليتنهد :
"إذا كنت تريدين أن أقول ما يرضيكي، أخبريني،
أنا لا أمانع حقا إلقاء الكذبات لأجل أصدقائي."

لتنظر له بغضب أكثر ثم تلتفت نحو الهدف مستعدة للإطلاق معلقة :
"يمكنك أن تكون حياديا ."

لينظر لها الان استفالد صامتا ، وهي تنظر لعدسة البندقية،
وهي تضع علي كتفها ، وهي تستعد للإطلاق ، ثم وبلمح البصر،
وهي تصيب الهدف ،

A man of gray and gold : رجل من الرصاصي والذهبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن