38..إنفصال حضاري

2.8K 60 5
                                    

جلس ياغيز قبالة إيلا و بقي ينظر اليها للحظات..كان يبدو عليها الارتباك و الاضطراب..وضع يده على يدها و سأل" إيلا..مالأمر؟ هل أنت فعلا بخير؟ اراك مرتبكة و مترددة و كأنك تخشين قول ما ستقولينه..تكلمي و لا تقلقي..أنا اسمعك..و بالمناسبة..أنا أيضا لدي شيء مهم أريد أن اخبرك اياه" رفعت إيلا عيونها و نظرت اليه و هي تقول" حسنا إذا..أولا..يجب أن تعرف بأنني أحببتك كثيرا..و كنت دوما رجلا مميزا في نظري..و أريد لعلاقتي بك أن تستمر كأصدقاء على الأقل..لا أريد أن أخسرك..فأنت شخص خاص جدا بالنسبة إلي..ياغيز..لا شك أنك لاحظت بأننا ابتعدنا عن بعضنا الفترة الماضية..و أصبحت بيننا مسافة لم نستطع تلافيها و لا انكارها..علاقتنا لفها البرود و لم تعد كما كانت في السابق..و تختلف الأسباب صراحة..لكن مهما كانت الأسباب..أريدك أن تعلم بأنني حاولت أن أحافظ على هذه العلاقة..و حاولت أن أحيي ما بيننا من مشاعر..لكن..دون جدوى..و أنت تدرك ذلك جيدا..لهذا..أريد..أن..أطلب..منك..أن..نفسخ..خطبتنا" صمت ياغيز قليلا ثم أجاب" إيلا..كنت سأقول لك نفس الكلام..و سأطلب منك ذات الطلب..غريبة..كيف اتفقنا على نفس الشيء..في نفس الوقت..انا موافق..و يهمني جدا أن نبقى أصدقاء..ليس معنى أن ننفصل ان نصبح أعداء او أن نريد الأذى لأحدنا الآخر..لطالما كنت شخصا مهما و مميزا في حياتي..و ستبقين كذلك دائما..اياك أن تنسي هذا..و لا اريدك أن تترددي في طلب مساعدتي اذا احتجتها يوما ما..سأكون دائما موجودا لأجلك..و لن أتأخر أبدا في مد يد المساعدة اليك..أو حتى في الاستماع اليك كصديق جيد ان وجدت في نفسك رغبة في الحديث.. إيلا..سأكون صريحا معك الى أقصى درجة..و أتمنى بألا تجرحك صراحتي..لكن..من حقك علي..أن تعرفي سبب تغيري معك..و سبب تغير مشاعري تجاهك..إيلا..لقد وقعت في حب إمرأة أخرى..آسف لأنك تسمعين مني هذا الكلام..لكن هذا ما حدث..دون قصد مني..و دون أن أدري..وجدتني غارقا في حبها..و لم أستطع مقاومة مشاعري الجارفة نحوها..أتعلمين..لو لم تأتي انت اليوم..كنت سآتي اليك..و أصارحك بكل شيء..لأنني لم اعتد أن اكون رجلا مستهترا و لا مباليا و لا رجلا مخادعا..أتمنى أن تتفهمي كلامي..و ألا تنزعجي منه" ابتسمت إيلا و ردت" و لماذا قد انزعج و قد أصابني ما أصابك..نعم..أنا أيضا..وقعت في حب رجل آخر..حاولت الهرب منه و من مشاعري..لكن..دون جدوى..لقد نجح في هزمي و في اخضاعي لسلطان حبه..أتمنى الا تنجرح من كلامي..لكنها الحقيقة..و مثلما كنت انت صريحا معي..فواجبي أن أكون صريحة معك..لم أخنك..جسديا..و لكنني..تورطت في مشاعر لم أقوى على انكارها..أفهم جيدا ما قلته عن المرأة التي أحببتها..لأنني أعيش نفس الحال..أتمنى ألا تحمل في قلبك لي شيئا من الضغينة أو الحقد بسبب ما قلته..صدقني ياغيز..لم أتعمد الوقوع في حبه..و لم اقصد ذلك..لكنه حدث..رغما عني و عن ارادتي.. آسفة" ربت ياغيز على كتفها و قال" لا تتأسفي..هاقد حدث لنا نفس الشيء..و كأن القدر أراد لنا أن نتشارك نفس المصير لكي يتفهم أحدنا الآخر اكثر و يعذره على تقصيره معه..أتمنى لك السعادة الكاملة لأنك تستحقينها..و من كل قلبي أريد أن أخبرك بأنك ستبقين مميزة جدا عندي و بأنني سأكون صديقك الوفي الذي يدافع عنك و يقف بجانبك متى احتجت اليه..كوني سعيدة دائما" وقفت إيلا و ردت" شكرا لك ياغيز..و أنا أيضا أتمنى لك السعادة الدائمة..و سأكون لك صديقة حاضرة متى احتجتني..ليكن طريقك مفتوحا مع المرأة التي احبها قلبك..كن سعيدا كما يليق بك" عانقها ياغيز عناق الأصدقاء ذوي المعزة الدائمة التي لا تغيرها الظروف و لا تؤثر فيها المشاكل..ربتت هي على ظهره قبل ان تبتعد عنه و تغادر اليخت..فيما بقي هو يراقب ذهابها و قد ارتاح ضميره و فرح بكل ما حدث لأنه لم يظلمها و لم يؤذها..بل عاش كل منهما قصة مختلفة مع شخص آخر جعلت انفصالهما يكون سهلا و حضاريا..

الجريئةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن