المئة والحادي عشر :

3 1 0
                                    

دماء كثيرة بجانب جسد ملقي أرضا مغشي عليه:
لقد كان ذلك ما فتح ويلسون عينيه عليه الان ،

لينظر حوله ويتبين ما حدث ، ولا يسعه سوي التجمد .

السيدة باين التي كانت تتحدث جيدا للتو:
لقد صارت ملقية أرضا تنزف من رأسها بينما فقدت وعيها تماما ،

لكن الدماء الكثيرة التي جاورت جسدها ،
إنهما لم تكن كلها من جسدها فقط ، لقد كانت تأتي من مصدر قريب ،
لقد كانت لا تتوقف عن السيلان من رقبة منحورة ،

وبجانبها: لقد كانت هي ، واقفة،
لقد نظر لها الان في صدمة حتي شعر أنه سيفقد وعيه ،

لقد بدت كأنها منحوتة إغريقية ما ألقي عليها رطل من اللون الأحمر،
تقف في هدوء لكن بجسد متأهب وعينين متدقين
وقد انتشر رزاز من الدماء علي وجهها وعينيها وملابسها ،

ويداها :
صارتا كأنهما جزء من الدماء لا فقط ملطخين به ،

إحداهما حملت سكين جيب صغير حاد حقا بينما تدلت- يدها- لجانبها
بينما الأخري : لقد أمسكت بقميص شخص تدلي ارضا بينما ينزف للموت ،

السيد كريم ، منحور العنق ، يحدق بها ما استطاع،
، يحدق بالعينين الزرقاوين اللتان نظرتا له ، بينما إحدي يديه تشبت بجسدها وكأنه تحاول استعادة روحه مجددا منها ،

لقد فقط منذ ثواني كانت السيدة التي لم تستطع أن تكون
سوي أرفق ملاك ، والان ، وهي فقط بهذا الهدوء القاتل تنظر له بلا
رحمة تنظر له وهو يفارق الحياة متألما
، ملطخة بدمه ، مخفية المعالم به ، نقيضة للملاك تماما :

كأنها لم تري النور يوما،
كأنها كانت دائما .. جزءا من الظلام .

ليراها تقترب من عينا كريم الان ثم تنظر له مباشرة وتتحدث :
"لقد اراد السيد تشارلز ألا يلطخ أحدنا يده
لأجله ، فقط بعض الأذية تكفي ، كل تعليماته كانت تحاول حفظنا من ذلك ،
وأنا احترمه لأجل ذلك ، وألي له لما هو عليه ، "

ثم تحدق به قريبا :
" لكنك ... أنت فقط تقرفني ، "

ثم تكمل :
"تقرفني لدرجة تجعلني لا أمانع أن اخسر ثقته لأجلك .
ان أخسر ما بنيته كله لأجلك ."

ثم تفلته الآن فيرتطم أرضا في قوة بينما بدا يفقد آخر انفاسه ثم تتحدث له :
"بعض الناس لا طريقة من التعامل معهم سوي
بتطليخ يدك بدمائهم ، سوي بتخليص العالم منهم للأبد ."

ثم تنظر له الان وهو يشهق نفسه الأخير ،
ثم فقط تلتف غير مهتمة حقا ، موجهة نظرها نحو السيدة باين
التي ظلت مغشي عليها ،

A man of gray and gold : رجل من الرصاصي والذهبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن