..اليوم افتتاح السنة الدراسية الجامعية الجديدة في كلية العلوم الانسانية في اسطنبول..نزلت هزان شامكران من سيارتها المرسيدس الحمراء و نظرت يمنة و يسرة..كالعادة..كل من في الكلية من طلبة و عملة و اداريين و أساتذة التفتوا اليها و لووا رؤوسهم لكي يحضوا بنظرة واحدة منها..كانت ترتدي فستانا ازرقا قصيرا يصل الى منتصف فخذيها و اطلقت شعرها الاسود الطويل على كتفيها ..و على عينيها وضعت نظارتها الشمسية السوداء
..انها تدرس في السنة النهائية في مادة التاريخ..هي الابنة الوحيدة لرجل الاعمال الشهير أمين شامكران و سيدة المجتمع الراقية فضيلة..هي فتاة مدللة و مغرورة..تعلمت ان تحصل على كل شيء تطلبه..لايتجرأ أحد على رفض طلب لها..و على الرغم من تدليلها من قبل والديها الا انهما أصرا على ان تكون متفوقة في دراستها و تركوا لها حرية اختيار المادة التي تريد ان تدرسها..منذ صغرها تعشق التاريخ و الآثار..و تسحرها الاماكن التاريخية القديمة ..بزخارفها و عظمتها و طريقة بناءها..هي الرقم الصعب في الكلية..الكل يسعى خلفها و يريد التقرب منها ..الكل يراها هدفا صعب المنال..أما هي فإلى الآن لم تجد الرجل الذي يشغل تفكيرها و يجعلها تعيش معه الحب الذي تحلم به..اعترضتها صديقتها بتول و قالت" صباح الخير ايتها الجميلة..كيف استعدادكي للسنة النهائية؟ " خلعت نظاراتها و ابتسمت و قالت" حديد..كالعادة" نظرت بتول الى المحيطين بهما و قالت" انظري..الجميع ينظرون اليكي..ألن ترحمي احدهم ؟" ضحكت هزان بصوت عال و أجابت " لا..لن افعل..لن ارحم احدا منهم..لانني باختصار لم اقع في حب أحدهم" قالت بتول" أتعلمين..يقولون أن استاذنا الجديد رجل في اوائل الثلاثينات من عمره..وسييم جدا" سألت" ما اسمه؟" اجابت" ياغيز ايجمان..انتقل هذا العام من جامعة انقرة " ..صمتت هزان قليلا ثم قالت" حصتنا الاولى عنده..اليس كذلك؟" قالت" نعم..سنتعرف عليه..هل ندهب؟" قالت" هيا" ..في يخته..يستيقظ ياغيز ايجمان..يتمطى في فراشه..ينظر الى الجميلة النائمة بجانبه..يقترب منها..يقبلها و يقول" صباح الورد حياتي..سأذهب الى الكلية..اليوم حصتي الاولى مع الطلبة" تفتح ايلا عينيها ..تنظر اليه..تبتسم و تقول" صباح النور حبي..عملا موفقا" ..ايلا هي خطيبته..فتاة بيضاء بعيون شديدة السواد و شعر ليلكي يصل الى كتفيها
..كانا يعشقان بعضهما منذ سنتين و الان هما مخطوبان منذ ستة اشهر..ارتدي ياغيز سروالا بنيا و قميصا ابيضا ..صفف شعره و ارتدى نظارته الطبية و أخذ حقيبته ثم ركب سيارته السوداء و انطلق الى الكلية..
أنت تقرأ
الجريئة
Romanceهناك خيط رفيع بين الجرأة و الوقاحة..بين التحلي بشيء من الإندفاع و الجسارة للحصول على ما نريده..و بين الضرب بكل القيم و المبادئ و الالتزامات عرض الحائط لمجرد ارضاء غرور أو اثبات شيء ما..و قد تتداخل الأمور أحيانا لكي تتشابه الجرأة و الوقاحة من أجل تحق...