لم ينجح صوت الموسيقى العالية في التغلب على صوتها العالي..انزعج ياغيز من صوت ضحكها العالي و مزاحها المبالغ فيه مع الشباب و ظل يحدجها بنظرات غاضبة لكنها لم تهتم..وصلوا الى قصر التوب كابي فأخذ ياغيز يعطيهم لمحة تعريفية عنه" هذا القصر من إنشاء السلطان محمد الفاتح عام ثمان و سبعين و اربعمائة و ألف و كان هو المركز الاساسي للحكم على مدى اربعمائة سنة و سكنه السلاطين العثمانيون..اتبعوني الان لكي نلقي عليه نظرة من الداخل" تبعه الطلبة و راحوا يتجولون بين باحته الواسعة و أسواره العالية و غرفه الجميلة ..و أخذوا يلتقطون الصور التذكارية معا..و واصل ياغيز تقديم وصلات تعريفية بالسلاطين الذين تعاقبوا على الحكم و سكنوا في هذا القصر..و كان بين الحين و الاخر يبحث عنها بعينيه فيجدها وسط مجموعة من الطلبة و الطالبات يتخذون وضعيات مختلفة و يلتقطون الصور..و انتهت الجولة في قصر التوب كابي دون ان يراها لوحدها ولو لثانية واحدة..وقف في باب الحافلة ينتظر مرورها..مرت من أمامه دون ان تنظر اليه..عطرها الساحر تسلل الى اعماقه فأغمض عينيه مستمتعا بتأثيرها عليه..تعمدت هي تجاهله و عدم النظر اليه فاشعلت نيران غضبه و انزعاجه..بعد لحظات ..وصلوا الى قصر دولمابهتشة ..القصر الذي سكنه اتاتورك طوال فترة حكمه و توفي فيه أيضا..كان ياغيز يتقدم طلبته و هو يعطيهم لمحة تفصيلية عن القصر و تاريخه و علاقته بتاريخ تركيا الحديث و خاصة شخصية مصطفى كمال اتاتورك..تجول و اياهم في ردهات القصر و عيناه لا تفارقانها..كان تجاهلها له يزعجه..يحب نظراتها و حركاتها الجريئة..يستمتع بكلامها معه و بسحرها الملقى عليه..غالب نفسه كثيرا لكي لا يقترب منها و لايكلمها..و صلوا الى غرفة مظلمة تسمى غرفة العقاب ..استعان الطلبة بأضواء هواتفهم لكي يستطيعوا الرؤية داخلها..كانت الرطوبة داخلها خانقة و الظلام يبعث الرعب في قلب داخليها..و سرعان ما خرجوا منها خائفين..همت هي بالخروج لكن يدا أمسكت بها و منعتها....ارتعد جسمها خوفا و تسارعت دقات قلبها..و حاولت ازاحة اليد التي وضعت على خصرها و سحبتها نحو محتجزها لكنه لم يتزحزح..شعرت بجسده لصق جسدها..عرفته من رائحة عطره المميز التي اختلطت برائحة جسده الرجولي المثير..انه ياغيز..احتواها بين ذراعيه و عانقها بشدة..كانت تشعر بأنفاسه تلهب عنقها ..سمعت صوت تنهده العميق..يداها احاطتا بكتفيه و تشبثتا به ..ابتعد عنها قليلا و قرب وجهه من وجهها..شعرت بتنفسه المتسارع و الملتهب على وجنتيها..مرر شفتيه على خدها الى ان التقت شفتاه بشفتيها و تمازجتا معلنتين عن قبلة جديدة بينهما
..أخذ كامل فمها بين شفتيه ثم أخذ يتنقل بمتعة بين شفتها العلوية و السفلية..كانت دقات قلبها تقرع كالطبول في اذنيها..و حرارة جسديهما استطاعت ان تتغلب على برد الغرفة و رطوبتها..بادلته قبلاته العنيفة بأخرى أعنف منها ..انطلقت يده باحثة عن عنقها..مرر اصابعه عليه و التفت عليه من الخلف ليقربها منه أكثر و يعمق قبلته أكثر..هذه المرة سمح للسانه باستكشاف ثنايا فمها و معانقة لسانها..لم تكن هزان قادرة على استيعاب ما يحدث بينهما هنا في غرفة العقاب..كأنه عقاب أبدي لا خلاص منه..عقاب لذيذ و ممتع..عقاب قطع انفاسهما و اربك دقات قلبيهما..غرزت اصابعها في شعره و داعبته ..و تشبثت به برغبة قوية في عدم اطلاق سراحه و عدم انتهاء هذا الحلم الذي تعيشه و هي بين يديه..لم تعرف كم مضى من الوقت و هما يتبادلان القبلات..توقف الزمن و أعلن استسلامه أمام لحظات الاحتراق التي يعيشانها معا..ابعد رأسه عنها أخيرا..لم يتكلم..لم يقل شيئا..لقد انهزم امامها للمرة الثانية..انتظرت ان يتكلم لكنه بقي صامتا..فوفرت عليه احراج اللحظة و فتحت الباب و خرجت..
أنت تقرأ
الجريئة
Romanceهناك خيط رفيع بين الجرأة و الوقاحة..بين التحلي بشيء من الإندفاع و الجسارة للحصول على ما نريده..و بين الضرب بكل القيم و المبادئ و الالتزامات عرض الحائط لمجرد ارضاء غرور أو اثبات شيء ما..و قد تتداخل الأمور أحيانا لكي تتشابه الجرأة و الوقاحة من أجل تحق...