39..الصدمة

2.9K 66 12
                                    

بقي ياغيز متكئا على حافة الحاجز الحديدي ليخته عندما اطلت هزان على سطح يختها..التفتت اليه و سألت" هل انت بخير؟ هل كل شيء على ما يرام؟ هل آتي اليك؟" ابتسم و أجاب" لقد تأخر الوقت حبيبتي..و بعد يوم لديك امتحان مهم..أنا بخير لا تقلقي" سألت هزان من جديد" ماذا كانت تريد إيلا؟ لماذا أتت؟" رد" لقد طلبت أن ننفصل و نفسخ خطوبتنا" سألت هزان بلهفة" حقا؟" رد" نعم..هذا ما حدث..لقد انفصلنا..بشكل ودي و حضاري..و كل منا سيذهب في طريقه الخاص الآن" علقت هزان بسعادة" اووه..لقد ارتحت الآن" نظر ياغيز الى ابتسامة النصر التي ارتسمت على وجهها و سأل بقلق" لماذا تتحدثين و كأنك قد انتصرت عليها؟ هل كنت تعتبرين الأمر تحدّيا بالنسبة اليك؟" ارتعد جسد هزان و سارعت الى الانكار قائلة" لا..لكنني اغار عليك منها..و لا احتمل رؤيتها بقربك..و اريدك لي وحدي..أليس هذا من حقي؟" بقي ياغيز ينظر اليها لوهلة قبل أن يقول" اسمعي هزان..صحيح أنني انفصلت عن إيلا..و لم نعد في علاقة رسمية..لكن هذا لا يعني بأنني اخرجتها من حياتي تماما..لقد اتفقنا أن نظل أصدقاء..و وارد جدا ان تريني معها هنا او هناك..فلا داعي لتأويل الأمور بطريقة صبيانية..اذهبي الآن و نامي..و استعدي جيدا للامتحان..و إلا حرمك الأستاذ من العلامة الكاملة" قالت" سأعمل على كسبها كعادتي..و أعلم بأنك لن تجاملني و لن تظلمني..ليلة سعيدة" رد" نوما هنيئا هزان" و اختفى كل منهما داخل يخته..
مرّ اليوم الموالي على هزان و هي تستعد للامتحان رفقة صديقتها بتول في منزل والديها..حيث حظيتا بالاهتمام و الدلال و بأحسن الظروف الملائمة للاستعداد..أما ياغيز فقضى يومه صحبة إيلكر على متن يخته..أبحرا و قاما بإصطياد بعض الأسماك و أعدا الغداء و تناولاه هناك في عرض البحر..و لم يسلم ياغيز من تلميحات صديقه حول علاقته بهزان خاصة بعد أن أخبره بأنه انفصل عن إيلا..لكن ياغيز قرر تجاهل كل كلامه لكي لا يفسد متعة اليوم عليهما.
و جاء يوم الامتحان..ارتدت هزان فستانا برتقاليا لامعا و  قصيرا يظهر جمال جسمها

و زينت اذنيها بأقراط جميلة تلائم لون الحذاء ذي الساق الطويلة الذي ارتدته

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

و زينت اذنيها بأقراط جميلة تلائم لون الحذاء ذي الساق الطويلة الذي ارتدته..كانت مستعدة كما ينبغي للامتحان النهائي..و كانت قد توقعت الأسئلة مسبقا..و جاءت اغلب توقعاتها صحيحة..جلست في القاعة بالقرب من صديقتها بتول و انتظرت دخول ياغيز الى القاعة..بعد لحظات..دخل و هو يحمل اوراق الامتحان..

كان يرتدي سترة جلد بنية اللون

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

كان يرتدي سترة جلد بنية اللون..قميصا اسودا..و سروالا أسودا يلائمه..رمقها بنظرة ذات معنى قبل ان يوزع الاوراق و يعلن بدأ الامتحان..لم يقترب من هزان لانه لم يرد ان يشتت تركيزها..فبقدر ما كان يحبها..بقدر ما كان مهتما بنجاحها و بمستقبلها..ثلاث ساعات كاملة مرت و هزان تصب كل تركيزها على اوراقها..كتبت بطريقة منظمة و أنهت امتحانها بسلاسة..سألها عندما اعطته ورقتها" كيف كان الامتحان؟" ابتسمت و ردت" ممتاز..شكرا لك استاذ" و تعمدت أن تمرر يدها على يده و هي تعطيه الأوراق فابتسم و راقبها و هي تخرج..
عادت الى المنزل ثم منه الى اليخت حيث اتفقت مع بتول على الاحتفال بعيد ميلادها الذي لم تتذكره الا عندما هنأتها به صديقتها..دعت هزان أصدقائها و اتفقت معهم على الاجتماع على اليخت الساعة الثامنة ليلا..اشترت بعض اللوازم و انكبت هي و بتول على تحضير كل شيء..كانت في المطبخ في اسفل اليخت عندما قالت بتول" هزان..ألن تخبريني بما يحدث معك..ها قد انهينا الامتحان..و لم تعد لديك حجة للهرب من الاجابة" ابتسمت هزان و ردت" حسنا..سأخبرك..لكن..يجب أن يبقى ما سأقوله سرا بيننا" قالت بتول بحماس" أعدك بذلك..قولي" ارتسمت السعادة على وجه هزان و هي تجيب" انا..و ياغيز..معا..لقد اعترف لي بحبه..و أنا ايضا..و نحن الآن في علاقة..اضافة الى أنه انفصل عن خطيبته" صاحت بتول بسعادة" ماذا تقولين؟ لا اكاد أصدق..كيف نجحت في اخفاء هذا عني؟ هذا رائع هزان..أتحبّان بعضكما حقا؟ أم أن الأمر كله انهاء لخطتك التي بدأتها منذ البداية؟" قطبت هزان جبينها و ردت" أحبه..من كل قلبي..و واثقة بأنه يحبني..و ليس للامر علاقة بالغباء الذي فعلته في البداية"..كانتا تتكلمان بصوت عالي دون ان تنتبهان الى وقع الأقدام التي صعدت على اليخت و التي اقتربت منهما و راحت تسمع حديثهما الآن..قالت بتول" لا بد و أنك تشعرين بالنصر..ها قد تحقق ما رغبت به منذ البداية..من كان يقول بأن الأستاذ الصارم ياغيز ايجمان سيقع في شباكك و ينفصل عن خطيبته لأجلك؟ ..اعلم جيدا بأنك فتاة جريئة و قادرة على الايقاع بمن تشاءين من الرجال..لكن ..الأستاذ ياغيز..لم اتوقع أن تنجحي هذا النجاح الباهر صراحة..يبدو أن الجرأة و حركات الاغراء و الدلال تؤتي أُكلها..علميني القليل منها لكي أحصل على ما أريد أنا ايضا" ردت عليها هزان تمازحها" مع الأسف..اسمك بتول..و ليس هزان..و لا تستطيعين الانتصار في معركة كمعركتي..تعرفينني جيدا..متى وضعت شيئا في رأسي و لم أحصل عليه؟  أستطيع ان ألين الصخر بدلالي و بحركات الاغراء التي اجيدها جيدا..انا فتاة على قدر التحدّي..و دائما ما افوز في النهاية..و أحصل على ما اريد..و لا اتراجع قبل أن أحقق فوزا مدويّا" ..وقع هذا الكلام على اذني ياغيز الذي صعد على اليخت لكي يراها و يهنأها بعيد ميلادها كوقع الصاعقة المرعبة..شحب وجهه بشدة و تراجع الى الخلف و غادر قبل أن ينتبها اليه..

الجريئةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن