51..ماذا فعلت؟

3.1K 72 23
                                    

أبى ياغيز أن يترك هزان أو أن يسمح لها بالابتعاد عنه..تحمّل ضربات يديها على صدره و تخبّطها بين ذراعيه..لفّ يديه حول خصرها و شبكهما فصارت سجينة أحضانه..دفن هو وجهه في عنقها و هو يتمتم بصوت مبحوح" لقد كنت احمقا..أعترف لك بذلك..كنت أظن بأنك عاقبتك أنت فقط..لكنني في الواقع عاقبت نفسي ايضا..فأن تكوني قريبة مني هكذا و ألا ألمسك او أقبّلك فهذا الجحيم بعينه بالنسبة الي" ضربته على صدره بكفيها و هي تكرر بصوت مرتعش" لا اريد..اتركني..دعني اذهب" رد هو بنبرة خافتة" اهدئي هزان..و انت الآن بين ذراعي ادركت بأنني لم أعد غاضبا منك..ثلاث سنوات كانت كافية لعقاب كلينا..لقد حرم أحدنا من الآخر..و آن الوقت لكي نضع كل ما حدث في الماضي خلف ظهرنا و نبدأ صفحة جديدة معا..اللعنة هزان..لقد اشتقت اليك كثيرا..أنت المرأة الوحيدة التي أجد نفسي متلهفا لرؤيتها و لاحتضانها و تقبيلها..أنت الوحيدة التي تتحكم بي و تجعلني رهن اشارتها..كنت اظن بأن غضبي منك و جرح كرامتي أكبر من حبي لك..لكنني كنت مخطئا..هذا الحب أكبر من كل الغضب و الجروح و الألم..اهدئي حبيبتي و " لم تدري هزان كيف سحبت يدها و اهوت بها على وجهه في صفعة قوية أجبرته على التراجع الى الخلف..

اهدئي حبيبتي و " لم تدري هزان كيف سحبت يدها و اهوت بها على وجهه في صفعة قوية أجبرته على التراجع الى الخلف

