28..غيرة عمياء

2.7K 68 6
                                    

على ظهر يختها..استلقت هزان قبالة الشمس و هي تطمع بأن تكتسي بشرتها لونها برونزيا جميلا..ارتشفت رشفة من عصير البرتقال الطازج الذي أعده صرب بمهارة كبرى ثم نظرت ناحية بتول فوجدتها تغط في نوم عميق و قد غطت وجهها بقبعتها..أخذت الكريم المضاد للشمس من حقيبتها و راحت تدهنه على جسمها..صعد صرب الى الأعلى حاملا كأسا من النبيذ المثلج و جلس بجانبها..تأملها لوهلة ثم قال" مازلت أستغرب كلما نظرت اليك..متى أصبحت فتاة جميلة و مثيرة هكذا؟ كنت طفلة مشاغبة و مدللة..أما الآن فقد اختلف الأمر تماما" غمزته بخفة و أجابت" لكنك بقيت على حالك..ولد بغيض و مستفز..و لن تتغير أبدا" أخذ الكريم من يدها و راح يدهنه على ظهرها..سألها فجأة" هزان..هل سبق و وقعت في الحب؟" ارتبك صوتها و هي تقول" اممم..لا أدري..لا أظن..لطالما كان الشباب يركضون خلفي لكنني لم أكن أهتم" سألها من جديد" و الآن؟ ألا يوجد أحدهم يشغل بالك و يجعلك تشردين من حين الى آخر؟ لا تعتقدي بأنني لم ألحظ هذا..انها المرة الأولى التي أراك فيها هامدة و كئيبة و شاردة..تفكرين و تشردين..و تحاولين ألا تظهري ذلك لنا..لكنك تفشلين في الاخفاء..فأجيبيني..من سعيد الحظ هذا؟" تنهدت هزان بعمق و ردت" كنت أعلم بأنك ستنتبه الى ما أمر به من تخبّط و اضطراب..نعم..معك حق..أنا واقعة في حب شخص..لا أمل لي معه..و لا أعتقد بأن علاقتنا ستكون حقيقية ذات يوم" قطب صرب جبينه و سأل" أوف..و لماذا؟ هل هو متزوج؟" ردت" لا..لكنه مرتبط..و صراحة..ابتدأت أنا الأمر معه..غازلته و حاولت أن ألفت انتباهه..كان الأمر في البداية مجرد لعبة..و تحدي..لكنني..و دون وعي مني..وقعت في حبه..و لا أدري مالعمل الآن" انتفض صرب واقفا و صاح بها" هكذا؟ بهذه البساطة تتلاعبين بحياة الناس و بمشاعرهم؟ و أنا الذي اعتقدت بأنك صرت ناضجة و متعقلة..لا..مستحيل..أنت مازلت على ما أنت عليه..فتاة مدللة و أنانية..الرجل مرتبط..و أنت تغازلينه..بهذه البساطة؟ ألم تفكري و لو لوهلة كيف سيفكر بك؟ هل سيحترمك يوما؟ ألن يرى فيك فتاة سهلة المنال و لا قيمة للأخلاق و للارتباط لديها؟ لا أصدق..عيب ما فعلته هزان..ان لم أقل بأنها قلة أدب" امتلأت عيون هزان بالدموع و لم تعد تدري بم تجيبه..انه على حق في كل ما قاله..و هي تعي هذا جيدا..لقد أخطأت منذ البداية..لكنها الآن عاجزة عن اتخاذ أي قرار يصلح ما فعلته..رمقها صرب بنظرات غاضبة و ما ان رأى دموعها تسيل على خديها حتى اقترب منها و احتواها بين ذراعيه و هو يقول" لا تبكي..لا أحتمل رؤية دموعك..آسف لأنني قسوت عليك..لكنك أخطأت هزان..مشاعر البشر ليست لعبة عندك..و تعلمي بأنك لن تحصلي دائما على ما تريدينه..يجب أن تنضجي فعلا لكي تفهمي هذا..قد تنجحين في لفت انتباهه و في التأثير فيه بسهولة لأنه رجل بالنهاية و أنت فتاة جميلة و مثيرة..لكنك لن تكسبي احترامه خاصة اذا علم بأمر لعبتك الطفولية هذه" تمتمت بصوت مخنوق" أنا نادمة..و آسفة..و أتمنى بأن أصلح خطئي..لم أقصد أذيته..لقد آذيت نفسي..و عقابي هو الوقوع في حبه..رغم معرفتي بأنه مرتبط..ماذا أفعل الآن؟" ربت صرب على رأسها بحنان و همس" أولا..يجب أن توقفي هذه اللعبة حالا..ثانيا..دعي له المجال الكافي لكي يقيم مشاعره نحوك..و ان كان قد أحبك فسيأتي اليك عاجلا أم آجلا..لا تقلقي..و لا تبكي..هيا يا صغيرة..اهدئي و ابتسمي و الا غضب منك صديقك البغيض هذا" رفعت هزان عيونها نحوه و ابتسمت فقبل جبينها بحنان ثم ابتعد عنها و تحرك عائدا باليخت..
أنهى ياغيز حمامه و ارتدى ثيابه و ركب سيارته و قبل أن يدير المفتاح لكي يشغلها لمح يخت هزان يقترب و رآها تقف على ظهره صحبة صرب الذي كان يحيط خصرها بيده..حملق فيهما بعيون غاضبة خاصة و هو يرى ثوب السباحة المثير الذي كانت ترتديه..ظن أنهما لوحدهما لأنه لم يرى بتول التي كانت في الغرفة السفلية..ضرب المقود بيديه بغضب ثم انطلق مبتعدا بالسيارة قبل أن يقدم على فعل جنوني لا تحمد عقباه..

الجريئةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن