لفّت هزان ذراعيها حول عنق ياغيز و استسلمت لسيل قبلاته الجارف بل و بادلته إياه و كأنها لا تريد لتلك اللحظات الرائعة أن تنتهي..وجودها معه و بين ذراعيه يعادل الكون بالنسبة إليها..يجعلها تشعر بسعادة لا مثيل لها..يحملها فوق الغيوم و يجعل الفراشات تتطاير في بطنها..داعبت يداها خصلات شعره الذهبي من الخلف و التصقت به أكثر و كأنها لا تنوي أن تنفصل عنه أبدا..أما هو فكان مأخوذا بها و بتفاصيلها كعادته..يقبّلها بشغف و بلهفة و كأنه يقبّلها للمرة الأولى..يقبّلها برغبة في ختم تلك الشفاه بختمه الخاص حتى لا يقترب منهما أحد و لا يجرؤ على لمسهما..يرتشف من رحيقها المسكر بطمع عاشق يريد المزيد دون توقف..
تبادلا قبلات مجنونة لمدّة من الزمن ثم رفع هو رأسه و نظر اليها و هو يهمس بصوته المبحوح الذي يبعث الرعشة في جسدها" هزان..ماذا تفعلين بي؟ أنت تقودينني الى الجنون..لا اريدك أن تبتعدي عني و لو للحظة واحدة..أحبك بصدق لا مثيل له..و بقلب شفاف و نقيّ..أحبك بنضج رجل راشد يدرك جيدا ما يريده و أعشقك بشغف و لهفة مراهق يفقده الحب صوابه" صمت قليلا ثم وضع جبينه على جبينها و نظر داخل عيونها و كأنه يرى فيهما انعكاسا لصورته ثم همس من جديد" هزان..ان كنت تريدين الخروج من هنا قبل أن أفقد ما تبقى من عقلي فافعلي الآن لأنني قد أجنّ و أستبقيك بين ذراعي طوال الليل غير آبه بشيء" رفعت هزان عيونها نحوه و لم تنتبه لنفسها و هي تعضعض شفتيها و تفكر فيما تقوله له..تعلقت عيونه بشفتيها من جديد و قال و قد ارتسمت ابتسامة رقيقة على شفتيه" هزان..ان كنت تريدين الذهاب فتوقفي عن فعل هذه الحركة..انها تثير جنوني" عادت هزان الى جنونها و جرأتها من جديد و نظرت اليه بتحدّ و واصلت عضعضة شفتيها..لم يستطع السيطرة على نفسه أكثر من ذلك..اهوى على فمها يقبّله من جديد و جذبها من يدها نحو السرير القريب منهما..جلسا احدهما بجانب الآخر دون أن تنفصل شفاههما أو تتوقف قبلاتهما..أنشب ياغيز اصابعه في خصلات شعرها الطويل و شدّها نحوه أكثر فأكثر..أما هي فمدت يديها نحو قميصه الأسود الذي كان يرتديه و راحت تفتح أزراره على مهل و هي تبادله قبلاته الهوجاء..نزعت عنه القميص و راحت يداها تتحسسان عضلات صدره العريض و تتلمسان جسده الرجولي المثير..لمسات اصابعها الباردة على جسمه المشتعل الهبت حواسه و قضت على ما تبقى من منطقه و تعقّله..فراح يفتح ازرار قميصها و يمرر شفاهه على رقبتها و عظام ترقوتها..وضع يديه على خصرها و رفعها قليلا ليمدّدها على السرير و ينحني فوقها و يواصل تذوق ذلك الطعم المميز لجلدها..اصابعه احتبست نهديها النافرين و تحسست امتلاءهما فيما واصلت شفاهه التحرّك بحرية على عنقها و كتفيها..كانت هزان تشعر بضغط رجولته المتصلبة على انوثتها من فوق الثياب التي تحول بينهما.. إنها تثيره كما تثير المرأة الرجل و تستفز رجولته..نزل ياغيز بقبلاته الى بطنها فارتعدت بقوة و لم تستطع كتم تأوهاتها أكثر من ذلك..رفع هو عيونه و نظر اليها و هو يفتح زر و سحاب بنطالها قبل أن تندس يده تحت ثوبها الداخلي لتداعب أنوثتها و تعبث بها..عضت هزان شفتيها و انشبت أصابعها في ملاءة السرير الحريرية في محاولة يائسة لكتم تأوهاتها و السيطرة على انفعالاتها..عاد يقبّل شفتيها دون أن يوقف مداعباته المثيرة..كانا يحترقان بنيران الرغبة العارمة و يشتعلان على مهل بتلذّذ و استسلام..كانا للحظات خارج الزمان و المكان و منفصلين عمّا يدور حولهما الى حين أن سمعا صوتا نسائيا ينادي في الخارج قائلا" ياغيز..هل أنت هنا؟" انتبه ياغيز لنفسه و رفع وجهه عن هزان و هو يهمس" إنها إيلا" قطبت هزان جبينها و اشتعلت عيونها غيرة و سألت و هي تحاول السيطرة على نبرة صوتها اللاهثة" مالذي اتى بها الآن؟ ماذا تريد؟" رفع نفسه عنها و رد" لا أعلم..ابقي هنا..سأراها و أعود" صعد ياغيز الى الأعلى بعد أن ارتدى قميصه فوجد إيلا تقف عند الحاجز الحديدي..سألها" خيرا إيلا..مالأمر؟ هل أنت بخير؟" مررت إيلا يدها على جبينها و أجابت" أنا بخير..لكن..يجب أن نتحدث..هناك أمر ضروري علي اخبارك به" زم شفتيه و سأل من جديد" هل هو أمر مستعجل الى هذه الدرجة؟" نظرت اليه و قالت" نعم..انه أمر مصيري..لنتحدث لو سمحت" قال بعد صمت" حسنا..اصعدي الى الأعلى و سأوافيك على الفور" فعلت إيلا ما طلبه منها و عاد الى الغرفة حيث رتبت هزان هيأتها..سألته فورا" مالذي تريده؟" هز كتفيه و أجاب" لا أعلم..طلبت أن نتحدث..و أنا أريد ذلك ايضا..يجب أن اصارحها بالحقيقة..لكي اكون حرا..و ملكا لك لوحدك" وقفت هزان و قالت" حسنا..سأذهب..لكن" اقتربت منه و أضافت بنبرة تهديد واضحة" إياك أن تلمسها أو تسمح لها بالاقتراب منك..و إلا قتلتك" ابتسم و قد أسعدته غيرتها عليه..طبع على فمها قبلة رقيقة قبل ان يراقب ذهابها و يصعد الى الأعلى حيث كانت إيلا تنتظره..
أنت تقرأ
الجريئة
Romansهناك خيط رفيع بين الجرأة و الوقاحة..بين التحلي بشيء من الإندفاع و الجسارة للحصول على ما نريده..و بين الضرب بكل القيم و المبادئ و الالتزامات عرض الحائط لمجرد ارضاء غرور أو اثبات شيء ما..و قد تتداخل الأمور أحيانا لكي تتشابه الجرأة و الوقاحة من أجل تحق...