..لم يكن غاضبا..لكنه كان يريد ان يبقى لوحده لكي يتذكر فعلته الجنونية..مندهش و مصدوم من نفسه..كيف فعل ذلك؟..لقد قبّل طالبته منذ قليل..و لم تكن قبلة عادية..بل قبلة افقدته توازنه و أنسته تعقله..قبلة مختلفة عن كل قبلة سبقتها..رحيق شفتيها مميز و طعم قبلتها فريد من نوعه..أغمض عيونه و وضع رأسه بين يديه..لم يأبه لإيلا الواقفة أمامه و كأنها صنم..تحملق فيه بدهشة و بإستغراب..كان في دنياه الخاصة به..يستذكر كل ثانية من تلك القبلة المحمومة التي تبادلها مع هزان..غريبة تلك الفتاة..و مثيرة بكل ما فيها..كيف تغلّبت عليه و هزمته و جعلته ينسى نفسه أمامها؟ كيف نزعت عنه عباءة الأستاذ الذي لطالما حافظ على مسافة أمان بينه و بين طالباته؟ كيف جعلته يعود مراهقا مندفعا بلا تعقّل أو رصانة؟ كيف نجحت في التأثير فيه و جعله ينسى أنه رجل مرتبط و يحب خطيبته؟ نعم..خطيبته..تلك التي عاد لأجلها من مصر و تخلى عن وظيفة مهمة جدا لأجل عيونها..أين ذهب هذا الحب الذي يكنه لها؟ ألهذه الدرجة لم يكن حبه لها قويا؟ لماذا لم يحمه حبه لها من الانحدار في علاقة مع طالبته؟ لماذا لم يمنعه من التأثر بهزان و الإقدام على تقبيلها و الاستمتاع بهذه القبلة الممنوعة؟ غريب ما يحدث له..ارتدت ايلا ملابسها و ذهبت الى شقتها..فياغيز لم يكن في مزاج يسمح لهما بأن يكونا معا ..لم ينتبه حتى لذهابها..كان غارقا في افكاره و أسئلته و حيرته..مرر لسانه على شفتيه و أغمض عينيه متذكرا كل تفصيلة من قبلتهما..سمع صوت هزان فخرج الى سطح اليخت و جلس قبالة يختها ..كانت تمرح مع بتول و قد قام الاخرون باخفاض صوت الموسيقى و حاولوا عدم ازعاجه..تعلقت نظراته بها ..كانت حالتها مثل حالته..تحاول ان تتناسى و تكون طبيعية لكنها تشرد بين الفينة و الاخرى فتنبهها بتول بلكزة او ضربة خفيفة على كتفها..وضعوا موسيقى هادئة فباغتها صرب و سحبها بين ذراعيه ليرقصا معا..حاولت التملص منه عندما لاحظت نظرات ياغيز الملتهبة لكنه ابقاها في حضنه مداعبا شعرها كعادته..تضايقت من حركاته و قالت" توقف عن هذا صرب..تعرف جيدا أن هذا يزعجني" ..تابع ياغيز حركاتهما و رقصهما و هو يشتعل غيرة عليها..يد صرب التي وضعها على خصرها و الاخرى التي داعب بها وجهها و شعرها أشعرتاه انه يختنق..أبعد عيونه عنهما و كأنه انتبه لنفسه للتو..يجب أن يهرب من هذا الشعور الغريب الذي يسيطر عليه..يجب أن يحمي نفسه من التورط في علاقة ممنوعة مع طالبته..يجب أن يعيد ترتيب حياته بالشكل الذي يليق به و يناسبه..تحررت هزان من ذراعي صرب و ابتعدت الى زاوية اليخت..رن هاتف ياغيز فوقف و قال" نعم إيلا..آسف لأنني لم.." قاطعته باكية" ياغيز..هلا أجبتني مالذي يحدث لك..لقد ذهبت و لم تنتبه حتى لذهابي..لم تتبعني..مالامر؟ مالذي تغير في هذين اليومين؟" كلامها جعله يشعر بالذنب تجاهها فقال" لم يحدث شيء..ايلا ..انا" قاطعته" انت ماذا ياغيز؟ هل أحببت احدا غيري؟ هل توقفت عن حبي؟ أجبني ارجوك" قال" لا..لم يحدث هذا..انا احبك انت..لا تغضبي..انا قادم اليك..انتظريني" و قطع الاتصال و خرج..ركب سيارته و ذهب اليها..

أنت تقرأ
الجريئة
Storie d'amoreهناك خيط رفيع بين الجرأة و الوقاحة..بين التحلي بشيء من الإندفاع و الجسارة للحصول على ما نريده..و بين الضرب بكل القيم و المبادئ و الالتزامات عرض الحائط لمجرد ارضاء غرور أو اثبات شيء ما..و قد تتداخل الأمور أحيانا لكي تتشابه الجرأة و الوقاحة من أجل تحق...