25..لن أخسره

2.6K 58 8
                                    

في مطعم مطلّ على البحر..راقب صرب هزان التي لم تنطق بحرف منذ وصولهم و لم تضع لقمة واحدة في فمها..كانت تلعب بالشوكة في صحنها دون أن تشارك رفاقها حديثهم و مرحهم..نظر اليها صرب و سأل بقلق" هزان..نحن هنا..لماذا لا تشاركيننا حديثنا؟ متى صرت كئيبة هكذا؟ لا أكاد أعرفك" انتبهت من شرودها و ردت" لا شيء..أنا متعبة فقط..لم أنم جيدا ليلة البارحة..آسفة لأنني أفسدت عليكم جلستكم" ربت صرب على يدها و قال" لا تقولي هذا هزان..أنت تعلمين بأنك عزيزة جدا على قلبي و لم أتعود أن أراك هكذا..أخبريني..مالذي يزعجك و يجعل النوم يجافي جفونك؟ ألا تثقين بي و لا برفيقتك المقربة؟ شاركينا همك لكي ترتاحي" تنهدت هزان بعمق و أجابت" لا تشغل بالك..بعض المشاكل في المنزل..سأتجاوزها و أعود الى سابق عهدي..لا تقلق" هز صرب كتفيه و هو يقول" مع أنني لم أقتنع بإجابتك..لكنني سأقبلها منك..لكن اسمعي..سأمهلك حتى نهاية الفطور لكي تريني ابتسامتك الجميلة تلك..و الا رميتك في البحر و تخلصت منك..هل فهمت؟" إبتسمت و قالت" ها قد ابتسمت..هل ارتحت الآن؟" ابتسم بدوره و رد" نعم..يسعدني كثيرا أن أراك بخير..لا يليق بك سوى السعادة و الفرح هزان..دعك من التفكير و الغم..و لنمرح معا" تناولوا فطورهم ثم ذهبوا معا الى اليخت حيث قرروا السباحة معا هربا من حرارة الطقس الحارقة..
بعد اطمئنانه على صحة العم فؤاد..استأذن ياغيز في الذهاب الى اليخت لكي يرتاح قليلا و يبدل ملابسه ثم يعود فقالت له الخالة صفية والدة إيلا" اذهب يا ولدي و لا تقلق..لقد قمت بالواجب و أكثر..لقد أتعبناك معنا كثيرا" قبل ياغيز جبينها و رد" لا داعي لهذا الكلام خالة صفية..نحن عائلة..و لا يوجد تعب بين أفراد العائلة الواحدة..ان احتجت الى أي شيء اتصلي بي فورا" ثم التفت الى إيلا و قال" حبيبتي..لن أتأخر في العودة..لا تترددي في الاتصال بي ان جدّ أي جديد" عانقته إيلا بحرارة ثم تابعته بعيون حزينة و هو يبتعد..سألتها أمها" ابنتي..مالأمر؟ لماذا تبدين منزعجة و قلقة؟ هل أنت على خلاف مع ياغيز؟" هزت برأسها نافية ذلك و أجابت" لا..نحن على وفاق..لكنني..أخاف..أن أخسره..أنا أحبه كثيرا" ردت المرأة" و لم قد تخسرينه لا سمح الله؟ ألا تحبان بعضكما بما يكفي لكي تتغلبان على كل المصاعب معا؟ ثم تأكدي بأنك لن تجدي لنفسك من هو أحسن من ياغيز..انه حنون و مهذب و مراعي..ألم تري كيف اهتم بنا و بقي معنا طوال الليل..و علمت من ادارة المشفى بأنه تكفل بكل مصاريف العلاج..انه رجل لا يعوض..اياك أن تخسريه يا ابنتي" اغرورقت عيون إيلا بالدموع و قالت" لن أفعل..لا تقلقي"..
أوقف ياغيز سيارته أمام اليخت و ترجل و هو ينظر بإتجاه يخت هزان الذي لم يكن راسيا في مكانه..شعر فجأة بفراغ كبير يلف المكان..لقد تعود أن تكون بجانبه و بالقرب منه..لقد اشتاق لمرحها و لشقاوتها و لكل تفاصيلها..جرجر ساقيه و صعد الى اليخت..نزل الى الغرفة السفلية و ارتمى بثيابه على السرير..كان مرهقا جدا..جسده متعب و عقله كذلك..و لا تسل عن قلبه الذي صار يقوده الى طريق آخر يخشى التورط فيه و الانسياق خلف مشاعره القوية التي يحسها الآن..أغمض عيونه و سرعان ما غطّ في نوم عميق..

الجريئةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن