الثالث والثلاثين:

112 17 0
                                    

"إذن يا سيد نايلر ، هل انت عدوي أم صديقي ؟ "
ناظرا ل نايلر هوران بهدوء لا قلق به ، ونظرة حادة لا رفق بها ،

يلقي الملك سؤاله مثيرا صمتا ثقيلا في الغرفة،
صمتا شعر نايلر هوران أنه كالحبل يخنقه ببطء ،
لكن ما اثار خنقته فعلا ، ما احكم الحبل حول رقبته :
هي تلك النظرة التي حملها الملك نحوه الان ،

تلك النظرة التي يليقها الملك دائما حين يحاول
تحديد موقفه من شخص ما ، يحاول تحديد كيف يتعامل معك ،
ماذا تخفي خلف وجهك ،

تلك النظرة التي يليقها دائما علي الغرباء .
تلك النظرة التي اعتاد رؤية الملك يلقيها علي كل شخص الا فرقته.

خاصة نقيبه الشاب نايلر :
الفتي الذي يجد الملك دائما متسعا كبير للرضا حوله.

لينظر له نايلر الان وقد صار وجهها احمرا مختنقا
ثم يعلق : 
"أنا فقط اردت بعض التوضيح ، شيئا اضع قدامي عليه كما قال جلالته،
لم يعد لدي مبدأ الإيمان الأعمي، انه فقط كالسير علي حبل ما ،

حين تشكك في الأمر:
ستسقط .

السيد تشارلز لم يمانع الامر ابدا ، لقد تقبلني خلال جميع مراحلي ،
ودائما كان حريصا علي الا يجعلني أشعر بأي تغير،

لقد اعدني السيد تشارلز لتجربة كهذه ،

حتي الان ،
حين كان كل ما يكنني منحه لجلالته مقابل كل ما قدمه لي هو أن أؤمن به، لقد ولازالت اطلب دليلا والقي اسئلة عليه وهو منهك ،

إن في لحظات كتلك خاصة وفي كل وقتي حول الملك عامة ،
وامام باقي الفرقة التي قررت التصديق بالملك دون قلق :
اجد نفسي اتسائل : ما الذي يجعل جلالته لا يتخلص مني ؟
ما الذي يراه جلالته في شاب  مثلي ."

الان ، ومنهيا كلماته ، ينظر له جميعم في صمت ،

لنايلر هوران الذي دائما علي نحو ما يتعارك ويتحدث بقوة،
يلقي كلمات حزينة تشف عن كل ما يدور به ،

لقد بدا أنه الان كطفل صغير لا يدرك ما الذي يجب فعله،
كطفل صغير يخاف أن يضل طريقه الان ،

لقد بدا كشخص لم يبدو عليه من سنين ،
ذلك النايل الذي ظهر في تلك الحادثة منذ ثلاث اعوام ،
ذلك الشاب المشتت، المهتز ،

ذلك الشاب الذي رفض الملك جعله يسيطر
علي نقيبه القوي،

"اخاف أني قد بدأت أضل طريقي مجددا ،
اني سأضع حكما خاطئا ينهي كل ما ظل جلالته يدعمني لإصلاحه،

A man of gray and gold : رجل من الرصاصي والذهبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن