في مكان وسط البحر..كان يخت هزان متوقفا..و كانت هي قد ارتدت ثوب سباحة من قطعة واحدة بلون زهري جميل..و كذلك فعلت بتول..أما صرب فلبس تبانا طويلا ثم ارتمى الجميع في الماء..كان الطقس ملائما لقضاء بعض الوقت في السباحة و الاستجمام..مازح صرب رفيقتيه بأن لاحق كل واحدة منهن و حاول اغراقها تحت الماء فعلت صرخاتهن و ضحكاتهن..ثم قرروا أن يلعبوا بالكرة البلاستيكية التي كانت هزان تخفيها وسط أشيائها الثمينة التي تحتفظ بها على اليخت..انفجر صرب ضاحكا عندما رأى الكرة و سأل بمرح" يا مجنونة..أمازلت تحتفظين بهذه التحفة؟ هل تذكرين عندما كنا نلعب بها في عطلة نهاية الأسبوع؟" ابتسمت هزان و ردت" بلى..أذكر ذلك جيدا..و أذكر أيضا بأن هناك شخصا بغيضا سرقها و أخفاها ذات مرة و لم يعدها إلي إلا عندما بكيت كثيرا" هز كتفيه و أجاب" و ماذا أفعل؟ تحلو لي ممازحتك و اغاضتك..لكنني سرعان ما أضعف أمام دموعك" ضربته هزان على كتفه ثم سبحت نحو بتول و هي تصيح" أنا و أختي نكون فريقا..و أنت ستكون لوحدك أيها البغيض" ..
في المشفى..خرجت إيلا من الغرفة التي حجزها ياغيز لها و لأمها لكي ترتاحا فيها بعد أن إطمئنت أن أمها قد غفت أخيرا..و ذهبت الى الحديقة لكي تستنشق بعض الهواء النقي..وضعت كوب القهوة الذي اقتنته من الكافيتيريا أمامها و سرحت بخيالها تفكر فيما حلّ بها..قربت كوب القهوة من شفتيها لكي ترتشف منه لكن عيونها وقعت على لافانت الذي كان يدخل لتوه من البوابة..جن جنونها و مشت نحوه و ما ان اقتربت منه حتى صاحت به بعصبية" أنت ثانية؟ ألا تفهم؟ قلت لك لا تقترب مني..ابتعد عني و دعني أعيش حياتي بسلام" نظر اليها بعيون حزينة و تجاوزها فرأت بقع دماء على قميصه و على جبينه فارتعد قلبها وسط صدرها و لحقت به و راحت تسأل بلهفة" هل أنت بخير؟ ماذا أصابك؟" لم يجبها فأمسكته من ذراعها و أجبرته على الوقوف و سألت من جديد" أجبني..ما هذه الدماء التي على جبينك؟ ماذا حدث؟" رد و هو يحاول ألا ينظر اليها" حادث بسيط..لا تشغلي بالك..و سأقولها لك بوضوح..لست ألحق بك..لقد تعرضت لحادث سير و أنا عائد الى البنك" سألت من جديد" كيف حدث ذلك؟ هل أنا السبب؟" أجاب ببرود" توقفي عن اعتبار نفسك محور الكون..لست أنت السبب..أنا من كان شاردا و لم أنتبه الى القطة التي كانت تقطع الطريق من أمامي..تفاديت الاصطدام بها فاصطدمت بالشجرة..هذا كل ما في الأمر..و الآن عن اذنك" مشى من أمامها فتبعته الى غرفة الاسعاف دون وعي منها..كانت قلقة عليه رغم محاولاتها الفاشلة بألا تظهر ذلك..ضمدت الطبيبة جروحه و قامت بإجراء بعض الفحوصات الضرورية لكي تتأكد من سلامة رأسه بعد الاصطدام..لم تفارقه إيلا و لو للحظة واحدة رغم أنه طلب منها أن تذهب و تتركه..بعد دقائق..قالت الطبيبة" حمدا لله على سلامتك..فحوصاتك جيدة..و لا داعي للخوف..بإمكانك البقاء هنا تحت المراقبة اذا أردت" وقف و أجاب" لا داعي لذلك..أنا بخير..شكرا لك دكتورة" ..فتح لافانت الباب و خرج فلحقت به إيلا و قالت" لافانت..لماذا لا تسمع كلام الطبيبة و تبقى.." قطع كلامها و هو يلتفت اليها" و ما شأنك أنت؟ هل تخافين علي مثلا؟ هل أعني لك شيئا؟ لا أعتقد ذلك..اذهبي و اهتمي بأبيك و احذري أن يراك خطيبك و أنت معي لأنني أمثل خطرا عليك كما تتدعين..لا أحتاج شفقتك آنسة إيلا" و هم بالابتعاد عنها لكنها أمسكته من يده و قالت بصوت خافت" لا أشفق عليك..أنا..أخاف عليك..و أنت تعني لي الكثير..أنا.." جذبها من يدها الى احدى الغرف و أغلق الباب خلفهما..ألصقها الى الحائط و حاصرها بجسده ثم سأل بلهفة" أنت ماذا؟ ها؟ أنت تحبينني مثلا؟ كيف ذلك و أنت تحبين ياغيز؟ هل تحبيننا نحن الاثنين؟ أو ربما تريدين الحفاظ على كلينا معا؟ هل أنت أنانية الى هذه الدرجة؟" نظرت اليه إيلا بعيون دامعة و قالت بصوت مخنوق" لا أعلم..لا أفهم نفسي..أنا ضائعة و تائهة بينكما..أرجوك..لا تقسو علي" ابتسم لافانت بسخرية و تمتم" أقسو عليك؟ ليتني أفعل..أنا أقسو على نفسي لأنني أوهم نفسي دائما بأنك لي و بأنك تحبينني أنا..و أنت تتلاعبين بي..ساعة تقتربين و ترفعينني الى السماء..و أخرى تبتعدين و تطرحينني أرضا..أحبك..اللعنة علي..أحبك أكثر مما تتصورين..لكنني لن أدوس على كرامتي أكثر من هذا..وعدتك سابقا بأنني لن أؤذيك..و أنا عند وعدي..سأبقى في مكاني أنتظر أن تفتحي عيونك و تري مشاعرك بوضوح..و اذا لم تفعلي..فلن تجدينني اذا عدت..لن أقول أكثر من هذا" ثم أزاحها عن الباب و خرج..
أنت تقرأ
الجريئة
Любовные романыهناك خيط رفيع بين الجرأة و الوقاحة..بين التحلي بشيء من الإندفاع و الجسارة للحصول على ما نريده..و بين الضرب بكل القيم و المبادئ و الالتزامات عرض الحائط لمجرد ارضاء غرور أو اثبات شيء ما..و قد تتداخل الأمور أحيانا لكي تتشابه الجرأة و الوقاحة من أجل تحق...