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

صاحت به هزان بطريقة هستيرية و قد بدأت تفقد السيطرة على نفسها" حبيبتك؟ من؟ انا؟ يا للوقاحة..لا أكاد اصدق ما أسمعه منك..بهذه البساطة تتحدث عن نسيان ما حدث و عن فتح صفحة جديدة بيننا؟ عن اية صفحة جديدة تتحدث؟ و هل ظل في كتاب علاقتنا صفحات؟ ألست أنت من مزّقها مثلما مزّقت ثيابي و نزعتها عني؟ ألست أنت من داس علي و عاملني باحتقار و ازدراء؟ ألست أنت من ترك كل شيء و سافر دون أن ينظر وراءه؟ حبيبتك؟ ههه..هذا مضحك حقا..انظر الي جيدا..انظر..هل تبقى شيء من هزان التي عرفتها فيما مضى؟ هل هناك بقايا منها في ملامحي او في تصرفاتي؟ هل نسيت بأنك انت من قتلها و دفنها؟ هذه الجثة الواقفة امامك الآن هي نتاج ما فعلته أنت..نتاج ظلمك و قسوتك و جبروتك..نتاج عنجهيتك و غرورك اللذان منعاك من الاستماع الي و من اعطائي فرصة للدفاع عن نفسي؟ نتاج اذلالك لي و اعتبارك لي مجرد فتاة رخيصة بلا مبادئ أو أخلاق..اذا لم تحارب من اجل شيء تحبه..و اذا تخليت عنه بسهولة و تركته خلفك دون اي مجهود يذكر..فهذا يعني بأنه لا يستحق العناء..و هذا الحب الذي تتبجح به الآن كان اوهن من بيت العنكبوت..مزقته اول ربح هبّت عليه..أنا أخطأت..نعم..أخطأت..في طريقة اقتحامي لحياتك..و في الطريقة التي تقربت بها منك..لكن هذا لا يعطيك الحق بأن تعدمني دون أن تستمع الى أقوالي..خطئي و حماقتي و تصرفي الطفولي لا يمنحك الحق في اذلالي و اهانتي و معاملتي معاملة العاهرات و بنات الليل..و الآن تعود و كأن شيئا لم يكن لتطلب مني بأن ننسى ما حدث و نبدأ من جديد..و من قال لك بانني ساكون قادرة على ذلك؟ من قال لك بأنك مازلت حيّا في داخلي بعد ما فعلته معي؟ من قال لك بانني مازلت أنا مثلما تركتني؟ من قال لك بانني قادرة على مسامحتك؟ لا سيد ياغيز..آسفة..لن أغفر لك..ما..فعلته..بي..لن..أنسى..الذل..و..القهر..الذي..جعلتني..أشعر..بهما..أنا..لست...." و لم تنجح هزان في انهاء كلامها لانها وقعت ارضا و راحت تهتز كورقة شجرة في مهب الريح..جثى ياغيز أمامها و هو يسأل بقلق" هزان..هزان..انظري الي..هل انت بخير؟ ماذا اصابك؟ اجيبيني لو سمحت..هزان..انظري الي..أنا هنا..هزان" لكنها كانت تنظر في الفراغ و تلهث و هي غير قادرة على التنفس و جسدها يختلج اختلاجا..لمس ياغيز يدها فوجدها متجمدة و اصابعها متصلّبة..لم يفهم مالذي أصابها..حاول أن يساعدها على الوقوف لكن جسدها كان صلبا كالحجر..امتلأت عيونه بالدموع و هو يراها للمرة الأولى على تلك الحال..و رجح بأن يكون هو السبب فيها..بحث عن هاتفه لعله يتصل بالاسعاف لكنه لم يجده..كان يعلم بأن إيلكر قد سرقه منه لكي يمنع اتصاله به او بغيره و لكي لا يترك لهما مفرا من الحديث مع بعض..لكن الوضع طارئ الآن و يحتاج الى تدخل سريع..سمع صوت مفتاح يوضع في الباب..فركض نحوه و ما ان اطل إيلكر و بتول برأسهما حتى صاح بهما ياغيز" ساعداني..هزان..لا اعلم ماذا اصابها" جرت بتول نحوها و لمستها و هي تقول" كم انا حمقاء..لم أتوقع أن تعود لها هذه الحال..أنا آسفة هزان..حاولي أن تتنفسي حبيبتي..انظري الي..انا هنا..معك" سألها ياغيز" ما هذه الحال؟ و لماذا يحدث معها هذا؟ و منذ متى؟" رمقته بتول بنظرة غاضبة و ردت" منذ الليلة التي تركتها فيها..بقيت لأيام في المستشفى و الحمّى تأكل جسدها..لم نكن نعلم عندئذ ان كانت ستشفى أم لا..و عندما عادت الى المنزل بعد شفاءها..صارت تصيبها هذه الحال كلما..غضبت..او توترت كثيرا..مثل نوبة الهلع ..انتظر..لدي علبة دواء اخذتها اليوم عندما رأيتها تقع من حقيبتها" وجدت بتول علبة الدواء فأعطت حبة منها لهزان و ساعدتها على ابتلاعها و هي تلامس وجهها بحنان و تذكّرها بأنها ليست وحدها و بأنها موجودة معها..أخفى ياغيز وجهه بين يديه و همس بصوت خافت" يالله..ماذا فعلت أنا؟ ماذا فعلت؟ لماذا تسرعت في الحكم عليها؟ لماذا لم أسمعها؟ لماذا قسوت عليها هكذا؟ لقد ظلمتها كثيرا" ردت بتول" نعم..لقد فعلت..و كثيرا..لا أعلم مالذي حدث بينكما لانها لم تخبرني..حتى علاقتكما لم اعلم بها سوى يوم انتهاءها..لم تحدث هزان احدا عن حبكما الكبير..كانت تحبك اكثر مما تتخيل..و ابتعادك عنها كان اقوى من أن تستطيع تحمله..ليتك انتظرت قليلا لكي تفهم ما حدث و لكي تسمع منها..مهما كان ما فعلته..لم يكن يجب أن تتخلى عنها و أن تقهرها ببعدك عنها بتلك البساطة..لقد دمرتها" استعادت هزان وعيها و بدأت تعود تدريجيا الى حالتها الطبيعية فنظرت الى بتول و قالت" اصمتي..و لا تقولي له شيئا..هيا لنذهب من هنا..أريد أن أعود الى الفندق" هم ياغيز بالاقتراب منها فرمقته بنظرة حادة جعلته يتراجع الى الخلف ..ساعدها إيلكر على الوقوف ثم رافقهم الى الأسفل حيث كانت السيارة في انتظارهما..أما ياغيز فارتمى على الاريكة و راح يبكي بحرقة و قد تمزق قلبه حزنا على حبيبته التي اوصلها بيده الى حال مأساوية لا تحسد عليها ..

أما ياغيز فارتمى على الاريكة و راح يبكي بحرقة و قد تمزق قلبه حزنا على حبيبته التي اوصلها بيده الى حال مأساوية لا تحسد عليها

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
الجريئةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن