السادس والخمسين:

19 3 0
                                    

منهيا كلماته ، وقصته ،
يتنهد تشارلز الان بينما ينظر للسماء أعلاه ،

لقد كانت صافية ، مشرقة ، جميلة ،
رغم برودة الجو،

كلما نظر لها ، لقد تذكر فلافيا ،
لقد شعر كأنها تجلس هناك ،
كأنها تنتظره ليطمئن عليها بين الحين والحين،

لقد أحب السماء منذ كان صغيرا ، كان يجد فيها صاحبا مخلصا،
صديقا سيكون هناك لأجلك دائما،

يمنحك شيئا جميلا لتراه كلما تعقدت بك الأمور،
يلقي عليك الأشعة الدافئة إن شعرت أن هذا العالم قد صار يفقدك دفئك،
ويمرر عليك بعض المطر حين تشعر كأن تجاربك قد لوثتك لحد لم تحتمله بعد الان، لحد صرت لا تستطيع رؤية حقيقتك اسفله ،

ومن بين ذلك وذلك ،
لقد كانت الرياح صديقه الأعز الثاني ،

لقد كانت خفيفة  لطيفة حتي وإن كانت باردة ،
تمر بك ، تتخللك ، تثير بجسدك الدفء والبرد ،
فقط صديق خفيف الصحبة لا يقدم لك سوي الجميل في كل مرة،

في ذلك اليوم حين فقد فلافيا:
لقد كان كلاهما هنا لأجله ،
لقد حاوطاه حين ألقي بجانبها علي تلك الجزيرة ،

حين فقد وعيه ، حين خارت قواه ، حين شعر أنه سيرحل ،
حين شعر انه سيموت كما ظن دائما انه سيفعل واسوء :
منكسرا .

لقد نظر للسماء من أعلاه فمنحته بعض الهدوء ،
ثم اغلق عينيه للرياح المارة فبعثت به دفئا ،

ثم نظرا لفلافيا، لبشرتها الشاحبة التي لمعت تحت السماء،
ولشعرها الأحمر الذي تطاير مع الرياح ،

لقد بدت رغم ذهاب روحها للأبد جميلة :
هادئة ، حية ،

لقد بدت كأنها فقط ذهبت لنوم عميق :
لقد حرصت كل من السماء والرياح علي جعلها كذلك.

ذلك اليوم ، لقد علم أنها ستصير جزء منهما للأبد ،
سيتذكرها شعر المتطاير كلما مرت به رياح جيدة ،
وتلمع في عينيه بشرتها الشاحبة كلما نظر للسماء ،
كلما سقطت عليه أشعة الشمس ،

لقد كان شاكرا
، لقد كان حقا شاكرا ،

لم تغادره ذكراها يوم بسبب هذين الصاحبين ،
لقد كان هذه كل ما ارادته : لقد كان هذا كل ما استطاع أن يمنحها أياه.

"ماذا حدث لك بعد ذلك يا سيد تشارلز؟ "
متحدثا بصوت باكي وجاذبا إنتباه تشارلز الذي لم يستطع منع التنهد عجبا الذي صدر منه حين رأي عينا القيصر الدامعيين تحدقان به ،

A man of gray and gold : رجل من الرصاصي والذهبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن