الثاني والسبعين :

7 3 0
                                    

-"لقد وردني حلم البارحة،
لقد كنت في مكان حيث كان كل شيء به غريبا عني
ورغم ذلك : مألوفا لحد كبير ،

أنه كأني صرت ساكنا لجسد ليس جسدي ،
هو يعلم مكانه يتحرك فيه كأنه لم يكن يوما سوي أحد سكانه القدامى
وأنا بداخله فقط لا اعلم أين أنا ولا هدف رحلتي ،

راكب ما لا يعلم لأين يقوده ذلك الجسد
ولا لأين يريد الذهاب .

انه كأني تائه بداخله واتحكم به طمعا في الهروب منه
، وهو بدوره تائه بداخلي وتحت أمرتي طمعا في أن أخضع له نهاية،

كأني وجسدي لم نعد نعلم بعضنا بعد الآن ،
كأننا في حرب لينة حول من منا الصواب ، من منا سيتولي القيادة،

أنه كأني ...
لم أعد الآمر علي حياتي الخاصة بعد الآن."

="ذلك الفتي ، أنه لن يعيش طويلا ."

___________________________________

"لديك ثلاث ثواني فقط ، بعد ذلك ،
لست واثقا أني سأستطيع مقاومة جاذبية زناد هذا المسدس ."
معتصرا رقبة رجل مهندم بمعطف أبيض كان منذ دقائق فقط لامع مشرق ،
يقف عزيزنا روبرت الذي لم يفارق الغضب وجهه منذ حديثه مع رافاييل وهوران محدقا بالطبيب امامه في عدم صبر،

قد صارت إحدي يديه ملطخة بدماء لم يكن صاحبها سوي ذلك الطبيب
والتي قد صنعت بوجه طبيبنا عينا زرقاء نازفة، أنفا مكسورا
وفما ربما كان علي وشك أن تتكسر أسنانه .

بينما يده الأخري ،والتي لم تختلف كثيرا في تلطخها بالدماء، قد حملت مسدسا بقوة بين ثناياها والصقته برأس الطبيب الذي حملت رأسه هي الأخري فتحة من رطمها بالحائط وقدرا كبيرا من عدم الثبات نتاج ذلك،

لذا متحدثا بصوت لاهث متألم بينما مد يده في هدوء محاولا إزالة يد روبرت التي بدت أنها علي وشك تحطيم قصبته الهوائية بلا رجعة :
"سيد روبرت للمرة الألف أخبرك ... ما تقوله ليس صحيحا،
إن كنت في المجال الطبي لعلمت ذلك ،

لقد استخدمت الصمغ الطبي فقط لأحسن من شكل ندب السيد .."

ولا يكمل صاحبا حقا ، لقد كان الشيء التالي الذي تبع كلماته الغير منتهية هو أن رُطمت رأسه مجددا ودون رحمة في الحائط الإسمنتي من خلفه
جاعلة إياه للحظة يكاد يسقط لولا يد روبرت القوية ،

بينما علا صوته الخشن الذي علق:
"لقد كان طبيبا من قال هذا التعليق لا أنا،
لذا دعك من حججك هذه ولا تجعلني أفقد صبري أكثر من الآن ."

ليظل الطبيب الذي بسبب رطمة روبروت الغير رحيمة حقا
في حالة من عدم القدرة علي استعادة التوازن ولا التناقش ،

A man of gray and gold : رجل من الرصاصي والذهبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن