..في الكافتيريا جلست هزان صحبة صديقتها بتول التي قالت" هزان..هل انت جاهزة للامتحان ؟ يجب ان تكوني متفوقة كالعادة ..و خاصة في مادةالأستاذ ياغيز " ضحكت و قالت" سأكون بكل تأكيد..لا تقلقي" صمتت قليلا ثم اضافت" أظن ان تاريخ تركيا الحديث سيكون هو محور الامتحان..تأثر الاستاذ ياغيز واضح بشخصية اتاتورك ..لهذا السبب أعتقد بأن الامتحان سيتمحور حول فترة حكمه" قالت بتول" حسنا..سأحفظ كل دروس التاريخ الحديث عن ظهر قلب" رمقتها هزان بنظرة ساخرة و قالت" بتول..صديقتي العزيزة..متى ستفهمين أن الحفظ طريقة سيئة للمراجعة..هناك تفاصيل و تواريخ للحفظ أما الباقي فيجب ان يفهم و يحلل جيدا" هزت بتول رأسها وقالت" انت عبقرية لا تحتاجين للحفظ..أما انا فمسكينة..فهمي محدود لذلك ألتجأ الى الحفظ" وضعت هزان يدها على كتف صديقتها و قالت" لا تقلقي عزيزتي..سنراجع معا و ايا ما تحتاجينه سأساعدك فيه" عانقت بتول صديقتها و قالت" لو تتركين بعضا من جنونكي و جرأتكي الزائدة ستصبحين اكثر صديقة رائعة في التاريخ" ضحكت هزان و لم تجبها و ذهبتا معا الى المكتبة..في البنك ..كانت ايلا وراء مكتبها عندما طلبها المدير الى مكتبه..اضطربت و انزعجت و هي تطرق الباب و تسمع كلمة" تفضل بالدخول" ..دخلت و قالت" طلبتني سيد لافانت " قال" نعم..اجلسي" جلست و هي تتحاشى النظر اليه..قال" ايلا..أريد منكي ان ترافقيني الى اليونان لمدة يومين" وقفت وقالت بصوت مرعوب" لا..مستحيل..لا أستطيع" ضحك و قال" لن نذهب الى هناك لنمرح..بل لنفتتح فرع بنكنا الجديد هناك" قالت بعصبية" اصطحب معك زينب" وقف و قال" ايلا..لا تفعلي هذا..انت مساعدتي و مديرة العلاقات العامة في البنك..انت من يجب ان يرافقني" صمتت قليلا ثم قالت" لا استطيع..آسفة" اقترب منها و قال" ايلا..لماذا تشعرينني أنني منحرف و انني ساغتصبكي بمجرد ان نكون لوحدنا؟ انت تعلمين جيدا انني لست كذلك" صمتت فأضاف" ايلا..اهدئي..لن أقترب منكي..سنذهب في مهمة عمل ..اطمئني" ..هزت رأسها موافقة و خرجت
..عادت ايلا الى اليخت و انتظرت وصول ياغيز بفارغ الصبر ..جاء و قال" مرحبا حياتي..كيف حالكي؟" قالت" بخير حبيبي.." صمتت فجأة فسأل" مالامر؟ هل تريدين ان تخبريني بشيء ما؟" قالت بتوتر" غدا سأسافر مع مدير البنك الى اليونان و سنبقى هناك يومين" ضحك و قال" حسنا ..و لماذا أنت منزعجة؟ ان كنت لا تريدين ان تسافري اعتذري و ينتهي الموضوع" قالت" لا..لست منزعجة من السفر ..منزعجة لانني سأشتاق اليك كثيرا..لا أريد ان اتركك" ..احتضنها و قبل خدها و قال" حياتي..وانا ايضا سأشتاق اليكي..لكن..هذا عملكي و يجب ان تكوني على قدر المسؤولية" هزت رأسها موافقة و صمتت مخفية مخاوفها في أعماق نفسها..قضت هزان طوال اليوم تراجع الدروس برفقة صديقتها بتول و بقيت لتبيت عندها..فاهتمت مدبرة منزلها باعداد مالذ و طاب لهما من مشروبات و مأكولات لتستطيعا السهر و التركيز..اليوم الموالي كان يوم عطلة..استغلت هزان وقت فراغها و ذهبت الى اليخت..يخت والدها كان يرسو كالعادة بجانب يخت ياغيز..رأته يودع ايلا التي كانت تحمل حقيبة صغيرة تدل على سفرها..عانقها و قال يوصيها" اعتني بنفسك جيدا..و اتصلي بي فور وصولك..رحلة موفقة حياتي" قبلته قبلة خفيفة على فمه و قالت"سأفعل..اعتني بنفسك..و لا تنظر يمنة أو يسرة.. سأشتاق اليك حياتي..الى اللقاء" و ركبت سيارتها و اتجهت الى المطار..نظر هو الى هزان التي نزلت من سيارتها و صعدت الى يخت والدها و قالت" مرحبا أستاذ" قال" مرحبا هزان..هل انت جاهزة لامتحان الغد؟" اجابت و هي تبتسم" اكيد..لا تقلق أستاذ..سأكون عند حسن ظنك" قال" سنرى..يوما سعيدا " و اختفى داخل يخته..
أنت تقرأ
الجريئة
Romanceهناك خيط رفيع بين الجرأة و الوقاحة..بين التحلي بشيء من الإندفاع و الجسارة للحصول على ما نريده..و بين الضرب بكل القيم و المبادئ و الالتزامات عرض الحائط لمجرد ارضاء غرور أو اثبات شيء ما..و قد تتداخل الأمور أحيانا لكي تتشابه الجرأة و الوقاحة من أجل تحق...